[ بدع ]
بدع : بدع الشيء يبدعه بدعا وابتدعه : أنشأه وبدأه . وبدع الركية : استنبطها وأحدثها . وركي بديع : حديثة الحفر . والبديع والبدع : الشيء الذي يكون أولا . وفي التنزيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قل ما كنت بدعا من الرسل ; أي ما كنت أول من أرسل ، قد أرسل قبلي رسل كثير . والبدعة : الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال .
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابن السكيت : البدعة كل محدثة . وفي حديث
عمر - رضي الله عنه - في قيام رمضان : نعمت البدعة هذه .
ابن الأثير : البدعة بدعتان : بدعة هدى ، وبدعة ضلال ، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو في حيز الذم والإنكار ، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه أو رسوله فهو في حيز المدح ، وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأن
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368451النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جعل له في ذلك ثوابا فقال : " من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها " ، وقال في ضده : " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها " ، وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله ، قال : ومن هذا النوع قول
عمر - رضي الله عنه : نعمت البدعة هذه ، لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة ومدحها لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يسنها لهم وإنما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها ولا كانت في زمن
أبي بكر وإنما
عمر - رضي الله عنهما - جمع الناس عليها وندبهم إليها فبهذا سماها بدعة ، وهي على الحقيقة سنة
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368452لقوله - صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي " ، وقوله - صلى الله عليه وسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368453اقتدوا باللذين من بعدي : أبي بكر وعمر " ، وعلى هذا التأويل يحمل الحديث الآخر : كل محدثة بدعة ، إنما يريد ما خالف أصول الشريعة ولم يوافق السنة ، وأكثر ما يستعمل المبتدع عرفا في الذم . وقال
أبو عدنان : المبتدع الذي يأتي أمرا على شبه لم يكن ابتدأه إياه . وفلان بدع في هذا الأمر أي أول لم يسبقه أحد . ويقال : ما هو مني ببدع وبديع ، قال
الأحوص :
فخرت فانتمت فقلت : انظريني ليس جهل أتيته ببديع
وأبدع وابتدع وتبدع : أتى ببدعة ، قال الله - تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27ورهبانية ابتدعوها ; وقال
رؤبة :
إن كنت لله التقي الأطوعا فليس وجه الحق أن تبدعا
وبدعه : نسبه إلى البدعة . واستبدعه : عده بديعا . والبديع : المحدث العجيب . والبديع : المبدع . وأبدعت الشيء : اخترعته لا على مثال . والبديع : من أسماء الله - تعالى - لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها وهو البديع الأول قبل كل شيء ، ويجوز أن يكون بمعنى مبدع أو يكون من بدع الخلق أي بدأه ، والله - تعالى - كما قال - سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117بديع السماوات والأرض ; أي خالقها ومبدعها فهو - سبحانه - الخالق المخترع لا عن مثال سابق ، قال
أبو إسحاق : يعني أنه أنشأها على غير حذاء ولا مثال إلا أن بديعا من بدع لا من أبدع ، وأبدع : أكثر في الكلام من بدع ، ولو استعمل بدع لم يكن خطأ ، فبديع فعيل بمعنى فاعل مثل قدير بمعنى قادر ، وهو صفة من صفات الله - تعالى - لأنه بدأ الخلق على ما أراد على غير مثال تقدمه . قال
