روح : الريح : نسيم الهواء ، وكذلك نسيم كل شيء ، وهي مؤنثة ، وفي التنزيل : كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم هو عند فعل ، وهو عند سيبويه أبي الحسن فعل وفعل . والريحة : طائفة من الريح عن قال : وقد يجوز أن يدل الواحد على ما يدل عليه الجمع ، وحكى بعضهم : ريح وريحة مع كوكب وكوكبة وأشعر أنهما لغتان ، وجمع الريح أرواح ، وأراويح جمع الجمع ، وقد حكيت أرياح وأرايح ، وكلاهما شاذ ، وأنكر سيبويه أبو حاتم على عمارة بن عقيل جمعه الريح على أرياح ، قال : فقلت له فيه : إنما هو أرواح ، فقال : قد قال الله تبارك وتعالى : وأرسلنا الرياح وإنما الأرواح جمع روح ، قال : فعلمت بذلك أنه ليس ممن يؤخذ عنه . التهذيب : الريح ياؤها واو صيرت ياء ; لانكسار ما قبلها ، وتصغيرها رويحة ، وجمعها رياح وأرواح . قال الجوهري : الريح واحدة الرياح ، وقد تجمع على أرواح ; لأن أصلها الواو ، وإنما جاءت بالياء ; لانكسار ما قبلها ، وإذا رجعوا إلى الفتح عادت إلى الواو ، كقولك : أروح الماء وتروحت بالمروحة ، ويقال : ريح وريحة كما قالوا : دار ودارة . وفي الحديث : هبت أرواح النصر ؛ الأرواح جمع ريح . ويقال : الريح لآل فلان أي : النصر والدولة ، وكان لفلان ريح . وفي الحديث : ، العرب تقول : لا تلقح السحاب إلا من رياح مختلفة ، يريد : اجعلها لقاحا للسحاب ولا تجعلها عذابا ، ويحقق ذلك مجيء الجمع في آيات الرحمة ، والواحد في قصص العذاب : كالريح العقيم ، وريحا صرصرا . وفي الحديث : كان يقول إذا هاجت الريح : اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا أي : من رحمته بعباده . ويوم راح : شديد الريح ، يجوز أن يكون فاعلا ذهبت عينه ، وأن يكون فعلا ؛ وليلة راحة . وقد راح يراح ريحا إذا اشتدت ريحه . وفي الحديث : الريح من روح الله ؛ يوم راح أي : ذو ريح كقولهم : رجل مال . وريح الغدير وغيره ، على ما لم يسم فاعله : أصابته الريح ، فهو مروح قال أن رجلا حضره الموت ، فقال لأولاده : أحرقوني ثم انظروا يوما راحا فأذروني فيه منظور بن مرثد الأسدي يصف رمادا :
هل تعرف الدار بأعلى ذي القور ؟ قد درست غير رماد مكفور مكتئب اللون مروح ممطور
القور : جبيلات صغار ، واحدها قارة . والمكفور : الذي سفت عليه الريح التراب ، ومريح أيضا ، وقال يصف الدمع :
كأنه غصن مريح ممطور
مثل مشوب ومشيب بني على شيب . وغصن مريح ومروح : أصابته الريح ، وكذلك مكان مريح ومروح ، وشجرة مروحة ومريحة صفقتها الريح فألقت ورقها . وراحت الريح الشيء : أصابته ، قال أبو ذؤيب يصف ثورا :
ويعوذ بالأرطى إذا ما شفه قطر وراحته بليل زعزع
وراح الشجر : وجد الريح وأحسها ، حكاه أبو حنيفة ، وأنشد :
تعوج إذا ما أقبلت نحو ملعب كما انعاج غصن البان راح الجنائبا
ويقال : ريحت الشجرة ، فهي مروحة : وشجرة مروحة إذا هبت بها الريح ، مروحة كانت في الأصل مريوحة . وريح القوم وأراحوا : دخلوا في الريح ، وقيل : أراحوا دخلوا في الريح ، وريحوا : أصابتهم الريح فجاحتهم . والمروحة بالفتح : المفازة وهي الموضع الذي تخترقه الريح ، قال :
كأن راكبها غصن بمروحة إذا تدلت به أو شارب ثمل
والجمع المراويح ، قال : البيت ابن بري رضي الله عنه وقيل : إنه تمثل به ، وهو لغيره قاله وقد ركب راحلته في بعض المفاوز فأسرعت ؛ يقول : كأن راكب هذه الناقة لسرعتها غصن بموضع تخترق فيه الريح ، كالغصن لا يزال يتمايل يمينا وشمالا ، فشبه راكبها بغصن هذه حاله أو شارب ثمل يتمايل من شدة سكره ، وقوله إذا تدلت به أي : إذا هبطت به من نشز إلى مطمئن ، ويقال إن هذا البيت قديم . وراح ريح الروضة يراحها ، وأراح يريح إذا وجد ريحها ، وقال لعمر بن الخطاب الهذلي :
وماء وردت على زورة كمشي السبنتى يراح الشفيفا
