سند : السند : ما ارتفع من الأرض في قبل الجبل أو الوادي ، والجمع أسناد ، لا يكسر على غير ذلك . وكل شيء أسندت إليه شيئا ، فهو مسند . وقد سند إلى الشيء يسند سنودا واستند وتساند وأسند وأسند غيره . ويقال : ساندته إلى الشيء فهو يتساند إليه ؛ أي أسندته إليه ؛ قال أبو زيد :
[ ص: 272 ]
ساندوه حتى إذا لم يروه شد أجلاده على التسنيد
وما يسند إليه يسمى مسندا ومسندا ، وجمعه المساند . الجوهري : السند ما قابلك من الجبل وعلا عن السفح . والسند : سنود القوم في الجبل . وفي حديث أحد : أي يصعدن ، ويروى بالشين المعجمة وسنذكره . وفي حديث رأيت النساء يسندن في الجبل عبد الله بن أنيس : ثم أسندوا إليه في مشربة أي صعدوا . وخشب مسندة : شدد للكثرة . وتساندت إليه : استندت . وساندت الرجل مساندة إذا عاضدته وكانفته . وسند في الجبل يسند سنودا وأسند : رقي . وفي خبر أبي عامر : حتى يسند عن يمين النميرة بعد صلاة العصر . والمسند والسنيد : الدعي . ويقال للدعي : سنيد ؛ قال لبيد :كريم لا أجد ولا سنيد
وسند في الخمسين مثل سنود الجبل أي رقي ، وفلان سند أي معتمد . وأسند في العدو : اشتد وجمد . وأسند الحديث : رفعه . الأزهري : والمسند من الحديث ما اتصل إسناده حتى يسند إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - والمرسل والمنقطع ما لم يتصل . والإسناد في الحديث : رفعه إلى قائله . والمسند : الدهر . : يقال : لا آتيه يد الدهر ويد المسند أي لا آتيه أبدا . وناقة سناد : طويلة القوائم مسندة السنام ، وقيل : ضامرة ؛ ابن الأعرابي أبو عبيدة : الهبيط الضامرة ؛ وقال غيره : السناد مثله ، وأنكره شمر . وناقة مساندة القرى : صلبته ملاحكته ؛ أنشد ثعلب :
مذكرة الثنيا مساندة القرى جمالية تختب ثم تنيب
جمالية حرف سناد يشلها وظيف أزج الخطو ظمآن سهوق
كتانها أو سند أسماط
وقال ابن بزرج : السند الأسناد من الثياب وهي من البرود ؛ وأنشد :
جبة أسناد نقي لونها لم يضرب الخياط فيها بالإبر
فقد ألج الخباء على جوار كأن عيونهن عيون عين
فإن يك فاتني أسفا شبابي وأضحى الرأس مني كاللجين
وأصبح رأسه مثل اللجين
والصواب في إنشادهما تقديم البيت الثاني على الأول ، وروي عن ابن سلام أنه قال : السناد في القوافي مثل شيب وشيب ؛ وساند فلان في شعره . ومن هذا يقال : خرج القوم متساندين أي على رايات شتى إذا خرج كل بني أب على راية ، ولم يجتمعوا على راية واحدة ، ولم يكونوا تحت راية أمير واحد ، قال ابن بزرج : يقال أسند في الشعر إسنادا بمعنى ساند مثل إسناد الخبر ، ويقال : ساند الشاعر ؛ قال : ذو الرمةوشعر قد أرقت له غريب أجانبه المساند والمحالا
شربنا من دماء بني تميم بأطراف القنا حتى روينا
ألم تر أن تغلب بيت عز جبال معاقل ما يرتقينا
فيه سناد وإقواء وتحريد
فجعل السناد غير الإقواء وجعله عيبا . قال : وجه ما قاله ابن جني أبو الحسن أنه إذا كان الأصل السناد إنما هو لأن البيت المخالف لبقية الأبيات كالمسند إليها لم يمتنع أن يشيع ذلك في كل فساد في آخر البيت فيسمى به ، كما أن القائم لما كان إنما سمي بهذا الاسم لمكان قيامه لم يمتنع أن يسمي كل من حدث عنه القيام قائما ؛ قال : ووجه من خص بعض عيوب القافية بالسناد أنه جار مجرى الاشتقاق ، والاشتقاق على ما قدمناه غير مقيس ، إنما يستعمل بحيث وضع إلا أن يكون اسم فاعل أو مفعول على ما ثبت في ضارب ومضروب ؛ قال وقوله :
فيه سناد وإقواء وتحريد
الظاهر منه ما قاله الأخفش من أن السناد غير الإقواء لعطفه إياه عليه ، وليس ممتنعا في القياس أن يكون السناد يعني به هذا الشاعر الإقواء نفسه ، إلا أنه عطف الإقواء على السناد لاختلاف لفظيهما كقول الحطيئة :
وهند أتى من دونها النأي والبعد
قال : ومثله كثير . قال : وقول هذا باب المسند والمسند إليه ؛ المسند هو الجزء الأول من الجملة ، والمسند إليه الجزء الثاني منها ، والهاء من إليه تعود على اللام في المسند الأول ، واللام في قوله : المسند إليه وهو الجزء الثاني يعود عليها ضمير مرفوع في نفس المسند ، لأنه أقيم مقام الفاعل ، فإن أكدت ذلك الضمير قلت : هذا باب المسند والمسند هو إليه . قال سيبويه الخليل : الكلام سند ومسند ، فالسند كقولك عبد الله رجل صالح ، فعبد الله سند ، ورجل صالح مسند إليه ؛ التهذيب في ترجمة " قصم " قال : أنشدني الرياشي في النون مع الميم : الأصمعيتطعنها بخنجر من لحم تحت الذنابى في مكان سخن
يا دار مية بالعلياء فالسند
والعلياء : اسم بلد آخر . وسنداد : اسم نهر ، ومنه قول الأسود بن يعفر :
والقصر ذي الشرفات من سنداد