ربق : الليث الربق الخيط ، الواحدة ربقة ، : الربقة والربقة الأخيرة عن ابن سيده اللحياني ، والربق - بالكسر - كل ذلك : الحبل والحلقة ، تشد بها الغنم الصغار ; لئلا ترضع ، والجمع أرباق ورباق وربق . وفي الحديث : لكم العهد ما لم تأكلوا الرباق ، شبه ما يلزم الأعناق من العهد بالرباق ، واستعار الأكل لنقض العهد ، فإن البهيمة إذا أكلت الربق ، خلصت من الشد . وفي حديث عمر : وتذروا أرباقها في أعناقها ، شبه ما قلدته أعناقها من الأوزار والآثام ، أو من وجوب الحج بالأرباق اللازمة لأعناق البهم . وأخرج ربقة الإسلام عن عنقه : [ ص: 90 ] فارق الجماعة ، ويروى عن حذيفة : ، الربقة في الأصل : عروة في حبل تجعل في عنق البهيمة أو يدها تمسكها ، فاستعارها للإسلام ، يعني ما يشد المسلم به نفسه من عرى الإسلام أي : حدوده وأحكامه وأوامره ونواهيه ، قال من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه شمر : قال : أراد بربقة الإسلام ; عقد الإسلام ، قال : ومعنى مفارقة الجماعة ترك السنة واتباع البدعة . وفي الصحاح : الربق - بالكسر - حبل فيه عدة عرى تشد به البهم ، الواحدة من العرى ربقة ، وفرج عنه ربقته أي : كربته ، وكل ذلك على المثل والأصل ما تقدم . والربق - بالفتح - : مصدر قولك ربقت الشاة والجدي أربقها وأربقها ربقا وربقها شدها في الربقة ، وفي الصحاح : جعل رأسه في الربقة فارتبق . ويقال : ارتبق الظبي في حبالتي أي : علق ، والعرب تقول : رمدت الضأن فربق ربق والربيقة : البهمة المربوقة في الربق . وشاة ربيقة وربيق ومربقة : مربوقة ، شاة مربوقة وشاء مربقة . وقد قيل : إن التربيق أيضا الحلقة والحبل ، تشد به الغنم ، فإن كان ذلك ، فالتربيق اسم كالتنبيت الذي هو النبات ، والتمتين الذي هو خيط من خيوط الفسطاط . وفي حديث يحيى بن آدم عائشة تصف أباها - رضي الله عنهما - : واضطرب حبل الدين ، فأخذ بطرفيه ، وربق لكم أثناءه ، تريد لما اضطرب الأمر يوم الردة ، أحاط به من جوانبه ، وضمه فلم يشذ منهم أحد ولم يخرج عما جمعهم عليه ، وهو من تربيق البهم شده في الرباق . وفي حديث علي : قال : انطلق إلى العسكر ، فما وجدت من سلاح ، أو ثوب ، ارتبق فاقبضه واتق الله واجلس في بيتك ، ربقت الشيء وارتبقته لنفسي ، كربطته وارتبطته ، وهو من الربقة ، أي : ما وجدت من شيء أخذ منكم ، وأصيب فاسترجعه ، وكان من حكمه في أهل البغي أن ما وجد من مالهم في يد أحد ، يسترجع منه . لموسى بن طلحة الأزهري : الربق : ما تربق به الشاة ، وهو خيط يثنى حلقة ، ثم يجعل رأس الشاة فيه ، ثم يشد ، قال : سمعت ذلك من أعراب بني تميم . قال شمر : سمعت أعرابية ، وقد عمدت إلى حبل ، فعقدت فيه أربع عرى ، وجعلت أعناق صبيان أربعة فيها وهي تقول : أربع مربقات ، تسأل لهم ، قال : وكذلك يصنع بالسخال . ويقال : ربق الرجل أثناء حبله ، وربق أرباقه ، إذا هيأها لسخاله ، ومنه قولهم : رمدت الضأن ، فربق ربق ، أي : هيئ الأرباق ، فإنها تلد عن قرب ، لأنها تضرع على رأس الولادة ، وليس كذلك المعزى ، فلذلك قالوا فيها رنق رنق - بالنون - وجعل زهير الجوامع ربقا ، فقال يمدح رجلا :
أشم أبيض فياض يفكك عن أيدي العناة وعن أعناقها الربقا
التهذيب : والربقة نسج من الصوف الأسود عرضه مثل عرض التكة ، وفيه طريقة حمراء من عهن تعقد أطرافها ، ثم تعلق في عنق الصبي ، وتخرج إحدى يديه منها ، كما يخرج الرجل إحدى يديه من حمائل السيف ، وإنما تعلق الأعراب الربق في أعناق صبيانهم من العين . وربق فلانا في هذا الأمر ، يربقه ربقا ; فارتبق : أوقعه فيه ; فوقع . وارتبق في الحبالة : نشب ; عن اللحياني . وأم الربيق : من أسماء الداهية . وفي المثل : جاء بأم الربيق على أريق . الفراء : يقال لقيت منه أم الربيق على وريق ويقال أريق . الليث : أم الربيق من أسماء الحرب والشدائد ; وأنشد :
أم الربيق والوريق الأزنم