الجوهري : راح الشيء يراحه ويريحه إذا وجد ريحه ، وأنشد البيت " وماء وردت " قال : هو ابن بري لصخر الغي ، والزورة هاهنا : البعد ، وقيل : انحراف عن الطريق . والشفيف : لذع البرد . والسبنتى : النمر . والمروحة : بكسر الميم : التي يتروح بها ، كسرت ; لأنها آلة . وقال اللحياني : هي المروح ، والجمع المراوح ، وفي الحديث : ، أي احتاجوا إلى الترويح من الحر بالمروحة ، أو يكون من الرواح : العود إلى بيوتهم أو من طلب الراحة . والمروح والمرواح : الذي يذرى به الطعام في الريح . ويقال : فلان بمروحة أي : بممر الريح . وقالوا : فلان يميل مع كل ريح على المثل ؛ وفي حديث فقد رأيتهم يتروحون في الضحى علي : ورعاع الهمج يميلون مع كل ريح . واستروح الغصن : اهتز بالريح . ويوم ريح وروح وريوح : طيب الريح ، ومكان ريح أيضا ، وعشية ريحة وروحة ، كذلك . الليث : يوم ريح ويوم راح : ذو ريح شديدة ، قال : وهو كقولك كبش صاف ، والأصل يوم رائح وكبش صائف ، فقلبوا ، وكما خففوا الحائجة ، فقالوا حاجة ، ويقال : قالوا صاف وراح على صوف [ ص: 254 ] وروح ، فلما خففوا استنامت الفتحة قبلها فصارت ألفا . ويوم ريح : طيب ، وليلة ريحة . ويوم راح إذا اشتدت ريحه . وقد راح ، وهو يروح رءوحا وبعضهم يراح ، فإذا كان اليوم ريحا طيبا ، قيل : يوم ريح وليلة ريحة ، وقد راح ، وهو يروح روحا . والروح : برد نسيم الريح وفي حديث عائشة رضي الله عنها : العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ ، فإذا أصابهم الروح سطعت أرواحهم فيتأذى به الناس ، فأمروا بالغسل ؛ الروح ، بالفتح : نسيم الريح ، كانوا إذا مر عليهم النسيم تكيف بأرواحهم ، وحملها إلى الناس . وقد يكون الريح بمعنى الغلبة والقوة ، قال كان الناس يسكنون تأبط شرا ، وقيل : سليك بن سلكة :
أتنظران قليلا ريث غفلتهم أو تعدوان فإن الريح للعادي
ومنه قوله تعالى : وتذهب ريحكم قال : وقيل الشعر ابن بري لأعشى فهم ، من قصيدة أولها :
يا دار بين غبارات وأكباد أقوت ومر عليها عهد آباد
جرت عليها رياح الصيف أذيلها وصوب المزن فيها بعد إصعاد
وأراح الشيء إذا وجد ريحه . والرائحة : النسيم طيبا كان أو نتنا . والرائحة : ريح طيبة تجدها في النسيم ، تقول لهذه البقلة رائحة طيبة . ووجدت ريح الشيء ورائحته ، بمعنى . ورحت رائحة طيبة أو خبيثة أراحها وأريحها وأرحتها وأروحتها : وجدتها . وفي الحديث : ، من أرحت ، ولم يرح رائحة الجنة ، من رحت أراح ، ولم يرح تجعله من راح الشيء يريحه . وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم : من أعان على مؤمن أو قتل مؤمنا لم يرح رائحة الجنة أي : لم يشم ريحها ، قال من قتل نفسا معاهدة لم يرح رائحة الجنة أبو عمرو : هو من رحت الشيء أريحه إذا وجدت ريحه ؛ وقال : إنما هو لم يرح رائحة الجنة من أرحت الشيء فأنا أريحه إذا وجدت ريحه ، والمعنى واحد ، وقال الكسائي : لا أدري هو من رحت أو من أرحت ، وقال الأصمعي اللحياني : أروح السبع الريح وأراحها واستروحها واستراحها : وجدها ، قال : وبعضهم يقول : راحها بغير ألف ، وهي قليلة . واستروح الفحل واستراح : وجد ريح الأنثى . وراح الفرس يراح راحة إذا تحصن أي : صار فحلا ، أبو زيد : راحت الإبل تراح رائحة ، وأرحتها أنا . قال الأزهري : قوله تراح رائحة مصدر على فاعلة ، قال : وكذلك سمعته من العرب ، ويقولون : سمعت راغية الإبل وثاغية الشاء أي : رغاءها وثغاءها ، والدهن المروح : المطيب ، ودهن مطيب مروح الرائحة ، وروح دهنك بشيء تجعل فيه طيبا ، وذريرة مروحة : مطيبة ، كذلك ؛ وفي الحديث : ، وفي الحديث : أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يكتحل المحرم بالإثمد المروح ، قال أبو عبيد : المروح المطيب بالمسك كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم تكن له رائحة ، وقال : مروح بالواو ; لأن الياء في الريح واو ; ومنه قيل : تروحت بالمروحة . وأروح اللحم : تغيرت رائحته ، وكذلك الماء ، وقال اللحياني وغيره : أخذت فيه الريح وتغير . وفي حديث قتادة : . يقال : أروح الماء وأراح إذا تغيرت ريحه ، وأراح اللحم أي : أنتن . وأروحني الضب : وجد ريحي ، وكذلك أروحني الرجل . ويقال أراحني الصيد إذا وجد ريح الإنسي . وفي التهذيب : أروحني الصيد ، إذا وجد ريحك ؛ وفيه : وأروح الصيد واستروح واستراح ، إذا وجد ريح الإنسان ، قال سئل عن الماء الذي قد أروح ، أيتوضأ منه ؟ فقال : لا بأس أبو زيد : أروحني الصيد والضب إرواحا ، وأنشاني إنشاء ، إذا وجد ريحك ونشوتك ، وكذلك أروحت من فلان طيبا ، وأنشيت منه نشوة . والاسترواح : التشمم . الأزهري ، قال أبو زيد : سمعت رجلا من قيس وآخر من تميم يقولان : قعدنا في الظل نلتمس الراحة ؛ والرويحة والراحة بمعنى واحد . وراح يراح روحا : برد وطاب ، وقيل : يوم رائح ، وليلة رائحة طيبة الريح ؛ يقال : راح يومنا يراح روحا إذا طابت ريحه ، ويوم ريح ، قال جرير :
