سته : السته والسته والاست : معروفة ، وهو من المحذوف المجتلبة له ألف الوصل ، وقد يستعار ذلك للدهر ؛ وقوله أنشده ثعلب :
إذا كشف اليوم العماس عن استه فلا يرتدي مثلي ولا يتعمم
يجوز أن تكون الهاء فيه راجعة إلى اليوم ، ويجوز أن تكون راجعة إلى رجل مهجو ، والجمع أستاه ، قال عامر بن عقيل السعدي وهو جاهلي :
رقاب كالمواجن خاظيات وأستاه على الأكوار كوم
خاظيات : غلاظ سمان . ويقال : سه وسه في هذا المعنى بحذف العين ؛ قال :
أدع أحيحا باسمه لا تنسه إن أحيحا هي صئبان السه
الجوهري : والاست العجز ، وقد يراد بها حلقة الدبر ، وأصله سته على فعل ، بالتحريك ، يدل على ذلك أن جمعه أستاه مثل جمل وأجمال ، ولا يجوز أن يكون مثل جذع وقفل اللذين يجمعان أيضا على أفعال ، لأنك إذا رددت الهاء التي هي لام الفعل وحذفت العين قلت سه ، بالفتح ؛ قال الشاعر أوس :
شأتك قعين غثها وسمينها وأنت السه السفلى ، إذا دعيت نصر
يقول : أنت فيهم بمنزلة الاست من الناس . وفي الحديث : العين وكاء السه ، بحذف عين الفعل ؛ ويروى : وكاء الست ، بحذف لام الفعل . ويقال للرجل الذي يستذل : أنت الاست السفلى وأنت السه السفلى . ويقال لأرذال الناس : هؤلاء الأستاه ، ولأفاضلهم : هؤلاء الأعيان والوجوه ؛ قال : ويقال فيه ست أيضا ، لغة ثالثة ؛ قال ابن بري ابن رميض العنبري :
يسيل على الحاذين والست حيضها كما صب فوق الرجمة الدم ناسك
وقال أوس بن مغراء :
لا يمسك الست إلا ريث يرسلها [ ص: 123 ] إذا ألح على سيسائه العصم
يعني إذا ألح عليه بالحبل ضرط . قال ابن خالويه : فيها ثلاث لغات : سه وست واست . والسته : عظم الاست . والسته : مصدر الأسته ، وهو الضخم الاست . ورجل أسته : عظيم الاست بين السته إذا كان كبير العجز ، والستاهي والستهم مثله . الجوهري : والمرأة ستهاء وستهم ، والميم زائدة ، وإذا نسبت إلى الاست قلت ستهي بالتحريك ، وإن شئت استي ، تركته على حاله ، وسته أيضا ، بكسر التاء ، كما قالوا حرح . قال : رجل حرح أي ملازم للأحراح ، وسته ملازم للأستاه . قال : والسيتهي الذي يتخلف خلف القوم فينظر في أستاههم ؛ قالت ابن بري العامرية :
لقد رأيت رجلا دهريا يمشي وراء القوم سيتهيا
ودهري : منسوب إلى بني دهر بطن من كلب . والسته : الطالب للاست ، وهو على النسب ، كما يقال رجل حرح . قال : التمثيل ابن سيده . لسيبويه : رجل أسته ، والجمع سته وستهان ؛ هذه عن ابن سيده اللحياني ، وامرأة ستهاء كذلك . ورجل ستهم ، والأنثى ستهمة كذلك ، الميم زائدة . ويقال للواسعة من الدبر : ستهاء وستهم ، وتصغير الاست ستيهة . قال أبو منصور : رجل ستهم إذا كان ضخم الاست ، وستاهي مثله ، والميم زائدة . قال النحويون : أصل الاست سته ، فاستثقلوا الهاء لسكون التاء ، فلما حذفوا الهاء سكنت السين فاحتيج إلى ألف الوصل ، كما فعل بالاسم والابن فقيل الاست ، قال : ومن العرب من يقول : السه ، بالهاء ، عند الوقف يجعل التاء هي الساقطة ، ومنهم من يجعلها هاء عند الوقف وتاء عند الإدراج ، فإذا جمعوا أو صغروا ردوا الكلمة إلى أصلها فقالوا في الجمع أستاه ، وفي التصغير ستيهة ، وفي الفعل سته يسته فهو أسته . وفي حديث