سما : السمو الارتفاع والعلو ، تقول منه : سموت سميت مثل علوت وعليت وسلوت وسليت ؛ عن ثعلب : وسما الشيء يسمو سموا ، فهو سام : ارتفع . وسما به وأسماه : أعلاه . ويقال للحسيب وللشريف : قد سما . وإذا رفعت بصرك إلى الشيء قلت : سما إليه بصري ، وإذا رفع لك شيء من بعيد فاستبنته قلت : سما لي شيء . وسما لي شخص فلان : ارتفع حتى استثبته . وسما بصره : علا . وتقول : رددت من سامي طرفه إذا قصرت إليه نفسه وأزلت نخوته . ويقال : ذهب صيته في الناس وسماه أي صوته في الخير لا في الشر ؛ وقوله أنشده ثعلب :
إلى جذم مال قد نهكنا سوامه وأخلاقنا فيه سوام طوامح
فسره فقال : سوام تسمو إلى كرائمها فتنحرها للأضياف . وساماه : عالاه . وفلان لا يسامى وقد علا من ساماه . وتساموا أي تباروا . وفي حديث أم معبد : وإن صمت سما وعلاه البهاء أي ارتفع وعلا على جلسائه . وفي حديث ابن زمل : رجل طوال إذا تكلم يسمو أي يعلو برأسه ويديه إذا تكلم . وفلان يسمو إلى المعالي إذا تطاول إليها . وفيحديث عائشة الذي روي في أهل الإفك : إنه لم يكن في نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأة تساميها غير زينب فعصمها الله تعالى ، ومعنى تساميها أي تباريها وتفاخرها . وقال أبو عمرو : المساماة المفاخرة . وفي الحديث : قالت زينب : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، وهي التي كانت تساميني منهن أي تعاليني وتفاخرني ، وهي مفاعلة من السمو أي تطاولني في الحظوة عنده ؛ ومنه حديث أهل أحد : أنهم خرجوا بسيوفهم يتسامون كأنهم الفحول أي يتابرون ويتفاخرون ، ويجوز أن يكون يتداعون بأسمائهم ؛ وقوله أنشده ثعلب :بات ابن أدماء يساوي الأندرا سامى طعام الحي حين نورا
فارفع يديك ثم سام الحنجرا
[ ص: 266 ] فسره فقال : سام الحنجر ارفع يديك إلى حلقه . وسماء كل شيء : أعلاه ، مذكر . والسماء : سقف كل شيء وكل بيت . والسموات السبع سماء ، والسموات السبع : أطباق الأرضين ، وتجمع سماء وسموات . وقال : السماء في اللغة يقال : لكل ما ارتفع وعلا قد سما يسمو . وكل سقف فهو سماء ، ومن هذا قيل للسحاب السماء لأنها عالية ، والسماء : كل ما علاك فأضلك ؛ ومنه قيل : لسقف البيت سماء . والسماء التي تظل الأرض أنثى عند العرب لأنها جمع سماءة ، وسبق الجمع الوحدان فيها . والسماءة : أصلها سماوة ، وإذا ذكرت السماء عنوا به السقف . ومنه قول الله تعالى : الزجاج السماء منفطر به ؛ ولم يقل منفطرة . الجوهري : السماء تذكر وتؤنث أيضا ؛ وأنشد في التذكير : ابن بريفلو رفع السماء إليه قوما لحقنا بالسماء مع السحاب
وقالت سماء البيت فوقك مخلق ولما تيسر اجتلاء الركائب
له ما رأت عين البصير وفوقه سماء الإله فوق سبع سمائيا
أبيت على معاري واضحات
فهذا أيضا وجه ثالث من الإخراج عن الأصل المستعمل ، وإنما لم يأت بالجمع في وجهه ، أعني أن يقول : فوق سبع سمايا لأنه كان يصير إلى الضرب الثالث من الطويل ، وإنما مبنى هذا الشعر على الضرب الثاني الذي هو مفاعلن ، لا على الثالث الذي هو فعولن . وقوله عز وجل : ثم استوى إلى السماء ؛ قال أبو إسحاق : لفظه الواحد ومعناه معنى الجمع ، قال : والدليل على ذلك قوله : فسواهن سبع سماوات ؛ فيجب أن تكون السماء جمعا كالسموات كأن الواحد سماءة وسماوة ، وزعم الأخفش أن السماء جائز أن يكون واحدا كما تقول كثر الدينار والدرهم بأيدي الناس . والسماء : السحاب . والسماء المطر مذكر يقال : ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم أي المطر ومنهم من يؤنثه وإن كان بمعنى المطر كما تذكر السماء وإن كانت مؤنثة ، كقوله تعالى : السماء منفطر به ؛ قال معود الحكماء معاوية بن مالك :إذا سقط السماء بأرض قوم رعيناه وإن كانوا غضابا
