بتت : البت : القطع المستأصل . يقال : بتت الحبل فانبت . : بت الشيء يبته ، ويبته بتا ، وأبته : قطعه قطعا مستأصلا ; قال : ابن سيده
فبت حبال الوصل بيني وبينها أزب ظهور الساعدين ، عذور
قال الجوهري في قوله : بته يبته قال : وهذا شاذ لأن باب المضاعف ، إذا كان يفعل منه مكسورا ، لا يجيء متعديا إلا أحرف معدودة ، وهي بته يبته ويبته ، وعله في الشرب يعله ويعله ، ونم الحديث ينمه وينمه ، وشده يشده ويشده ، وحبه يحبه ; قال : وهذه وحدها على لغة واحدة . قال : وإنما سهل تعدي هذه الأحرف إلى المفعول اشتراك الضم والكسر فيهن ; وبتته تبتيتا : شدد للمبالغة ، وبت هو يبت ويبت بتا وأبت . وقولهم : تصدق فلان صدقة بتاتا وبتة بتلة إذا قطعها المتصدق بها من ماله ، فهي بائنة من صاحبها ، قد انقطعت منه ; وفي النهاية : صدقة بتة أي منقطعة عن الإملاك ; وفي الحديث : . أدخله الله الجنة البتة الليث : أبت فلان طلاق امرأته أي طلقها طلاقا باتا ، والمجاوز منه الإبتات . قال أبو منصور : قول الليث في الإبتات والبت موافق قول أبي زيد ، لأنه جعل الإبتات مجاوزا ، وجعل البت لازما ، وكلاهما متعد ; ويقال : بت فلان طلاق امرأته بغير ألف ، وأبته بالألف ، وقد طلقها البتة . ويقال : الطلقة الواحدة تبت وتبت أي تقطع عصمة النكاح ، إذا انقضت العدة . وطلقها ثلاثا بتة وبتاتا أي قطعا لا عود فيها . وفي الحديث : طلقها ثلاثا بتة أي قاطعة . وفي الحديث : ، هي المطلقة طلاقا بائنا . ولا أفعله البتة : كأنه قطع فعله . قال لا تبيت المبتوتة إلا في بيتها : وقالوا قعد البتة مصدر مؤكد ، ولا يستعمل إلا بالألف واللام . ويقال : لا أفعله بتة ، ولا أفعله البتة ، لكل أمر لا رجعة فيه ; ونصبه على المصدر . قال سيبويه : مذهب ابن بري وأصحابه أن البتة لا تكون إلا معرفة البتة لا غير ، وإنما أجاز تنكيره سيبويه الفراء وحده ، وهو كوفي . وقال : الأمور على ثلاثة أنحاء ، يعني على ثلاثة أوجه : شيء يكون البتة ، وشيء لا يكون البتة ، وشيء قد يكون وقد لا يكون . فأما ما لا يكون ، فما مضى من الدهر لا يرجع ; وأما ما يكون البتة ، فالقيامة تكون لا محالة ; وأما شيء قد يكون وقد لا يكون ، فمثل قد يمرض وقد يصح . وبت عليه القضاء بتا ، وأبته : قطعه . وسكران ما يبت كلاما أي ما يبينه . وفي المحكم : سكران ما يبت كلاما ، وما يبت ، وما يبت أي ما يقطعه . وسكران بات : منقطع عن العمل بالسكر ; هذه عن الخليل بن أحمد أبي حنيفة . : سكران ما يبت أي ما يقطع أمرا ; وكان ينكر يبت ; وقال الأصمعي الفراء : هما لغتان ، يقال بتت عليه القضاء ، وأبتته عليه أي قطعته . وفي الحديث : ، وذلك من الجزم والقطع بالنية ; ومعناه : لا صيام لمن لم ينوه قبل الفجر ، فيجزمه ويقطعه من الوقت الذي لا صوم فيه ، وهو الليل ; وأصله من البت القطع ; يقال : بت الحاكم القضاء على فلان إذا قطعه وفصله ، وسميت النية بتا لأنها تفصل بين الفطر والصوم . وفي الحديث : لا صيام لمن لم يبت الصيام من الليل أي اقطعوا الأمر فيه ، وأحكموه [ ص: 13 ] بشرائطه ، وهو تعريض بالنهي عن نكاح المتعة ; لأنه نكاح غير مبتوت ، مقدر بمدة . وفي حديث أبتوا نكاح هذه النساء جويرية ، في صحيح مسلم : أحسبه قال جويرية أو البتة ; قال : كأنه شك في اسمها ، فقال : أحسبه جويرية ، ثم استدرك فقال : أو أبت أي أقطع أنه قال جويرية ، لا أحسب وأظن . وأبت يمينه : أمضاها . وبتت هي : وجبت ، تبت بتوتا ، وهي يمين باتة . وحلف