محا طللا بين المنيفة والنقا صبا راحة أو ذو حبيين رائح
وقال الفراء : مكان راح ويوم راح ؛ يقال : افتح الباب حتى يراح البيت أي : حتى يدخله الريح ، وقال :
كأن عيني والفراق محذور غصن من الطرفاء راح ممطور
والريحان : كل بقل طيب الريح ، واحدته ريحانة ، وقال :
بريحانة من بطن حلية نورت لها أرج ما حولها غير مسنت
والجمع رياحين ؛ وقيل : الريحان أطراف كل بقلة طيبة الريح إذا خرج عليها أوائل النور ، وفي الحديث : ، هو كل نبت طيب الريح من أنواع المشموم . والريحانة : الطاقة من الريحان ، إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده الأزهري : الريحان اسم جامع للرياحين الطيبة الريح ، والطاقة الواحدة : ريحانة . أبو عبيد : إذا طال النبت قيل : قد تروحت البقول ، فهي متروحة . والريحانة : اسم للحنوة كالعلم . والريحان : الرزق على التشبيه بما تقدم . وقوله تعالى : فروح وريحان أي : رحمة ورزق ، وقال : معناه فاستراحة وبرد ، هذا تفسير الروح دون الريحان ، وقال الزجاج الأزهري في موضع آخر : قوله فروح وريحان معناه فاستراحة وبرد وريحان ورزق ، قال : وجائز أن يكون ريحان هنا تحية لأهل الجنة ، قال : وأجمع النحويون أن ريحانا في اللغة من ذوات الواو والأصل ريوحان فقلبت الواو ياء وأدغمت فيها الياء الأولى فصارت الريحان ، ثم خفف كما قالوا : ميت وميت ولا يجوز في الريحان التشديد إلا على بعد ; لأنه قد زيد فيه ألف ونون فخفف بحذف الياء وألزم التخفيف ، وقال : أصل ذلك ريوحان ، قلبت الواو ياء لمجاورتها الياء ، ثم أدغمت ثم خففت على حد ميت ولم يستعمل مشددا لمكان الزيادة كأن الزيادة عوض من التشديد فعلانا على المعاقبة لا يجيء إلا بعد استعمال [ ص: 255 ] الأصل ، ولم يسمع روحان : التهذيب : وقوله تعالى : ابن سيده فروح وريحان على قراءة من ضم الراء ، تفسيره : فحياة دائمة لا موت معها ، ومن قال فروح فمعناه : فاستراحة ، وأما قوله ( تعالى ) : وأيدهم بروح منه فمعناه : برحمة منه قال : كذلك قال المفسرون ؛ قال : وقد يكون الروح بمعنى الرحمة ؛ قال الله تعالى : ( لا تيأسوا من روح الله ) سماها روحا ، لأن الروح والراحة بها ؛ قال الأزهري : وكذلك قوله في عيسى : وروح منه أي : رحمة منه ، تعالى ذكره . والعرب تقول : سبحان الله وريحانه ، قال أهل اللغة : معناه واسترزاقه ، وهو عند من الأسماء الموضوعة موضع المصادر ، تقول : خرجت أبتغي ريحان الله ، قال سيبويه النمر بن تولب :
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
غمام ينزل رزق العباد فأحيا البلاد وطاب الشجر
قال : ومعنى قوله : وريحانه : ورزقه ، قال الأزهري : قاله أبو عبيدة وغيره ; قال : وقيل : الريحان هاهنا هو الريحان الذي يشم . قال الجوهري : سبحان الله وريحانه نصبوهما على المصدر ، يريدون تنزيها له واسترزاقا . وفي الحديث : . وفي الحديث : الولد من ريحان الله ، يعني الأولاد . والريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة ، وبالرزق سمي الولد ريحانا . وفي الحديث : إنكم لتبخلون وتجهلون وتجبنون ، وإنكم لمن ريحان الله قال لعلي رضي الله عنه : أوصيك بريحانتي خيرا قبل أن ينهد ركناك ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : هذا أحد الركنين ، فلما ماتت فاطمة ، قال : هذا الركن الآخر ، وأراد بريحانتيه الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما . وقوله تعالى : والحب ذو العصف والريحان قيل : هو الورق ، وقال الفراء : ذو الورق والرزق ، وقال الفراء : العصف ساق الزرع ، والريحان ورقه . وراح منك معروفا وأروح ; قال : والرواح والراحة والمرايحة والرويحة والرواحة : وجدانك الفرجة بعد الكربة . والروح أيضا : السرور والفرح واستعاره علي رضي الله عنه لليقين فقال : فباشروا روح اليقين ، قال : وعندي أنه أراد الفرحة والسرور اللذين يحدثان من اليقين . التهذيب ، عن ابن سيده : الروح الاستراحة من غم القلب ، وقال الأصمعي أبو عمرو : الروح الفرح والروح : برد نسيم الريح . : يقال : الأصمعي
فلان يراح للمعروف إذا أخذته أريحية وخفة . والروح بالضم في كلام العرب : النفخ سمي روحا ; لأنه ريح يخرج من الروح ، ومنه قول في نار اقتدحها وأمر صاحبه بالنفخ فيها ، فقال : ذي الرمة