الملاعنة : ؛ أراد بالمسته الضخم الأليتين ، كأنه يقال : أسته فهو مسته ، كما يقال أسمن فهو مسمن ، وهو مفعل من الاست ، قال : ورأيت رجلا ضخم الأرداف كان يقال له أبو الأستاه . وفي حديث إن جاءت به مستها جعدا فهو لفلان ، وإن جاءت به حمشا فهو لزوجها البراء : مر أبو سفيان ومعاوية خلفه وكان رجلا مستها . قال أبو منصور : وللعرب في الاست أمثال ، منها ما روي عن أبي زيد تقول العرب : ما لك است مع استك إذا لم يكن له عدد ولا ثروة من مال ، ولا عدة من رجال ، تقول : فاسته لا تفارقه ، وليس له معها أخرى من رجال ومال . قال أبو زيد : وقالت العرب إذا حدث الرجل حديثا فخلط فيه أحاديث الضبع استها وذلك أنها تمرغ في التراب ثم تقعي فتتغنى بما لا يفهمه أحد فذلك أحاديثها استها . والعرب تضع الاست موضع الأصل فتقول ما لك في هذا الأمر است ولا فم أي ما لك فيه أصل ولا فرع ؛ قال جرير :
فما لكم است في العلا لا ولا فم
واست الدهر : أول الدهر . أبو عبيدة : يقال : كان ذلك على است الدهر وعلى أس الدهر أي على قدم الدهر ؛ وأنشد الإيادي لأبي نخيلة :
ما زال مجنونا على است الدهر ذا حمق ينمي ، وعقل يحري
أي لم يزل مجنونا دهره كله . ويقال : ما زال فلان على است الدهر مجنونا أي لم يزل يعرف بالجنون . ومن أمثال العرب في علم الرجل بما يليه دون غيره : است البائن أعلم ؛ والبائن : الحالب الذي لا يلي العلبة ، والذي يلي العلبة يقال له : المعلي . ويقال للرجل الذي يستذل ويستضعف : است أمك أضيق واستك أضيق من أن تفعل كذا وكذا . ويقال للقوم إذا استذلوا واستخف بهم : باست بني فلان وهو شتم للعرب ؛ ومنه قول الحطيئة :
فباست بني عبس وأستاه طيء وباست بني دودان حاشا بني نصر
وستهته أستهه ستها : ضربت استه . وجاء يستهه أي يتبعه من خلفه لا يفارقه لأنه يتلو استه ؛ وأما قولالأخطل :
وأنت مكانك من وائل مكان القراد من است الجمل
فهو مجاز لأنهم لا يقولون في الكلام است الجمل . الأزهري : قال شمر : فيما قرأت بخطه : العرب تسمي بني الأمة بني استها ؛ قال : وأقرأني للأعشى : ابن الأعرابي
أسفها أوعدت يا ابن استها لست على الأعداء بالقادر
ويقال للذي ولدته أمة : يا ابن استها ، يعنون است أمة ولدته أنه ولد من استها . ومن أمثالهم في هذا المعنى : يا ابن استها إذا أحمضت حمارها . قال المؤرج : دخل رجل على وعلى رأسه وصيفة روقة فأحد النظر إليها ، فقال له سليمان بن عبد الملك سليمان : أتعجبك ؟ فقال : بارك الله لأمير المؤمنين فيها ! فقال : أخبرني بسبعة أمثال قيلت في الاست وهي لك ، فقال الرجل : است البائن أعلم ، فقال : واحد ، قال : صر عليه الغزو استه ، قال : اثنان ، قال : است لم تعود المجمر ، قال : ثلاثة ، قال : است المسئول أضيق ، قال : أربعة ، قال : الحر يعطي والعبد تألم استه ، قال : خمسة ، قال الرجل : استي أخبثي ، قال : ستة ، قال : لا ماءك أبقيت ولا هنك أنقيت ، قال سليمان : ليس هذا في هذا ، قال : بلى أخذت الجار بالجار كما يأخذ أمير المؤمنين ، وهو أول من أخذ الجار بالجار ، قال : خذها لا بارك الله لك فيها ! قوله : صر عليه الغزو استه لأنه لا يقدر أن يجامع إذا غزا .