أعود مثلها الحكماء بعدي إذا ما الحق في الحدثان نابا
تلفه الأرواح والسمي في دفء أرطاة لها حني
تلفه الرياح والسمي
والصواب ما أوردناه ؛ وأنشد ابن بري للطرماح :ومحاه تهطال أسمية كل يوم وليلة ترده
فلما رأى أن السماء سماؤهم أتى خطة كان الخضوع نكيرها
وأحمر كالديباج أما سماؤه فريا وأما أرضه فمحول
سماوته من أتحمي معصب
قال : صواب إنشاده بكماله : ابن بريسماوته أسمال برد محبر وصهوته من أتحمي معصب
وأقسم سيار مع الركب لم يدع تراوح حافات السماو له صدرا
ناج طواه الأين هما وجفا طي الليالي زلفا فزلفا
سماوة الهلال حتى احقوقفا
وجداء لا يرجى بها ذو قرابة لعطف ولا يخشى السماة ربيبها
أتت سدرة من سدر حرمل فابتنت به بيتها فلا تحاذر ساميا
وليس بها ريح ولكن وديقة قليل بها السامي يهل وينقع
عوى ثم نادى هل أحصتم قلاصنا وسمن على الأفخاذ بالأمس أربعا
غلام أضلته النبوح فلم يجد له بين خبث والهباءة أجمعا
أناسا سوانا فاستمانا فلا ترى أخا دلج أهدى بليل وأسمعا
كأن على أشباتها حين آنست سماوته قيا من الطير وقعا
والله أسماك سما مباركا آثرك الله به إيثاركا
وعامنا أعجبنا مقدمه يدعى أبا السمح وقرضاب سمه
مبتركا لكل عظم يلحمه
سمه وسمه ، بالضم والكسر جميعا ، وألفه ألف وصل ، وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة كقول الأحوص :وما أنا بالمخسوس في جذم مالك لا ومن تسمى ثم يلتزم الإسما
أرسل فيها بازلا يقرمه وهو بها ينحو طريقا يعلمه
باسم الذي في كل سورة سمه
باسم الذي في كل سورة سمه
بالضم ، وأنشد عن غير قضاعة سمه ، بالكسر . قال أبو إسحاق : إنما جعل الإسم تنويها بالدلالة على المعنى لأن المعنى تحت الإسم . التهذيب : ومن قال : إن اسما مأخوذ من وسمت فهو غلط ، لأنه لو كان اسم من سمته لكان تصغيره وسيما مثل تصغير عدة وصلة وما أشبههما ، والجمع أسماء . وفي التنزيل : وعلم آدم الأسماء كلها ؛ قيل : معناه علم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات العربية والفارسية والسريانية والعبرانية والرومية وغير ذلك من سائر اللغات ، فكان آدم - على نبينا محمد وعليه أفضل الصلاة والسلام - وولده يتكلمون بها ، ثم إن ولده تفرقوا في الدنيا وعلق كل منهم بلغة من تلك اللغات ، ثم ضلت عنه ما سواها لبعد عهدهم بها ، وجمع الأسماء أسامي وأسام ؛ قال :ولنا أسام ما تليق بغيرنا ومشاهد تهتل حين ترانا
والله أسماك سما مباركا
وحكى ثعلب : سموته ، لم يحكها غيره . وسئل أبو العباس عن الاسم : أهو المسمى أو غير المسمى ؟ فقال : قال أبو عبيدة : الاسم هو المسمى ، وقال : الاسم غير المسمى ، فقيل له : فما قولك ؟ قال : ليس لي فيه قول . قال سيبويه أبو العباس : السما ، مقصور ، سما الرجل : بعد ذهاب اسمه ؛ وأنشد :فدع عنك ذكر اللهو واعمد بمدحة لخير معد كلها حيثما انتمى
لأعظمها قدرا وأكرمها أبا وأحسنها وجها وأعلنها سما
لأوضحها وجها وأكرمها أبا وأسمحها كفا وأبعدها سما
أنا الحباب الذي يكفي سمي نسبي إذا القميص تعدى وسمه النسب
وكم من سمي ليس مثل سميه من الدهر إلا اعتاد عيني واشل
تركنا ضبع سمي إذا استباءت كأن عجيجهن عجيج نيب