سوف : سوف : كلمة معناها التنفيس والتأخير ؛ قال : سوف كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد ، ألا ترى أنك تقول سوفته إذا قلت له مرة بعد مرة سوف أفعل ؟ ولا يفصل بينها وبين " أفعل " لأنها بمنزلة السين في سيفعل . سيبويه : وأما قوله تعالى : ابن سيده ولسوف يعطيك ربك فترضى ؛ اللام داخلة فيه على الفعل لا على الحرف ، وقال : هو حرف واشتقوا منه فعلا فقالوا سوفت الرجل تسويفا ، قال : وهذا كما ترى مأخوذ من الحرف ، أنشد ابن جني سيبويه لابن مقبل :
لو ساوفتنا بسوف من تجنبها سوف العيوف لراح الركب قد قنعوا
انتصب سوف العيوف على المصدر المحذوف الزيادة . وقد قالوا : سو يكون ، فحذفوا اللام وسا يكون ، فحذفوا اللام وأبدلوا العين طلب الخفة ، وسف يكون ، فحذفوا العين كما حذفوا اللام . التهذيب : والسوف الصبر . وإنه لمسوف أي صبور ؛ وأنشد المفضل :هذا ورب مسوفين صبحتهم من خمر بابل لذة للشارب
إذا ما استافهن ضربن منه مكان الرمح من أنف القدوع
قالت وقد ساف مجذ المرود
قال : المرود الميل ، ومجذه طرفه ، ومعناه أن الحسناء إذ كحلت عينيها مسحت طرف الميل بشفتيها ليزداد حمة أي سوادا . والمسافة : بعد المفازة والطريق ، وأصله من الشم ، وهو أن الدليل كان إذا ضل في فلاة أخذ التراب فشمه فعلم أنه على هدية ؛ قال رؤبة :إذا الدليل استاف أخلاق الطرق
ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى سموا البعد مسافة ، وقيل : سمي مسافة لأن الدليل يستدل على الطريق في الفلاة البعيدة الطرفين بسوفه ترابها ليعلم أعلى قصد هو أم على جور ؛ وقال امرؤ القيس :على لاحب لا يهتدى بمناره إذا سافه العود الديافي جرجرا
وتبسم عن ألمى اللثات كأنه ذرا أقحوان من أقاحي السوائف
كأن أعناقها كراث سائفة طارت لفائفه أو هيشر سلب
فأبل واسترخى به الخطب بعدما أساف ولولا سعينا لم يؤبل
فيا لهما من مرسلين لحاجة أسافا من المال التلاد وأعدما
دعا بالسواف له ظالما فذا العرش خيرهما أن يسوفا
لجذتهم حتى إذا ساف مالهم أتيتهم في قابل تتجدف
مزائد خرقاء اليدين مسيفة أخب بهن المخلفان وأحفدا