سحت : السحت والسحت : كل حرام قبيح الذكر ; وقيل : هو ما خبث من المكاسب وحرم فلزم عنه العار ، وقبيح الذكر ، كثمن الكلب والخمر والخنزير ، والجمع أسحات ; وإذا وقع الرجل فيها ، قيل : قد أسحت الرجل . والسحت : الحرام الذي لا يحل كسبه ؛ لأنه يسحت البركة أي يذهبها . وأسحتت تجارته : خبثت وحرمت . وسحت في تجارته ، وأسحت اكتسب السحت . وسحت الشيء يسحته سحتا : قشره قليلا قليلا . وسحت الشحم عن اللحم : قشرته عنه ، مثل سحفته . والسحت : العذاب . وسحتناهم : بلغنا مجهودهم في المشقة عليهم . وأسحتناهم : لغة . وأسحت الرجل : استأصل ما عنده . وقوله عز وجل : فيسحتكم بعذاب ; قرئ فيسحتكم بعذاب ، يسحتكم ، بفتح الياء والحاء ; ويسحت : أكثر . فيسحتكم : يقشركم ; ويسحتكم : يستأصلكم . وسحت الحجام الختان سحتا ، وأسحته : استأصله ، وكذلك أغدفه . يقال : إذا ختنت فتغدف ، ولا تسحت . وقال اللحياني : سحت رأسه سحتا وأسحته : استأصله حلقا . وأسحت ماله : استأصله وأفسده ; قال : الفرزدق
وعض زمان ، يا ابن مروان لم يدع من المال إلا مسحتا أو مجلف
قال : والعرب تقول سحت وأسحت ، ويروى : إلا مسحت أو مجلف ، ومن رواه كذلك ، جعل معنى لم يدع ، لم يتقار ومن رواه : إلا مسحتا ، جعل لم يدع ، بمعنى لم يترك ، ورفع قوله : أو مجلف بإضمار ؛ كأنه قال : أو هو مجلف ; قال الأزهري : وهذا هو قول . ومال مسحوت ومسحت أي مذهب . والسحيتة من السحاب : التي تجرف ما مرت به . ويقال : مال فلان سحت أي لا شيء على من استهلكه ; ودمه سحت أي لا شيء على من سفكه ، واشتقاقه من السحت ، وهو الإهلاك والاستئصال . وفي الحديث : الكسائي أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أحمى لجرش حمى ، . وكتب لهم بذلك كتابا فيه : فمن رعاه من الناس فماله سحت أي هدر . وقرئ : أكالون للسحت ; مثقلا ومخففا ، وتأويله أن الرشى التي يأكلونها ، يعاقبهم الله بها ، أن يسحتهم بعذاب ، كما قال الله عز وجل : لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب ; وفي حديث وخرص النخل ، أنه قال ليهود ابن رواحة خيبر ، لما أرادوا أن يرشوه : أتطعموني السحت أي الحرام ; سمى الرشوة في الحكم سحتا . وفي الحديث : يأتي على الناس زمان يستحل فيه كذا وكذا . والسحت : الهدية أي الرشوة في الحكم والشهادة ونحوهما ، ويرد في الكلام على المكروه مرة ، وعلى الحرام أخرى ، ويستدل عليه بالقرائن ، وقد تكرر في الحديث . وأسحت الرجل ، على صيغة فعل المفعول : ذهب ماله ; عن اللحياني . والسحت : شدة الأكل والشرب . ورجل سحت وسحيت ومسحوت : رغيب ، واسع الجوف ، لا يشبع ; وفي الصحاح : رجل مسحوت الجوف لا يشبع ; وقيل : المسحوت الجائع ، والأنثى مسحوتة بالهاء . وقال رؤبة يصف يونس ، صلوات الله على نبينا وعليه ، والحوت الذي التهمه :
يدفع عنه جوفه المسحوت
يقول : نحى الله ، عز وجل ، جوانب جوف الحوت عن يونس وجافاه عنه ، فلا يصيبه منه أذى ; ومن رواه : يدفع عنه جوفه المسحوت يريد أن جوف الحوت صار وقاية له من الغرق ، وإنما دفع الله عنه . قال ابن الفرج : سمعت شجاعا السلمي يقول : برد بحت ، وسحت ، ولحت أي صادق ؛ مثل ساحة الدار وباحتها . والسحلوت : الماجنة .