الليث : وقرئ ( بديع السماوات والأرض ) ، بالنصب على وجه التعجب لما قال المشركون على معنى : بدعا ما قلتم وبديعا اخترقتم ، فنصبه على التعجب ، قال : والله أعلم أهو ذلك أم لا ; فأما قراءة العامة فالرفع ، ويقولون هو اسم من أسماء الله - سبحانه - قال
الأزهري : ما علمت أحدا من القراء قرأ بديع بالنصب ، والتعجب فيه غير جائز ، وإن جاء مثله في الكلام فنصبه على المدح
[ ص: 38 ] كأنه قال : أذكر بديع السماوات والأرض . وسقاء بديع : جديد ، وكذلك زمام بديع ; وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي في السقاء
لأبي محمد الفقعسي :
ينضحن ماء البدن المسرى نضح البديع الصفق المصفرا
الصفق : أول ما يجعل في السقاء الجديد . قال
الأزهري : فالبديع بمعنى السقاء والحبل فعيل بمعنى مفعول . وحبل بديع : جديد أيضا ; حكاه
أبو حنيفة . والبديع من الحبال : الذي ابتدئ فتله ولم يكن حبلا فنكث ثم غزل وأعيد فتله ; ومنه قول
الشماخ :
وأدمج دمج ذي شطن بديع
والبديع : الزق الجديد والسقاء الجديد . وفي الحديث : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
" تهامة كبديع العسل حلو أوله حلو آخره " ; شبهها بزق العسل لأنه لا يتغير هواؤها فأوله طيب وآخره طيب ، وكذلك العسل لا يتغير وليس كذلك اللبن فإنه يتغير ،
وتهامة في فصول السنة كلها طيبة غداة ولياليها أطيب الليالي لا تؤذي بحر مفرط ولا قر مؤذ ; ومنه قول امرأة من العرب وصفت زوجها فقالت : زوجي كليل
تهامة لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة . والبديع : المبتدع والمبتدع . وشيء بدع ، بالكسر ، أي مبتدع . وأبدع الشاعر : جاء بالبديع .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : البدع في الخير والشر ، وقد بدع بداعة وبدوعا ، ورجل بدع وامرأة بدعة إذا كان غاية في كل شيء ، كان عالما أو شريفا أو شجاعا ; وقد بدع الأمر بدعا وبدعوه وابتدعوه ورجل بدع ورجال أبداع ونساء بدع وأبداع ورجل بدع غمر وفلان بدع في هذا الأمر أي بديع وقوم أبداع ; عن
الأخفش . وأبدعت الإبل : بركت في الطريق من هزال أو داء أو كلال ، وأبدعت هي : كلت أو عطبت ، وقيل : لا يكون الإبداع إلا بظلع . يقال : أبدعت به راحلته إذا ظلعت ، وأبدع وأبدع به وأبدع : كلت راحلته أو عطبت وبقي منقطعا به وحسر عليه ظهره أو قام به أي وقف به ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : شاهده قول
حميد الأرقط :
لا يقدر الحمس على جبابه إلا بطول السير وانجذابه
وترك ما أبدع من ركابه
وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368455أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله إني أبدع بي فاحملني ، أي انقطع بي لكلال راحلتي . وقال
اللحياني : يقال أبدع فلان بفلان إذا قطع به وخذله ولم يقم بحاجته ولم يكن عند ظنه به ، وأبدع به ظهره ; قال
الأفوه :
ولكل ساع سنة ، ممن مضى تنمي به في سعيه أو تبدع
وفي حديث الهدي : فأزحفت عليه بالطريق فعي لشأنها إن هي أبدعت ، أي انقطعت عن السير بكلال أو ظلع ، كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعا أي إنشاء أمر خارج عما اعتيد منها ; ومنه الحديث : كيف أصنع بما أبدع علي منها ؟ وبعضهم يرويه : أبدعت وأبدع ، على ما لم يسم فاعله ، وقال : هكذا يستعمل ، والأول أوجه وأقيس . وفي المثل : إذا طلبت الباطل أبدع بك . قال
أبو سعيد : أبدعت حجة فلان أي أبطلت حجته أي بطلت . وقال غيره : أبدع بر فلان بشكري وأبدع فضله وإيجابه بوصفي إذا شكره على إحسانه إليه واعترف بأن شكره لا يفي بإحسانه . قال
nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي : بدع يبدع فهو بديع إذا سمن ; وأنشد
لبشير بن النكث :
فبدعت أرنبه وخرنقه
أي سمنت . وأبدعوا به : ضربوه . وأبدع يمينا : أوجبها ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي . وأبدع بالسفر وبالحج : عزم عليه .
