سحق : سحق الشيء يسحقه سحقا : دقه أشد الدق ، وقيل : السحق الدق الرقيق ، وقيل : هو الدق بعد الدق ، وقيل : السحق دون الدق . الأزهري : سحقت الريح الأرض وسهكتها إذا قشرت وجه الأرض بشدة هبوبها ، وسحقت الشيء فانسحق إذا سهكته . : سحقت الريح الأرض تسحقها سحقا إذا عفت الآثار وانتسفت الدقاق . والسحق : أثر دبرة البعير إذا برأت وابيض موضعها . والسحق : الثوب الخلق البالي ; قال ابن سيده مزرد :
وما زودوني غير سحق عمامة وخمس مئ منها قسي وزائف
وجمعه سحوق ; قال : الفرزدق
فإنك ، إن تهجو تميما وترتشي بتأبين قيس ، أو سحوق العمائم
والفعل : الانسحاق . وانسحق الثوب أسحق إذا سقط زئبره وهو جديد ، سحقه البلى سحقا ; قال رؤبة :
سحق البلى جدته فأنهجا
وقد سحقه البلى ودعك اللبس . وثوب سحق : وهو الخلق ; وقال غيره : هو الذي انسحق ولان . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه ، أنه قال : من زافت عليه دراهمه فليأت بها السوق وليشتر بها ثوب سحق ولا يحالف الناس أنها جياد ; السحق : الثوب الخلق الذي انسحق وبلي كأنه بعد من الانتفاع به . وانسحق الثوب أي خلق ; قال أبو النجم :
من دمنة كالمدجلي المسحق
وأسحق خف البعير أي مرن . والإسحاق : ارتفاع الضرع ولزوقه بالبطن . وأسحق الضرع : يبس وبلي وارتفع لبنه وذهب ما فيه ; قال لبيد :
حتى إذا يبست وأسحق حالق لم يبله إرضاعها وفطامها
وأسحقت ضرتها : ضمرت وذهب لبنها . وقال : أسحق يبس ، وقال الأصمعي أبو عبيد : أسحق الضرع ذهب وبلي . وانسحقت الدلو : ذهب ما فيها . الأزهري : مساحقة النساء لفظ مولد . والسحق في العدو : دون الحضر وفوق السحج ; قال رؤبة :
فهي تعاطي شدة المكايلا سحقا من الجد وسحجا باطلا
[ ص: 139 ] وأنشد الأزهري لآخر :
كانت لنا جارة ، فأزعجها قاذورة تسحق النوى قدما
والسحق في العدو : فوق المشي ودون الحضر . وسحقت العين الدمع تسحقه سحقا فانسحق : حدرته ، ودموع مساحيق ; وأنشد :
قتب وغرب إذا ما أفرغ انسحقا
والسحق : البعد ، وكذلك السحق مثل عسر وعسر . وقد سحق الشيء ، بالضم ؛ فهو سحيق أي بعيد ; قال : ويقال سحيق وأسحق ; قال ابن بري أبو النجم :
تعلو خناذيذ البعيد الأسحق
وفي الدعاء : سحقا له وبعدا ، نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره . وسحقه الله أسحقه الله أي أبعده ; ومنه قوله :
قاذورة تسحق النوى قدما
وأسحق هو انسحق : بعد . ومكان سحيق : بعيد : وفي التنزيل : أو تهوي به الريح في مكان سحيق ; ويجوز في الشعر ساحق . وسحق ساحق ، على المبالغة ؛ فإن دعوت فالمختار النصب . الأزهري : لغة أهل الحجاز بعد له سحق له ، يجعلونه اسما ، والنصب على الدعاء عليه يريدون به أبعده الله ; وأسحقه سحقا وبعدا وإنه لبعيد سحيق . وقال الفراء في قوله : فسحقا لأصحاب السعير ; اجتمعوا على التخفيف ، ولو قرئت فسحقا كانت لغة حسنة ; قال : فسحقا منصوب على المصدر أسحقهم الله سحقا أي باعدهم من رحمته مباعدة . وفي حديث الحوض : الزجاج أي بعدا بعدا . ومكان سحيق : بعيد . ونخلة سحوق : طويلة ; وأنشد فأقول سحقا سحقا ابن بري للمفضل النكري :
كان جذع سحوق
وفي حديث قس : كالنخلة السحوق أي الطويلة التي بعد ثمرها على المجتني ; قال : لا أدري لعل ذلك مع انحناء يكون ، والجمع سحق ; فأما قول الأصمعي زهير :
كأن عيني في غربي مقتلة من النواضح تسقي جنة سحقا
فإنه أراد نخل جنة فحذف إلا أن يكونوا قد قالوا جنة سحق ، كقولهم ناقة علط وامرأة عطل . : إذا طالت النخلة مع انجراد فهي سحوق ، وقال الأصمعي شمر : هي الجرداء الطويلة التي لا كرب لها ; وأنشد :
وسالفة كسحوق الليا ن ، أضرم فيها الغوي السعر
شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء . وحمار سحوق : طويل مسن ، وكذلك الأتان ، والجمع سحق ; وأنشد للبيد في صفة النخل :
سحق يمتعها الصفا وسريه عم نواعم بينهن كروم
واستعار بعضهم السحوق للمرأة الطويلة ; وأنشد : ابن الأعرابي
تطيف به شد النهار ظعينة طويلة أنقاء اليدين سحوق
والسوحق : الطويل من الرجال ; قال : شاهده قول ابن بري الأخطل :
إذا قلت : نالته العوالي ، تقاذفت به سوحق الرجلين سانحة الصدر
: من الأمطار السحائق ، الواحدة سحيقة ، وهو المطر العظيم القطر الشديد الوقع القليل العرم ، قال : ومنها السحيفة ، بالفاء ، وهي المطرة تجرف ما مرت به . وساحوق : موضع ; قال الأصمعي سلمة العبسي :
هرقن بساحوق دماء كثيرة وغادرن قبلي من حليب وحازر
عنى بالحليب الرفيع ، وبالحازر الوضيع ؛ فسره يعقوب ; وأنشد الأزهري :
وهن بساحوق تداركن ذالقا
ويوم ساحوق : من أيامهم . ومساحق : اسم . وإسحاق : اسم أعجمي ; قال : ألحقوه ببناء إعصار . إسحاق : اسم رجل ؛ فإن أردت به الاسم الأعجمي لم تصرفه في المعرفة لأنه غير عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب ، وإن أردت المصدر من قولك أسحقه السفر إسحاقا أي أبعده صرفته لأنه لم يغير . والسمحوق من النخل : الطويلة ، والميم زائدة . والسمحاق : قشرة رقيقة فوق عظم الرأس بها سميت الشجة إذا بلغت إليها سمحاقا ; قال سيبويه : والسمحاق أثر الختان ; قال الراجز : ابن بري
يضبط ، بين فخذه وساقه أيرا بعيد الأصل من سمحاقه
وسماحيق السماء : القطع الرقاق من الغيم ; وعلى ثرب الشاة سماحيق من شحم ; قال الجوهري : وأرى أن الميمات في هذه الكلمات زوائد .