فقلت له ارفعها إليك وأحيها بروحك واجعله لها قيتة قدرا
أي : أحيها بنفخك واجعله لها ، الهاء للروح ، لأنه مذكر في قوله : واجعله ، والهاء التي في لها للنار ; لأنها مؤنثة . الأزهري عن قال : يقال : خرج روحه ، والروح مذكر . والأريحي : الرجل الواسع الخلق النشيط إلى المعروف يرتاح لما طلبت ويراح قلبه سرورا . والأريحي : الذي يرتاح للندى . وقال ابن الأعرابي الليث : يقال لكل شيء واسع أريح ، وأنشد :
ومحمل أريح جحاحي
قال : وبعضهم يقول : ومحمل أروح ، ولو كان كذلك لكان قد ذمه ; لأن الروح الانبطاح ، وهو عيب في المحمل . قال : والأريحي مأخوذ من راح يراح ، كما يقال للصلت المنصلت : أصلتي ، وللمجتنب : أجنبي ، والعرب تحمل كثيرا من النعت على أفعلي فيصير كأنه نسبة . قال الأزهري : وكلام العرب تقول : رجل أجنب وجانب وجنب ، ولا تكاد تقول أجنبي . ورجل أريحي : مهتز للندى والمعروف والعطية واسع الخلق ، والاسم الأريحية والتريح عن اللحياني ، قال : وعندي أن التريح مصدر تريح وسنذكره ، وفي شعر ابن سيده يمدح النابغة الجعدي ابن الزبير :
حكيت لنا لما وليتنا الصديق وعثمان والفاروق فارتاح معدم
أي : سمحت نفس المعدم وسهل عليه البذل . يقال : رحت للمعروف أراح ريحا وارتحت أرتاح ارتياحا إذا ملت إليه وأحببته ، ومنه قولهم : أريحي إذا كان سخيا يرتاح للندى . وراح لذلك الأمر يراح رواحا ورءوحا ، وراحا وراحة وأريحية ورياحة : أشرق له وفرح به وأخذته له خفة وأريحية ؛ قال الشاعر :
إن البخيل إذا سألت بهرته وترى الكريم يراح كالمختال
وقد يستعار للكلاب وغيرها ، أنشد اللحياني :
خوص تراح إلى الصياح إذا غدت فعل الضراء تراح للكلاب
ويقال : أخذته الأريحية إذا ارتاح للندى . وراحت يده بكذا أي : خفت له . وراحت يده بالسيف أي : خفت إلى الضرب به ، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف صائدا :
تراح يداه بمحشورة خواظي القداح عجاف النصال
أراد بالمحشورة نبلا ، للطف قدها لأنه أسرع لها في الرمي عن القوس . والخواظي : الغلاظ القصار . وأراد بقوله : عجاف النصال : أنها أرقت . الليث : راح الإنسان إلى الشيء يراح إذا نشط وسر به وكذلك ارتاح ، وأنشد :
وزعمت أنك لا تراح إلى النسا وسمعت قيل الكاشح المتردد
والرياحة : أن يراح الإنسان إلى الشيء فيستروح وينشط إليه . والارتياح : النشاط . وارتاح للأمر : كراح ونزلت به بلية فارتاح الله له برحمة فأنقذه منها ; قال رؤبة :
فارتاح ربي وأراد رحمتي ونعمة أتمها فتمت
[ ص: 256 ] أراد : فارتاح ، نظر إلي ورحمني . قال الأزهري : قول رؤبة في فعل الخالق قاله بأعرابيته ، قال : ونحن نستوحش من مثل هذا اللفظ ؛ لأن الله تعالى إنما يوصف بما وصف به نفسه ، ولولا أن الله ، تعالى ذكره ، هدانا بفضله لتمجيده وحمده بصفاته التي أنزلها في كتابه ، ما كنا لنهتدي لها أو نجترئ عليها ؛ قال : فأما ابن سيده الفارسي فجعل هذا البيت من جفاء الأعراب ، كما قال :
لا هم إن كنت الذي كعهدي ولم تغيرك السنون بعدي
وكما قال سالم بن دارة :
يا فقعسي لم أكلته لمه ؟ لو خافك الله عليه حرمه
فما أكلت لحمه ولا دمه
والراح : الخمر ، اسم لها . والراح : جمع راحة ، وهي الكف . والراح : الارتياح ، قال الجميح بن الطماح الأسدي :
ولقيت ما لقيت معد كلها وفقدت راحي في الشباب وخالي
والخال : الاختيال والخيلاء ، فقوله : وخالي أي : واختيالي . والراحة : ضد التعب . واستراح الرجل ، من الراحة . والرواح والراحة من الاستراحة . وأراح الرجل والبعير وغيرهما ، وقد أراحني ، وروح عني فاسترحت ، ويقال : ما لفلان في هذا الأمر من رواح أي : من راحة ، ووجدت لذلك الأمر راحة أي خفة ، وأصبح بعيرك مريحا أي مفيقا ، وأنشد : ابن السكيت
أراح بعد النفس المحفوز إراحة الجداية النفوز
الليث : الراحة وجدانك روحا بعد مشقة ، تقول : أرحني إراحة فأستريح ، وقال غيره : أراحه إراحة وراحة ، فالإراحة المصدر ، والراحة الاسم ، كقولك أطعته إطاعة وطاعة وأعرته إعارة وعارة . وفي الحديث : بلال : أرحنا بها أي أذن للصلاة فنستريح بأدائها من اشتغال قلوبنا بها ، قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لمؤذنه ابن الأثير : وقيل : كان اشتغاله بالصلاة راحة له ، فإنه كان يعد غيرها من الأعمال الدنيوية تعبا ، فكان يستريح بالصلاة لما فيها من مناجاة الله تعالى ; ولهذا قال : وقرة عيني في الصلاة ، قال : وما أقرب الراحة من قرة العين . يقال : أراح الرجل واستراح إذا رجعت إليه نفسه بعد الإعياء ؛ قال : ومنه حديث أم أيمن أنها عطشت مهاجرة في يوم شديد الحر فدلي إليها دلو من السماء فشربت حتى أراحت . وقال اللحياني : أراح الرجل استراح ورجعت إليه نفسه بعد الإعياء ، وكذلك الدابة ، وأنشد :