[ بدع ]
بدع : بَدَعَ الشَّيْءَ يَبْدَعُهُ بَدْعًا وَابْتَدَعَهُ : أَنْشَأَهُ وَبَدَأَهُ . وَبَدَعَ الرَّكِيَّةَ : اسْتَنْبَطَهَا وَأَحْدَثَهَا . وَرَكِيٌّ بَدِيعٌ : حَدِيثَةُ الْحَفْرِ . وَالْبَدِيعُ وَالْبِدْعُ : الشَّيْءُ الَّذِي يَكُونُ أَوَّلًا . وَفِي التَّنْزِيلِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ ; أَيْ مَا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ أُرْسِلَ ، قَدْ أُرْسِلُ قَبْلِي رُسُلٌ كَثِيرٌ . وَالْبِدْعَةُ : الْحَدَثُ وَمَا ابْتُدِعَ مِنَ الدِّينِ بَعْدَ الْإِكْمَالِ .
nindex.php?page=showalam&ids=12758ابْنُ السِّكِّيتِ : الْبِدْعَةُ كُلُّ مُحْدَثَةٍ . وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي قِيَامِ رَمَضَانَ : نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ .
ابْنُ الْأَثِيرِ : الْبِدْعَةُ بِدْعَتَانِ : بِدْعَةُ هُدًى ، وَبِدْعَةُ ضَلَالٍ ، فَمَا كَانَ فِي خِلَافِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ فِي حَيِّزِ الذَّمِّ وَالْإِنْكَارِ ، وَمَا كَانَ وَاقِعًا تَحْتَ عُمُومٍ مَا نَدَبَ اللَّهُ إِلَيْهِ وَحَضَّ عَلَيْهِ أَوْ رَسُولُهُ فَهُوَ فِي حَيِّزِ الْمَدْحِ ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثَالٌ مَوْجُودٌ كَنَوْعٍ مِنَ الْجُودِ وَالسَّخَاءِ وَفِعْلِ الْمَعْرُوفِ فَهُوَ مِنَ الْأَفْعَالِ الْمَحْمُودَةِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ فِي خِلَافِ مَا وَرَدَ الشَّرْعُ بِهِ لِأَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368451النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ جَعَلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ثَوَابًا فَقَالَ : " مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً كَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا " ، وَقَالَ فِي ضِدِّهِ : " مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا " ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ فِي خِلَافِ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ ، قَالَ : وَمِنْ هَذَا النَّوْعِ قَوْلُ
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : نَعِمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ ، لَمَّا كَانَتْ مِنْ أَفْعَالِ الْخَيْرِ وَدَاخِلَةً فِي حَيِّزِ الْمَدْحِ سَمَّاهَا بِدْعَةً وَمَدَحَهَا لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَسُنَّهَا لَهُمْ وَإِنَّمَا صَلَّاهَا لَيَالِيَ ثُمَّ تَرَكَهَا وَلَمْ يُحَافِظْ عَلَيْهَا وَلَا جَمَعَ النَّاسَ لَهَا وَلَا كَانَتْ فِي زَمَنِ
أَبِي بَكْرٍ وَإِنَّمَا
عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - جَمَعَ النَّاسَ عَلَيْهَا وَنَدَبَهُمْ إِلَيْهَا فَبِهَذَا سَمَّاهَا بِدْعَةً ، وَهِيَ عَلَى الْحَقِيقَةِ سُنَّةٌ
