زين : الزين : خلاف الشين ، وجمعه أزيان ؛ قال حميد بن ثور :
تصيد الجليس بأزيانها ودل أجابت عليه الرقى
زانه زينا وأزانه وأزينه ، على الأصل ، وتزين هو وازدان بمعنى ، وهو افتعل من الزينة إلا أن التاء لما لان مخرجها ولم توافق الزاي لشدتها أبدلوا منها دالا ، فهو مزدان ، وإن أدغمت قلت مزان ، وتصغير مزدان مزين ، مثل مخير تصغير مختار ومزيين إن عوضت كما تقول في الجمع مزاين ومزايين وفي حديث خزيمة : ما منعني أن لا أكون مزدانا بإعلانك أي متزينا بإعلان أمرك ، وهو مفتعل من الزينة ، فأبدل التاء دالا لأجل الزاي . قال الأزهري : سمعت صبيا من بني عقيل : يقول : لآخر : وجهي زين ووجهك شين ؛ أراد أنه صبيح الوجه وأن الآخر قبيحه ، قال : والتقدير وجهي ذو زين ووجهك ذو شين ، فنعتهما بالمصدر كما يقال : رجل صوم وعدل أي ذو عدل . ويقال : زانه الحسن يزينه زينا . قال محمد بن حبيب : قالت أعرابية : إنك تزوننا إذا طلعت كأنك هلال في غير سمان ، قال : تزوننا وتزيننا واحد ، وزانه وزينه بمعنى ، وقال لابن الأعرابي المجنون :
فيا رب إذ صيرت ليلى ، لي الهوى فزني لعينيها كما زنتها ليا
وفي حديث شريح : أنه كان يجيز من الزينة ويرد من الكذب ؛ يريد تزيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أو في صفتها . ورجل مزين أي مقذذ الشعر ، والحجام مزين ؛ وقول ابن عبدل للشاعر :
أجئت على بغل تزفك تسعة كأنك ديك مائل الزين أعور ؟
يعني عرفه . وتزينت الأرض بالنبات وازينت وازدانت ازديانا وتزينت وازينت وازيأنت وأزينت أي حسنت وبهجت ، وقد قرأ بهذه الأخيرة . وقالوا : إذا طلعت الجبهة تزينت النخلة . التهذيب : الزينة اسم جامع لكل شيء يتزين به . والزينة ما يتزين به . ويوم الزينة العيد وتقول : أزينت الأرض بعشبها وازينت مثله ، وأصله تزينت ، فسكنت التاء وأدغمت في الزاي واجتلبت الألف ليصح الابتداء . وفي حديث الاستسقاء : الأعرج أي نباتها الذي يزينها ، وفي الحديث : قال اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها ؛ زينوا القرآن بأصواتكم ابن الأثير : قيل : هو مقلوب أي زينوا أصواتكم بالقرآن ، والمعنى الهجوا بقراءته وتزينوا به ، وليس ذلك على تطريب القول والتحزين . كقوله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن أي يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطرب ، قال : هكذا قال : الهروي والخطابي ومن تقدمهما ، وقال آخرون : لا حاجة إلى القلب وإنما معناه الحث على الترتيل الذي أمر به في قوله تعالى : ورتل القرآن ترتيلا ؛ فكأن الزينة للمرتل لا للقرآن ، كما يقال : ويل للشعر من رواية السوء ، فهو راجع إلى الراوي لا للشعر ، فكأنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأداء وحث لغيره على التوقي من ذلك ، فكذلك قوله ؛ زينوا القرآن بأصواتكم ، يدل على ما يزين من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب ؛ وقيل : أراد بالقرآن القراءة وهو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا أي زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم ، قال : ويشهد لصحة هذا وأن القلب لا وجه له ، حديث أبي موسى : أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، استمع إلى قراءته فقال : لقد أوتي مزمارا من مزامير آل داود ، فقال : لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا أي حسنت قراءته زينتها ، ويؤيد ذلك تأييدا لا شبهة فيه حديث أن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، قال : ابن عباس ، والزينة والزونة : اسم جامع لما تزين به قلبت الكسرة ضمة فانقلبت الياء واوا وقوله عز وجل : لكل شيء حلية وحلية القرآن حسن الصوت ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ؛ معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالمخنقة والخلخال والدملج والسوار والذي يظهر هو الثياب والوجه وقوله عز وجل : فخرج على قومه في زينته ؛ قال : جاء في التفسير أنه خرج هو وأصحابه وعليهم وعلى الخيل الأرجوان ، وقيل : كان عليهم وعلى خيلهم الديباج الأحمر . وامرأة زائن : متزينة . والزون موضع تجمع فيه الأصنام وتنصب وتزين والزون كل شيء يتخذ ربا ويعبد من دون الله عز وجل لأنه يزين ، والله أعلم . الزجاج