تريح بعد النفس المحفوز
أي : تستريح . وأراح : دخل في الريح . وأراح إذا وجد نسيم الريح . وأراح إذا دخل في الرواح . وأراح إذا نزل عن بعيره ليريحه ويخفف عنه . وأراحه الله فاستراح ، وأراح تنفس ؛ وقال امرؤ القيس يصف فرسا بسعة المنخرين :
لها منخر كوجار السباع فمنه تريح إذا تنبهر
أراح بعد الغم والتغمغم
وفي حديث : الأسود بن يزيد إن الجمل الأحمر ليريح فيه من الحر ، الإراحة هاهنا : الموت والهلاك ، ويروى بالنون ، وقد تقدم . والترويحة في شهر رمضان : سميت بذلك لاستراحة القوم بعد كل أربع ركعات ، وفي الحديث : صلاة التراويح ; لأنهم كانوا يستريحون بين كل تسليمتين . والتراويح : جمع ترويحة ، وهي المرة الواحدة من الراحة ، تفعيلة منها ، مثل تسليمة من السلام . والراحة : العرس ; لأنها يستراح إليها . وراحة البيت : ساحته . وراحة الثوب : طيه . : الراحة من الأرض : المستوية فيها ظهور واستواء تنبت كثيرا ، جلد من الأرض ، وفي أماكن منها سهول وجراثيم ، وليست من السيل في شيء ولا الوادي ، وجمعها الراح ، كثيرة النبت . ابن شميل أبو عبيد : يقال : أتانا فلان وما في وجهه رائحة دم من الفرق ، وما في وجهه رائحة دم أي شيء . والمطر يستروح الشجر أي : يحييه ، قال :
يستروح العلم من أمسى له بصر وكان حيا كما يستروح المطر
والروح : الرحمة ، وفي الحديث عن قال : أبي هريرة ، وقوله : من روح الله أي : من رحمة الله ، وهي رحمة لقوم وإن كان فيها عذاب لآخرين . وفي التنزيل : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب ، فإذا رأيتموها فلا تسبوها واسألوا من خيرها ، واستعيذوا بالله من شرها ولا تيأسوا من روح الله أي : من رحمة الله ، والجمع أرواح . والروح : النفس ، يذكر ويؤنث والجمع الأرواح . التهذيب : قال : الروح والنفس واحد ، غير أن الروح مذكر ، والنفس مؤنثة عند العرب . وفي التنزيل : أبو بكر بن الأنباري ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وتأويل الروح أنه ما به حياة النفس . وروى الأزهري بسنده عن في قوله ( عز وجل ) : ابن عباس ويسألونك عن الروح قال : إن الروح قد نزل في القرآن بمنازل ، ولكن قولوا كما قال الله عز وجل : قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اليهود سألوه عن الروح فأنزل الله تعالى هذه الآية . وروي عن الفراء : أنه قال في قوله ( عز وجل ) : قل الروح من أمر ربي قال : من علم ربي أي : أنكم لا تعلمونه ، قال الفراء : والروح هو الذي يعيش به الإنسان ، لم يخبر الله تعالى به أحدا من خلقه ، ولم يعط علمه العباد . قال : وقوله عز وجل : ونفخت فيه من روحي فهذا الذي نفخه في آدم وفينا لم يعط علمه أحدا من عباده قال : وسمعت أبا الهيثم يقول : الروح إنما هو النفس الذي يتنفسه الإنسان ، وهو جار في جميع الجسد ، فإذا خرج لم يتنفس بعد خروجه ، فإذا تتام خروجه بقي بصره شاخصا نحوه ، حتى يغمض ، وهو بالفارسية " جان " قال : وقول الله عز وجل في قصة مريم عليها السلام : فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا [ ص: 257 ] قال : أضاف الروح المرسل إلى مريم إلى نفسه كما تقول : أرض الله وسماؤه ، قال : وهكذا قوله تعالى للملائكة : فإذا سويته ونفخت فيه من روحي ومثله : وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والروح في هذا كله خلق من خلق الله لم يعط علمه أحدا ، وقوله تعالى : يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده قال : جاء في التفسير أن الروح الوحي أو أمر النبوة ، ويسمى القرآن روحا . الزجاج : الروح الفرح . والروح : القرآن . والروح : الأمر . والروح : النفس . قال ابن الأعرابي أبو العباس : وقوله - عز وجل - : يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده و ينزل الملائكة بالروح من أمره قال أبو العباس : هذا كله معناه الوحي ، سمي روحا لأنه حياة من موت الكفر ، فصار بحياته للناس