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368452لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِي " ، وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368453اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي : أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ " ، وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ يُحْمَلُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ : كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، إِنَّمَا يُرِيدُ مَا خَالَفَ أُصُولَ الشَّرِيعَةِ وَلَمْ يُوَافِقِ السُّنَّةَ ، وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ الْمُبْتَدِعُ عُرْفًا فِي الذَّمِّ . وَقَالَ
أَبُو عَدْنَانَ : الْمُبْتَدِعُ الَّذِي يَأْتِي أَمْرًا عَلَى شَبَهٍ لَمْ يَكُنِ ابْتَدَأَهُ إِيَّاهُ . وَفُلَانٌ بِدْعٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَيْ أَوَّلٌ لَمْ يَسْبِقْهُ أَحَدٌ . وَيُقَالُ : مَا هُوَ مِنِّي بِبِدْعٍ وَبَدِيعٍ ، قَالَ
الْأَحْوَصُ :
فَخَرَتْ فَانْتَمَتْ فَقُلْتُ : انْظُرِينِي لَيْسَ جَهْلٌ أَتَيْتُهُ بِبَدِيعِ
وَأَبْدَعَ وَابْتَدَعَ وَتَبَدَّعَ : أَتَى بِبِدْعَةٍ ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=27وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ; وَقَالَ
رُؤْبَةُ :
إِنْ كُنْتَ لِلَّهِ التَّقِيَّ الْأَطْوَعَا فَلَيْسَ وَجْهَ الْحَقِّ أَنْ تَبَدَّعَا
وَبَدَّعَهُ : نَسَبَهُ إِلَى الْبِدْعَةِ . وَاسْتَبْدَعَهُ : عَدَّهُ بَدِيعًا . وَالْبَدِيعُ : الْمُحْدَثُ الْعَجِيبُ . وَالْبَدِيعُ : الْمُبْدِعُ . وَأَبْدَعْتُ الشَّيْءَ : اخْتَرَعْتُهُ لَا عَلَى مِثَالٍ . وَالْبَدِيعُ : مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى - لِإِبْدَاعِهِ الْأَشْيَاءَ وَإِحْدَاثِهِ إِيَّاهَا وَهُوَ الْبَدِيعُ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى مُبْدِعٍ أَوْ يَكُونَ مِنْ بَدَعَ الْخَلْقَ أَيْ بَدَأَهُ ، وَاللَّهُ - تَعَالَى - كَمَا قَالَ - سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=117بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ; أَيْ خَالِقُهَا وَمُبْدِعُهَا فَهُوَ - سُبْحَانَهُ - الْخَالِقُ الْمُخْتَرِعُ لَا عَنْ مِثَالٍ سَابِقٍ ، قَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ : يَعْنِي أَنَّهُ أَنْشَأَهَا عَلَى غَيْرِ حِذَاءٍ وَلَا مِثَالٍ إِلَّا أَنَّ بَدِيعًا مِنْ بَدَعَ لَا مِنْ أَبْدَعَ ، وَأَبْدَعَ : أَكْثَرَ فِي الْكَلَامِ مِنْ بَدَعَ ، وَلَوِ اسْتَعْمَلَ بَدَعَ لَمْ يَكُنْ خَطَأً ، فَبَدِيعٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ مِثْلَ قَدِيرٍ بِمَعْنَى قَادِرٍ ، وَهُوَ صِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ - تَعَالَى - لِأَنَّهُ بَدَأَ الْخَلْقَ عَلَى مَا أَرَادَ عَلَى غَيْرِ مِثَالِ تَقَدَّمَهُ . قَالَ
