رأبل : الرئبال : من أسماء الأسد والذئب ، يهمز ولا يهمز ، مثل حلأت السويق وحليت ، والجمع الرآبيل ، قال : وليس حرف اللين فيه بدلا من الهمزة ، قال ابن بري : وإنما قضيت على رئبال المهموز أنه رباعي على كثرة زيادة الهمزة من جهة قولهم في هذا المعنى ريبال ، بغير همز ، وذلك أن ريبالا بغير همز لا يخلو من أن يكون فيعالا أو فعلالا ، فلا يكون فيعالا لأنه من أبنية المصادر ، ولا فعلالا ، وياؤه أصل ؛ لأن الياء لا تكون أصلا في بنات الأربعة ، فثبت من [ ص: 58 ] ذلك أن رئبالا فعلال ، همزته أصل بدليل قولهم خرجوا يترأبلون ، وأن ريبالا مخفف عنه تخفيفا بدليا ، وإنما قضينا على تخفيف همزة ريبال أنه بدلي لقول بعض العرب يصف رجلا : هو ليث أبو ريابل ، وإنما قال ريابل ولم يقل ريابيل ؛ لأن بعده عساف مجاهل . وحكى ابن سيده أبو علي : ريابيل العرب للصوصهم ، فإن قلت : فإن رئبالا فئعال لكثرة زيادة الهمزة ، وقد قالوا : تربل لحمه ، قلنا : إن فئعالا في الأسماء عدم ، ولا يسوغ الحمل على باب إنقحل ما وجد عنه مندوحة ، وأما تربل لحمه مع قولهم رئبال فمن باب سبطر ، إنما هو في معنى سبط وليس من لفظه ، ولأآل للذي يبيع اللؤلؤ ، فيه بعض حروفه وليس منه ، ولا يجب أن يحمل قولهم : يترأبلون على باب تمسكن وتمدرع ، وخرجوا يتمغفرون لقلة ذلك ، وقال بعضهم : همزة رئبال بدل من ياء .
وفي حديث ابن أنيس : كأنه الرئبال الهصور ، أي : الأسد ، والجمع الرآبل والريابيل على الهمز وتركه . وذئب رئبال ولص رئبال : وهو من الجرأة . وترأبلوا : تلصصوا . وخرجوا يترأبلون إذا غزوا على أرجلهم وحدهم بلا وال عليهم ، وفعل ذلك من رأبلته وخبثه . وترأبل ترأبلا ، ورأبل رأبلة ، وفلان يترأبل ، أي : يغير على الناس ، ويفعل فعل الأسد ، وقال أبو سعيد : يجوز فيه ترك الهمز ، وأنشد لجرير :
ريابيل البلاد يخفن مني وحية أريحاء لي استجابا
قال : البيت في شعر ابن بري جرير :
شياطين البلاد يخفن زأري
وأريحاء : بيت المقدس ، قال : ومثله للنميري :ويلقى كما كنا يدا في قتالنا ريابيل ما فينا كهام ولا نكس
: وقيل : الرئبال الذي تلده أمه وحده . وفعل ذلك من رأبلته وخبثه ، والرأبلة : أن يمشي الرجل متكفئا في جانبيه كأنه يتوجى . ابن سيده