كالروح الذي يحيا به جسد الإنسان ، قال ابن الأثير : وقد تكرر ذكر الروح في الحديث كما تكرر في القرآن ، ووردت فيه على معان ، والغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة ، وقد أطلق على القرآن والوحي والرحمة ، وعلى جبريل في قوله : الروح الأمين قال : وروح القدس يذكر ويؤنث . وفي الحديث : تحابوا بذكر الله وروحه ، أراد ما يحيا به الخلق ويهتدون فيكون حياة لكم ، وقيل : أراد أمر النبوة ، وقيل : هو القرآن . وقوله تعالى : يوم يقوم الروح والملائكة صفا قال : الروح خلق كالإنس وليس هو بالإنس ، وقال الزجاج : هو ملك في السماء السابعة ، وجهه على صورة الإنسان وجسده على صورة الملائكة ، وجاء في التفسير : أن الروح هاهنا ابن عباس جبريل ، وروح الله : حكمه وأمره . والروح : جبريل عليه السلام . وروى الأزهري عن أبي العباس أحمد بن يحيى أنه قال في قول الله تعالى : وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا قال : هو ما نزل به جبريل من الدين فصار تحيا به الناس أي : يعيش به الناس ، قال : وكل ما كان في القرآن فعلنا ، فهو أمره بأعوانه ، أمر جبريل وميكائيل وملائكته ، وما كان فعلت ، فهو ما تفرد به ، وأما قوله : وأيدناه بروح القدس فهو جبريل - عليه السلام - . والروح : عيسى - عليه السلام - . والروح : حفظة على الملائكة الحفظة على بني آدم ، ويروى أن وجوههم مثل وجوه الإنس . وقوله : تنزل الملائكة والروح يعني أولئك . والروحاني من الخلق : نحو الملائكة ممن خلق الله روحا بغير جسد ، وهو من نادر معدول النسب . قال : حكى سيبويه أبو عبيدة أن العرب تقوله لكل شيء كان فيه روح من الناس والدواب والجن ، وزعم أبو الخطاب أنه سمع من العرب من يقول في النسبة إلى الملائكة والجن روحاني - بضم الراء - والجمع روحانيون . التهذيب : وأما الروحاني من الخلق فإن أبا داود المصاحفي روى عن النضر في كتاب الحروف المفسرة من غريب الحديث أنه قال : حدثنا عن عوف الأعرابي وردان بن خالد قال : بلغني أن الملائكة منهم روحانيون ، ومنهم من خلق من النور ، قال : ومن الروحانيين جبريل وميكائيل وإسرافيل - عليهم السلام - قال : والروحانيون أرواح ليست لها أجسام ، هكذا يقال ، قال : ولا يقال لشيء من الخلق روحاني إلا للأرواح التي لا أجساد لها مثل الملائكة والجن وما أشبههما ، وأما ذوات الأجسام فلا يقال لهم روحانيون ، قال ابن شميل الأزهري : وهذا القول في الروحانيين هو الصحيح المعتمد لا ما قاله أن الروحاني الذي نفخ فيه الروح . وفي الحديث : ابن المظفر الملائكة الروحانيون - يروى بضم الراء وفتحها - كأنه نسب إلى الروح أو الروح ، وهو نسيم الريح ، والألف والنون من زيادات النسب ، ويريد به أنهم أجسام لطيفة لا يدركها البصر . وفي حديث ضمام : إني أعالج من هذه الأرواح ، الأرواح هاهنا : كناية عن الجن سموا أرواحا لكونهم لا يرون ، فهم بمنزلة الأرواح . ومكان روحاني - بالفتح - أي : طيب . التهذيب : قال شمر : والريح عندهم قريبة من الروح كما قالوا : تيه وتوه ، قال أبو الدقيش : عمد منا رجل إلى قربة فملأها من روحه أي : من ريحه ونفسه . والرواح : نقيض الصباح ، وهو اسم للوقت ، وقيل : الرواح العشي ، وقيل : الرواح من لدن زوال الشمس إلى الليل . يقال : راحوا يفعلون كذا وكذا ورحنا رواحا ، يعني السير بالعشي ، وسار القوم رواحا وراح القوم ، كذلك وتروحنا : سرنا في ذلك الوقت أو عملنا وأنشد ثعلب :
وأنت الذي خبرت أنك راحل غداة غد أو رائح بهجير
والرواح : قد يكون مصدر قولك راح يروح رواحا ، وهو نقيض قولك غدا يغدو غدوا . وتقول : خرجوا برواح من العشي ورياح ، بمعنى . ورجل رائح من قوم روح اسم للجمع ، ورءوح من قوم روح ، وكذلك الطير . وطير روح : متفرقة ، قال الأعشى :
ما تعيف اليوم في الطير الروح من غراب البين أو تيس سنح
ويروى : الروح وقيل : الروح في هذا البيت : المتفرقة ، وليس بقوي ، إنما هي الرائحة إلى مواضعها ، فجمع الرائح على روح مثل خادم وخدم ، التهذيب : في هذا البيت قيل : أراد الروحة مثل الكفرة والفجرة ، فطرح الهاء . قال : والروح في هذا البيت المتفرقة . ورجل رواح بالعشي ، عن اللحياني : كرءوح ، والجمع رواحون ، ولا يكسر . وخرجوا برياح من العشي - بكسر الراء - ورواح وأرواح أي : بأول . وعشية : راحة ، وقوله :