اللَّيْثُ : وَقُرِئَ ( بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) ، بِالنَّصْبِ عَلَى وَجْهِ التَّعَجُّبِ لَمَّا قَالَ الْمُشْرِكُونَ عَلَى مَعْنَى : بِدْعًا مَا قُلْتُمْ وَبَدِيعًا اخْتَرَقْتُمْ ، فَنَصْبُهَ عَلَى التَّعَجُّبِ ، قَالَ : وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَهْوَ ذَلِكَ أَمْ لَا ; فَأَمَّا قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ فَالرَّفْعُ ، وَيَقُولُونَ هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ - قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : مَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنَ الْقُرَّاءِ قَرَأَ بَدِيعَ بِالنَّصْبِ ، وَالتَّعَجُّبُ فِيهِ غَيْرُ جَائِزٍ ، وَإِنْ جَاءَ مِثْلُهُ فِي الْكَلَامِ فَنَصْبُهُ عَلَى الْمَدْحِ
[ ص: 38 ] كَأَنَّهُ قَالَ : أَذْكُرُ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَسِقَاءٌ بَدِيعٌ : جَدِيدٌ ، وَكَذَلِكَ زِمَامٌ بَدِيعٌ ; وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فِي السِّقَاءِ
لِأَبِي مُحَمَّدٍ الْفَقْعَسِيِّ :
يَنْضَحْنَ مَاءَ الْبَدَنِ الْمُسَرَّى نَضْحَ الْبَدِيعِ الصَّفَقَ الْمُصْفَرَّا
الصَّفَقُ : أَوَّلُ مَا يُجْعَلُ فِي السِّقَاءِ الْجَدِيدِ . قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : فَالْبَدِيعُ بِمَعْنَى السِّقَاءِ وَالْحَبْلُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ . وَحَبْلٌ بَدِيعٌ : جَدِيدٌ أَيْضًا ; حَكَاهُ
أَبُو حَنِيفَةَ . وَالْبَدِيعُ مِنَ الْحِبَالِ : الَّذِي ابْتُدِئَ فَتْلُهُ وَلَمْ يَكُنْ حَبْلًا فَنَكَثَ ثُمَّ غُزِلَ وَأُعِيدَ فَتْلُهُ ; وَمِنْهُ قَوْلُ
الشَّمَّاخِ :
وَأَدْمَجَ دَمْجَ ذِي شَطَنٍ بَدِيعِ
وَالْبَدِيعُ : الزِّقُّ الْجَدِيدُ وَالسِّقَاءُ الْجَدِيدُ . وَفِي الْحَدِيثِ : أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
" تِهَامَةُ كَبَدِيعِ الْعَسَلِ حُلْوٌ أَوَّلُهُ حُلْوٌ آخِرُهُ " ; شَبَّهَهَا بِزِقِّ الْعَسَلِ لِأَنَّهُ لَا يَتَغَيَّرُ هَوَاؤُهَا فَأَوَّلُهُ طَيِّبٌ وَآخِرُهُ طَيِّبٌ ، وَكَذَلِكَ الْعَسَلُ لَا يَتَغَيَّرُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ اللَّبَنُ فَإِنَّهُ يَتَغَيَّرُ ،
وَتِهَامَةُ فِي فُصُولِ السَّنَةِ كُلِّهَا طَيِّبَةٌ غَدَاةً وَلَيَالِيهَا أَطْيَبُ اللَّيَالِي لَا تُؤْذِي بِحَرٍّ مُفْرِطٍ وَلَا قُرٍّ مُؤْذٍ ; وَمِنْهُ قَوْلُ امْرَأَةٍ مِنَ الْعَرَبِ وَصَفَتْ زَوْجَهَا فَقَالَتْ : زَوْجِي كَلَيْلِ
تِهَامَةَ لَا حَرَّ وَلَا قُرَّ ، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ . وَالْبَدِيعُ : الْمُبْتَدِعُ وَالْمُبْتَدَعُ . وَشَيْءٌ بِدْعٌ ، بِالْكَسْرِ ، أَيْ مُبْتَدَعٌ . وَأَبْدَعَ الشَّاعِرُ : جَاءَ بِالْبَدِيعِ .
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : الْبِدْعُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَقَدْ بَدُعَ بَدَاعَةً وَبُدُوعًا ، وَرَجُلٌ بِدْعٌ وَامْرَأَةٌ بِدْعَةٌ إِذَا كَانَ غَايَةً فِي كُلِّ شَيْءٍ ، كَانَ عَالِمًا أَوْ شَرِيفًا أَوْ شُجَاعًا ; وَقَدْ بَدُعَ الْأَمْرُ بِدْعًا وَبَدَعُوهُ وَابْتَدَعُوهُ وَرَجُلٌ بِدْعٌ وَرِجَالٌ أَبْدَاعٌ وَنِسَاءٌ بِدَعٌ وَأَبْدَاعٌ وَرَجُلٌ بِدْعٌ غُمْرٌ وَفُلَانٌ بِدْعٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ أَيْ بَدِيعٌ وَقَوْمٌ أَبْدَاعٌ ; عَنِ
