ذكا : ذكت النار تذكو ذكوا وذكا ، مقصور ، واستذكت ، كله : اشتد لهبها واشتعلت ، ونار ذكية على النسب ؛ وأنشد : ابن الأعرابي
ينفخن منه لهبا منفوحا لمعا يرى لا ذكيا مقدوحا
وأراد ينفخن منه لهبا منفوخا ، فأبدل الحاء مكان الخاء ليوافق روي [ ص: 38 ] هذا الرجز كله ؛ لأن هذا الرجز حائي ؛ ومثله قول رؤبة :
غمر الأجاري كريم السنح أبلج لم يولد بنجم الشح
يريد : كريم السنخ . وأذكاها وذكاها : رفعها وألقى عليها ما تذكو به . والذكوة والذكية : ما ذكاها به من حطب أو بعر ، الأخيرة من باب جبوت الخراج جباية . والذكوة والذكا : الجمرة الملتهبة . وأذكيت الحرب إذا أوقدتها ؛ وأنشد :
إنا إذ مذكي الحروب أرجا
وتذكية النار : رفعها .وفي حديث ذكر النار : . الذكاء : شدة وهج النار ؛ يقال : ذكيت النار إذا أتممت إشعالها ورفعتها ، وكذلك قوله تعالى : قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها إلا ما ذكيتم ذبحه على التمام . والذكا : تمام إيقاد النار ، مقصور يكتب بالألف ؛ وأنشد :
ويضرم في القلب اضطراما كأنه ذكا النار ترفيه الرياح النوافح
وذكاء - بالضم - : اسم الشمس ، معرفة لا ينصرف ولا تدخلها الألف واللام ، تقول : هذه ذكاء طالعة ، وهي مشتقة من ذكت النار تذكو ، ويقال للصبح ابن ذكاء ؛ لأنه من ضوئها ؛ وأنشد :
فوردت قبل انبلاج الفجر وابن ذكاء كامن في كفر
وقال رؤبة ثعلبة بن صعير المازني رؤبة يصف ظليما ونعامة :
فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما ألقت ذكاء يمينها في كافر
والذكاء ، ممدود : حدة الفؤاد . والذكاء : سرعة الفطنة . الليث : الذكاء من قولك قلب ذكي وصبي ذكي إذا كان سريع الفطنة ، وقد ذكي - بالكسر - يذكى ذكا . ويقال : ذكا يذكو ذكاء ، وذكو فهو ذكي . ويقال : ذكو قلبه يذكو إذا حي بعد بلادة ، فهو ذكي على فعيل ، وقد يستعمل ذلك في البعير . وذكا الريح : شدتها من طيب أو نتن . ومسك ذكي وذاك : ساطع الرائحة ، وهو منه . ومسك ذكي وذكية ، فمن أنث ذهب به إلى الرائحة ؛ وقال أبو هفان : المسك والعنبر يؤنثان ويذكران .
قال : وتقول هو ذكي الرائحة وذاكي الرائحة ؛ قال ابن بري قيس بن الخطيم :
كأن القرنفل والزنجبيل وذاكي العبير بجلبابها
والذكاء : السن . وقال الحجاج : فررت عن ذكاء ، وبلغت الدابة الذكاء ، أي السن . وذكى الرجل : أسن وبدن . والمذكي أيضا : المسن من كل شيء ، وخص بعضهم به ذوات الحافر ، وهو أن يجاوز القروح بسنة . والمذاكي : الخيل التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان ، الواحد مذك ، مثل المخلف من الإبل . والمذكي أيضا من الخيل : الذي يذهب حضره وينقطع . وفي المثل : جري المذكيات غلاب ، أي : جري المسان القرح من الخيل أن تغالب الجري غلابا ، وتأويل تمام السن النهاية في الشباب ، فإذا نقص عن ذلك أو زاد فلا يقال له الذكاء . والذكاء في الفهم : أن يكون فهما تاما سريع القبول . في ذكاء الفهم والذبح : إنه التمام ، وإنهما ممدودان . والتذكية : الذبح . والذكاء والذكاة : الذبح ؛ عن ابن الأنباري ثعلب : والعرب تقول : ذكاة الجنين ذكاة أمه ، أي : إذا ذبحت الأم ذبح الجنين .