على ذلك يمينا بتا ، وبتة ، وبتاتا : وكل ذلك من القطع ; ويقال : أعطيته هذه القطيعة بتا بتلا . والبتة اشتقاقها من القطع ، غير أنه يستعمل في كل أمر يمضي لا رجعة فيه ، ولا التواء . وأبت الرجل بعيره من شدة السير ، ولا تبته حتى يمطوه السير ; والمطو : الجد في السير . والانبتات : الانقطاع . ورجل منبت أي منقطع به . وأبت بعيره : قطعه بالسير . والمنبت في حديث : الذي أتعب دابته حتى عطب ظهره ، فبقي منقطعا به ; ويقال للرجل إذا انقطع في سفره وعطبت راحلته : صار منبتا ; ومنه قول مطرف : إن المنبت لا أرضا قطع ، ولا ظهرا أبقى . غيره : يقال للرجل إذا انقطع به في سفره ، وعطبت راحلته : قد انبت من البت القطع ، وهو مطاوع بت ; يقال : بته وأبته ، يريد أنه بقي في طريقه عاجزا عن مقصده ، ولم يقض وطره ، وقد أعطب ظهره . : انبت الرجل انبتاتا إذا انقطع ماء ظهره ; وأنشد : الكسائي
لقد وجدت رثية من الكبر عند القيام ، وانبتاتا في السحر
وبت عليه الشهادة ، وأبتها : قطع عليه بها ، وألزمه إياها . وفلان على بتات أمر إذا أشرف عليه ; قال الراجز :
وحاجة كنت على بتاتها
والبات : المهزول الذي لا يقدر أن يقوم . وقد بت يبت بتوتا . ويقال للأحمق المهزول : هو بات . وأحمق بات : شديد الحمق . قال الأزهري : الذي حفظناه عن الثقات أحمق تاب من التباب ، وهو الخسار ، كما قالوا أحمق خاسر ، دابر ، دامر . وقال الليث : يقال انقطع فلان عن فلان ، فانبت حبله عنه أي انقطع وصاله وانقبض ; وأنشد :
فحل في جشم ، وانبت منقبضا بحبله ، من ذوي الغر الغطاريف
: والبت كساء غليظ مهلهل ، مربع ، أخضر ; وقيل : هو من وبر وصوف ، والجمع أبت وبتات . التهذيب : البت ضرب من الطيالسة ، يسمى الساج ، مربع ، غليظ ، أخضر ، والجمع : البتوت . ابن سيده الجوهري : البت الطيلسان من خز ونحوه ; وقال في كساء من صوف :
من كان ذا بت فهذا بتي مقيظ ، مصيف ، مشتي
تخذته من نعجات ست
والبتي الذي يعمله أو يبيعه ، والبتات مثله . وفي حديث دار الندوة وتشاورهم في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم : فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل عليه بت ؛ أي كساء غليظ مربع ، وقيل : طيلسان من خز . وفي حديث علي - عليه السلام : أن طائفة جاءت إليه ، فقال لقنبر : بتتهم أي أعطهم البتوت . وفي حديث الحسن - عليه السلام : أين الذين طرحوا الخزوز والحبرات ، ولبسوا البتوت والنمرات ؟ وفي حديث سفيان : أجد قلبي بين بتوت وعباء . والبتات : متاع البيت . وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كتب لحارثة بن قطن ومن بدومة الجندل من كلب : إن لنا الضاحية من البعل ، ولكم الضامنة من النخل ، لا يحظر عليكم النبات ، ولا يؤخذ منكم عشر البتات ; قال أبو عبيد : لا يؤخذ منكم عشر البتات ، يعني المتاع ليس عليه زكاة ، مما لا يكون للتجارة . والبتات : الزاد والجهاز ، والجمع أبتة ; قال ابن مقبل في البتات الزاد :
أشاقك ركب ذو بتات ، ونسوة بكرمان ، يغبقن السويق المقندا
وبتتوه : زودوه . وتبتت : تزود وتمتع . ويقال : ما له بتات أي ما له زاد ; وأنشد :
ويأتيك بالأنباء من لم تبع له بتاتا ، ولم تضرب له وقت موعد
وهو كقوله :
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
أبو زيد : طحن بالرحى شزرا ، وهو الذي يذهب بالرحى عن يمينه ، وبتا ، ابتدأ إدارتها عن يساره ; وأنشد :
ونطحن بالرحى شزرا وبتا ولو نعطى المغازل ، ما عيينا