ولقد رأيتك بالقوادم نظرة وعلي من سدف العشي رياح
- بكسر الراء - فسره ثعلب فقال : معناه وقت وقالوا : قومك رائح ، عن اللحياني حكاه عن قال : ولا يكون ذلك إلا في المعرفة ، يعني أنه لا يقال قوم رائح . وراح فلان يروح رواحا : من ذهابه أو سيره بالعشي . قال الكسائي الأزهري : وسمعت العرب تستعمل الرواح في السير كل وقت ، تقول : راح القوم إذا ساروا وغدوا ، ويقول أحدهم لصاحبه : تروح ، ويخاطب أصحابه فيقول : تروحوا أي : سيروا ، ويقول : ألا تروحون ؟ ونحو ذلك ما جاء في الأخبار الصحيحة الثابتة ، وهو بمعنى المضي إلى الجمعة والخفة إليها ، لا بمعنى الرواح بالعشي . في الحديث : أي : من [ ص: 258 ] مشى إليها وذهب إلى الصلاة ولم يرد رواح آخر النهار . ويقال : راح القوم وتروحوا إذا ساروا أي وقت كان . وقيل : أصل الرواح أن يكون بعد الزوال ، فلا تكون الساعات التي عددها في الحديث إلا في ساعة واحدة من يوم الجمعة ، وهي بعد الزوال كقولك : قعدت عندك ساعة إنما تريد جزءا من الزمن ، وإن لم يكن ساعة حقيقة التي هي جزء من أربعة وعشرين جزءا مجموع الليل والنهار ، وإذا قالت العرب : راحت الإبل تروح وتراح رائحة ، فرواحها هاهنا أن تأوي بعد غروب الشمس إلى مراحها الذي تبيت فيه . من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى : والإراحة رد الإبل والغنم من العشي إلى مراحها حيث تأوي إليه ليلا ، وقد أراحها راعيها يريحها ، وفي لغة : هراحها يهريحها . وفي حديث ابن سيده عثمان - رضي الله عنه - روحتها بالعشي أي : رددتها إلى المراح . وسرحت الماشية بالغداة وراحت بالعشي أي : رجعت . وتقول : افعل ذلك في سراح ورواح أي : في يسر بسهولة ، والمراح : مأواها ذلك الأوان ، وقد غلب على موضع الإبل . والمراح - بالضم - : حيث تأوي إليه الإبل والغنم بالليل . وقولهم : ما له سارحة ولا رائحة أي : شيء وراحت الإبل وأرحتها أنا رددتها إلى المراح ، وفي حديث سرقة الغنم : . المراح - بالضم - : الموضع الذي تروح إليه الماشية أي : تأوي إليه ليلا ، وأما - بالفتح - فهو الموضع الذي يروح إليه القوم أو يروحون منه ، كالمغدى الموضع الذي يغدى منه . وفي حديث ليس فيه قطع حتى يؤويه المراح أم زرع : وأراح علي نعما ثريا أي : أعطاني ; لأنها كانت هي مراحا لنعمه ، وفي حديثها أيضا : وأعطاني من كل رائحة زوجا أي : مما يروح عليه من أصناف المال أعطاني نصيبا وصنفا ، ويروى : ذابحة - بالذال المعجمة والباء - وقد تقدم . وفي حديث أبي طلحة : ذاك مال رائح أي : يروح عليك نفعه وثوابه يعني قرب وصوله إليه ، ويروى بالباء وقد تقدم . والمراح - بالفتح - : الموضع الذي يروح منه القوم أو يروحون إليه كالمغدى من الغداة ، تقول : ما ترك فلان من أبيه مغدى ولا مراحا إذا أشبهه في أحواله كلها . والترويح : كالإراحة ، وقال اللحياني : أراح الرجل إراحة وإراحا إذا راحت عليه إبله وغنمه وماله ولا يكون ذلك إلا بعد الزوال ، وقول أبي ذؤيب :
كأن مصاعيب زب الرءو س في دار صرم تلاقي مريحا
يمكن أن يكون أراحت لغة في راحت ، ويكون فاعلا في معنى مفعول ، ويروى : تلاقي مريحا أي : الرجل الذي يريحها . وأرحت على الرجل حقه إذا رددته عليه ، وقال الشاعر :
ألا تريحي علينا الحق طائعة دون القضاة فقاضينا إلى حكم
وأرح عليه حقه أي : رده . وفي حديث الزبير : لولا حدود فرضت وفرائض حدت تراح على أهلها أي : ترد إليهم وأهلها هم الأئمة ، ويجوز بالعكس وهو أن الأئمة يردونها إلى أهلها من الرعية ، ومنه حديث عائشة : حتى أراح الحق على أهله . ورحت القوم روحا ورواحا ، ورحت إليهم : ذهبت إليهم رواحا ، أو رحت عندهم . وراح أهله وروحهم وتروحهم : جاءهم رواحا . وفي الحديث : على روحة من المدينة ، أي : مقدار روحة وهي المرة من الرواح . والروائح : أمطار العشي ، واحدتها رائحة ، هذه عن اللحياني وقال مرة : أصابتنا رائحة أي : سماء . ويقال : هما يتراوحان عملا أي : يتعاقبانه ، ويرتوحان مثله ، ويقال : هذا الأمر بيننا روح وروح وعور إذا تراوحوه وتعاوروه . والمراوحة : عملان في عمل ، يعمل ذا مرة وذا مرة ، قال لبيد :
وولى عامدا لطيات فلج يراوح بين صون وابتذال
يعني يبتذل عدوه مرة ويصون أخرى أي : يكف بعد اجتهاد . والرواحة : القطيع من الغنم . وراوح الرجل بين جنبيه إذا تقلب من جنب إلى جنب ، أنشد يعقوب :