وفي الحديث : . ذكاة الجنين ذكاة أمه ابن الأثير : التذكية الذبح والنحر ؛ يقال : ذكيت الشاة تذكية والاسم الذكاة ، والمذبوح ذكي ، ويروى هذا الحديث بالرفع والنصب ، فمن رفع جعله خبر المبتدأ الذي هو ذكاة الجنين ، فتكون ذكاة الأم هي ذكاة الجنين فلا يحتاج إلى ذبح مستأنف ، ومن نصب كان التقدير : ذكاة الجنين كذكاة أمه ، فلما حذف الجار نصب ، أو على تقدير يذكى تذكية مثل ذكاة أمه ، فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامه ، فلا بد عنده من ذبح الجنين إذا خرج حيا ، ومنهم من يرويه بنصب الذكاتين ، أي : ذكوا الجنين ذكاة أمه . : وذكاء الحيوان ذبحه ؛ ومنه قوله : ابن سيده
يذكيها الأسل
وقوله تعالى : وما أكل السبع إلا ما ذكيتم قال أبو إسحاق : معناه إلا ما أدركتم ذكاته من هذه التي وصفنا . وكل ذبح ذكاة . ومعنى التذكية : أن تدركها وفيها بقية تشخب معها الأوداج وتضطرب اضطراب المذبوح الذي أدركت ذكاته ، وأهل العلم يقولون : إن أخرج السبع الحشوة أو قطع الجوف قطعا تخرج معه الحشوة فلا ذكاة لذلك ، وتأويله أن يصير في حالة ما لا يؤثر في حياته الذبح .وفي حديث الصيد : . أراد بالذكي ما أمسك عليه فأدركه قبل زهوق روحه فذكاه في الحلق واللبة ، وأراد بغير الذكي ما زهقت روحه قبل أن يدركه فيذكيه مما جرحه الكلب بسنه أو ظفره . كل ما أمسكت عليك كلابك ذكي وغير ذكي
وفي حديث محمد بن علي : ذكاة الأرض يبسها ؛ يريد طهارتها من النجاسة ، جعل يبسها من النجاسة الرطبة في التطهير بمنزلة تذكية الشاة في الإحلال ؛ لأن الذبح يطهرها ويحلل أكلها . وأصل الذكاة في اللغة كلها : إتمام الشيء ، فمن ذلك الذكاء في السن والفهم : وهو تمام السن . قال : وقال الخليل : الذكاء في السن أن يأتي على قروحه سنة ، وذلك تمام استتمام القوة ؛ قال زهير :
يفضله إذا اجتهدا عليه تمام السن منه والذكاء
وجدي ذكي : ذبيح ؛ قال : وهذه الكلمة واوية ، وأما ( ذ ك ي ) فعدم ، وقد ذكرت أن الذكية نادر . وأذكيت عليه العيون إذا أرسلت عليه الطلائع ؛ قال ابن سيده أبو خراش الهذلي :
وظل لنا يوم كأن أواره ذكا النار من نجم الفروع طويل
الفروع - بعين مهملة - : فروع الجوزاء ، وهي أشد ما يكون من الحر . وذكوان : قبيلة من سليم . والذكاوين : صغار السرح ، واحدتها ذكوانة . : الذكوان شجر ، الواحدة ذكوانة . ومذاكي السحاب : التي مطرت مرة بعد أخرى ، الواحدة مذكية ؛ قال ابن الأعرابي الراعي :
[ ص: 39 ]
وترعى القرار الجو حيث تجاوبت مذاك وأبكار من المزن دلح
وذكوان : اسم . وذكوة : قرية ؛ قال الراعي :
يبتن سجودا من نهيت مصدر بذكوة إطراق الظباء من الوبل
وقيل : هي مأسدة في ديار قيس .