الْأَخْفَشِ . وَأُبْدِعَتِ الْإِبِلُ : بُرِّكَتْ فِي الطَّرِيقِ مِنْ هُزَالٍ أَوْ دَاءٍ أَوْ كَلَالٍ ، وَأَبْدَعَتْ هِيَ : كَلَّتْ أَوْ عَطِبَتْ ، وَقِيلَ : لَا يَكُونُ الْإِبْدَاعُ إِلَّا بِظَلَعٍ . يُقَالُ : أَبْدَعَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ إِذَا ظَلَعَتْ ، وَأُبْدِعَ وَأُبْدِعَ بِهِ وَأَبْدَعَ : كَلَّتْ رَاحِلَتُهُ أَوْ عَطِبَتْ وَبَقِيَ مُنْقَطَعًا بِهِ وَحَسِرَ عَلَيْهِ ظَهْرُهُ أَوْ قَامَ بِهِ أَيْ وَقَفَ بِهِ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ : شَاهِدُهُ قَوْلُ
حُمَيْدٍ الْأَرْقَطِ :
لَا يَقْدِرُ الْحُمْسُ عَلَى جِبَابِهِ إِلَّا بِطُولِ السَّيْرِ وَانْجِذَابِهِ
وَتَرْكِ مَا أَبْدَعَ مِنْ رِكَابِهِ
وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=10368455أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي ، أَيِ انْقُطِعَ بِي لِكَلَالِ رَاحِلَتِي . وَقَالَ
اللِّحْيَانِيُّ : يُقَالُ أَبْدَعَ فُلَانٌ بِفُلَانٍ إِذَا قَطَعَ بِهِ وَخَذَلَهُ وَلَمْ يَقُمْ بِحَاجَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ ظَنِّهِ بِهِ ، وَأَبْدَعَ بِهِ ظَهْرُهُ ; قَالَ
الْأَفْوَهُ :
وَلِكُلِّ سَاعٍ سُنَّةٌ ، مِمَّنْ مَضَى تَنْمِي بِهِ فِي سَعْيِهِ أَوْ تُبْدِعُ
وَفِي حَدِيثِ الْهَدْيِ : فَأَزْحَفَتْ عَلَيْهِ بِالطَّرِيقِ فَعَيَّ لِشَأْنِهَا إِنْ هِيَ أَبْدَعَتْ ، أَيِ انْقَطَعَتْ عَنِ السَّيْرِ بِكَلَالٍ أَوْ ظَلَعٍ ، كَأَنَّهُ جَعَلَ انْقِطَاعَهَا عَمَّا كَانَتْ مُسْتَمِرَّةً عَلَيْهِ مِنْ عَادَةِ السَّيْرِ إِبْدَاعًا أَيْ إِنْشَاءَ أَمْرٍ خَارِجٍ عَمَّا اعْتِيدَ مِنْهَا ; وَمِنْهُ الْحَدِيثُ : كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَا أَبْدَعُ عَلَيَّ مِنْهَا ؟ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ : أُبْدِعَتْ وَأُبْدِعَ ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، وَقَالَ : هَكَذَا يُسْتَعْمَلُ ، وَالْأَوَّلُ أَوْجُهُ وَأَقْيَسُ . وَفِي الْمَثَلِ : إِذَا طَلَبْتَ الْبَاطِلَ أُبْدِعَ بِكَ . قَالَ
أَبُو سَعِيدٍ : أُبْدِعَتْ حُجَّةُ فُلَانٍ أَيْ أُبْطِلَتْ حُجَّتُهُ أَيْ بَطَلَتْ . وَقَالَ غَيْرُهُ : أَبْدَعَ بِرُّ فُلَانٍ بِشُكْرِي وَأَبْدَعَ فَضْلُهُ وَإِيجَابُهُ بِوَصْفِي إِذَا شَكَرَهُ عَلَى إِحْسَانِهِ إِلَيْهِ وَاعْتَرَفَ بِأَنَّ شُكْرَهُ لَا يَفِي بِإِحْسَانِهِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيُّ : بَدِعَ يَبْدَعُ فَهُوَ بَدِيعٌ إِذَا سَمِنَ ; وَأَنْشَدَ
لِبَشِيرِ بْنِ النِّكْثِ :
فَبَدِعَتْ أَرْنَبُهُ وَخِرْنِقُهْ
أَيْ سَمِنَتْ . وَأَبْدَعُوا بِهِ : ضَرَبُوهُ . وَأَبْدَعَ يَمِينًا : أَوْجَبَهَا ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ . وَأَبْدَعَ بِالسَّفَرِ وَبِالْحَجِّ : عَزَمَ عَلَيْهِ .