إذا اجلخد لم يكد يراوح هلباجة حفيسأ دحادح
وراوح بين رجليه إذا قام على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة . وفي الحديث : أي : يعتمد على إحداهما مرة وعلى الأخرى مرة ليوصل الراحة إلى كل منهما ، ومنه أنه كان يراوح بين قدميه من طول القيام : أنه أبصر رجلا صافا قدميه ، فقال : لو راوح كان أفضل ابن مسعود ، ومنه حديث حديث : كان بكر بن عبد الله ثابت يراوح بين جبهته وقدميه أي : قائما وساجدا ، يعني في الصلاة ، ويقال : إن يديه لتتراوحان بالمعروف ، وفي التهذيب : لتتراحان بالمعروف . وناقة مراوح : تبرك من وراء الإبل . الأزهري : ويقال للناقة التي تبرك وراء الإبل : مراوح ومكانف ، قال : كذلك فسره في النوادر . والريحة من العضاه والنصي والعمقى والعلقى والخلب والرخامى : أن يظهر النبت في أصوله التي بقيت من عام أول وقيل : هو ما نبت إذا مسه البرد من غير مطر ، وحكى ابن الأعرابي كراع فيه الريحة على مثال فعلة ، ولم يحك من سواه إلا ريحة على مثال فيحة . التهذيب : الريحة نبات يخضر بعدما يبس ورقه وأعالي أغصانه . وتروح الشجر وراح يراح : تفطر بالورق قبل الشتاء من غير مطر ، وقال : وذلك حين يبرد الليل فيتفطر بالورق من غير مطر ، وقيل : تروح الشجر إذا تفطر بورق بعد إدبار الصيف ، قال الأصمعي الراعي :
وخالف المجد أقوام لهم ورق راح العضاه به والعرق مدخول
وروى : الأصمعي
وخادع المجد أقواما لهم ورق
أي : مال . وخادع : ترك قال : ورواه أبو عمرو : وخادع الحمد أقوام أي : تركوا الحمد أي : ليسوا من أهله ، قال : وهذه هي الرواية الصحيحة . قال الأزهري : والريحة التي ذكرها الليث هي هذه الشجرة التي تتروح وتراح إذا برد عليها الليل فتتفطر بالورق من غير مطر ، قال : سمعت العرب تسميها الريحة . وتروح الشجر : تفطره وخروج ورقه إذا أورق النبت في استقبال الشتاء ، قال : وراح الشجر [ ص: 259 ] يراح إذا تفطر بالنبات . وتروح النبت والشجر : طال . وتروح الماء إذا أخذ ريح غيره لقربه منه . وتروح بالمروحة وتروح أي : راح من الرواح . والروح - بالتحريك - : السعة قال المنتخل الهذلي :
لكن كبير بن هند يوم ذلكم فتخ الشمائل في أيمانهم روح
وكبير بن هند : حي من هذيل . والفتخ : جمع أفتخ ، وهو اللين مفصل اليد ، يريد أن شمائلهم تنفتخ لشدة النزع ، وكذلك قوله : في أيمانهم روح ، وهو السعة لشدة ضربها بالسيف ، وبعده :
تعلو السيوف بأيديهم جماجمهم كما يفلق مرو الأمعز الصرح
والروح : اتساع ما بين الفخذين أو سعة في الرجلين ، وهو دون الفحج ، إلا أن الأروح تتباعد صدور قدميه وتتدانى عقباه . وكل نعامة روحاء ، قال أبو ذؤيب :
وزفت الشول من برد العشي كما زف النعام إلى حفانه الروح
وفي حديث عمر - رضي الله عنه - : أنه كان أروح كأنه راكب والناس يمشون ، الأروح : الذي تتدانى عقباه ويتباعد صدرا قدميه ، ومنه الحديث : لكأني أنظر إلى كنانة بن عبد ياليل قد أقبل يضرب درعه روحتي رجليه . والروح : انقلاب القدم على وحشيها ، وقيل : هو انبساط في صدر القدم . ورجل أروح وقد روحت قدمه روحا ، وهي روحاء . : في رجله روح ثم فدح ثم عقل ، وهو أشدها ، قال ابن الأعرابي الليث : الأروح الذي في صدر قدميه انبساط ، يقولون : روح الرجل يروح روحا . وقصعة روحاء : قريبة القعر ، وإناء أروح . وفي الحديث : أي : متسع مبطوح . واستراح إليه أي : استنام ، وفي الصحاح : واستروح إليه أي : استنام . والمستراح : المخرج . والريحان : نبت معروف ، وقول أنه أتي بقدح أروح العجاج :
عاليت أنساعي وجلب الكور على سراة رائح ممطور
يريد بالرائح : الثور الوحشي ، وهو إذا مطر اشتد عدوه . وذو الراحة : سيف كان للمختار بن أبي عبيد . وقال في قوله دلكت براح ، قال : معناه استريح منها ، وقال في قوله : ابن الأعرابي
معاوي من ذا تجعلون مكاننا إذا دلكت شمس النهار براح
يقول : إذا أظلم النهار واستريح من حرها ، يعني الشمس لما غشيها من غبرة الحرب فكأنها غاربة ، كقوله :
تبدو كواكبه والشمس طالعة لا النور نور ولا الإظلام إظلام
وقيل : دلكت براح أي : غربت ، والناظر إليها قد توقى شعاعها براحته . وبنو رواحة : بطن . ورياح : حي من يربوع . وروحان : موضع . وقد سمت روحا ورواحا . والروحاء : موضع والنسب إليه روحاني ، على غير قياس . الجوهري : وروحاء ممدود ، بلد .