ضنن : الضنة والضن والمضنة والمضنة ، كل ذلك : من الإمساك والبخل ، ورجل ضنين . قال الله عز وجل : وما هو على الغيب بضنين ; قال الفراء : قرأ ، زيد بن ثابت وعاصم ، وأهل الحجاز بضنين ، وهو حسن ، يقول : يأتيه غيب وهو منفوس فيه فلا يبخل به عليكم ، ولا يضن به عنكم ، ولو كان مكان على عن صلح أو الباء كما تقول : ما هو بضنين بالغيب ، وقال : ما هو على الغيب ببخيل أي هو - صلى الله عليه وسلم - يؤدي عن الله ، ويعلم كتاب الله أي ما هو ببخيل كتوم لما أوحي إليه ، وقرئ : بظنين ، وتفسيره في مكانه . الزجاج : ضننت بالشيء أضن ، وهي اللغة العالية ، وضننت أضن ضنا وضنا وضنة ومضنة ومضنة وضنانة بخلت به ، وهو ضنين به . قال ابن سيده ثعلب : قال الفراء : سمعت ضننت ولم أسمع أضن ، وقد حكاه يعقوب ، ومعلوم أن من روى حجة على من لم يرو ; وقول قعنب ابن أم صاحب :
مهلا أعاذل ، قد جربت من خلقي أني أجود لأقوام وإن ضننوا
فأظهر التضعيف ضرورة . وعلق مضنة ومضنة ، بكسر الضاد وفتحها ، أي هو شيء نفيس مضنون به ويتنافس فيه . والضن : الشيء النفيس المضنون به ; عن الزجاجي . ورجل ضنين : بخيل ; وقول البعيث :
ألا أصبحت أسماء جاذمة الحبل وضنت علينا ، والضنين من البخل
أراد : الضنين مخلوق من البخل ، كقولهم : مجبول من الكرم ، ومطين من الخير ، وهي مخلوقة من البخل ، وكل ذلك على المجاز لأن المرأة جوهر والبخل عرض ، والجوهر لا يكون من العرض ، إنما أراد تمكين البخل فيها حتى كأنها مخلوقة منه ، ومثله ما حكاه من قولهم : ما زيد إلا أكل وشرب ، ولا يكون أكلا وشربا لاختلاف الجهتين ، وهذا أوفق من أن يحمل على القلب وأن يراد به والبخل من الضنين لأن فيه من الإعظام والمبالغة ما ليس في القلب ; ومثله قوله : سيبويه
وهن من الإخلاف والولعان
وهو كثير . ويقال : فلان ضنتي من بين إخواني وضني أي أختص به وأضن بمودته . وفي الحديث : ( ) ، وفي رواية : ( إن لله ضنائن من خلقه ضنا من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية ) ; أي خصائص واحدهم ضنينة ، فعيلة بمعنى مفعولة ، من الضن وهو ما تختصه وتضن به أي تبخل لمكانه منك وموقعه عندك ; وفي الصحاح : فلان ضني من بين إخواني ، وهو شبه الاختصاص . وفي حديث الأنصار : لم نقل إلا ضنا برسول الله أي بخلا وشحا أن يشاركنا فيه غيرنا . وفي حديث ساعة الجمعة : ( ) ; أي لا تبخل . ويقال : اضطن يضطن أي بخل يبخل ، وهو افتعال من الضن ، وكان في الأصل اضتن ، فقلبت التاء طاء . وضننت بالمنزل ضنا وضنانة : لم أبرحه ، والاضطنان افتعال من ذلك . وأخذت الأمر بضنانته أي بطراوته لم يتغير ، وهجمت على القوم وهم بضنانتهم لم يتفرقوا . ورجل ضنن : شجاع ; قال : فقلت : أخبرني بها ولا تضنن علي
إني إذا ضنن يمشي إلى ضنن أيقنت أن الفتى مود به الموت
والمضنون : الغالية ، وفي المحكم : المضنون دهن البان ; قال الراجز :
قد أكنبت يداك بعد لين وبعد دهن البان والمضنون
وهمتا بالصبر والمرون
[ ص: 68 ] والمضنون والمضنونة : الغالية ; عن . الزجاج : المضنونة ضرب من الغسلة والطيب ; قال الأصمعي الراعي :
تضم على مضمونة فارسية ضفائر لا ضاحي القرون ، ولا جعد
وتضحي ، وما ضمت فضول ثيابها إلى كتفيها بائتزار ، ولا عقد
كأن الخزامى خالطت ، في ثيابها جنيا من الريحان ، أو قضب الرند
والمضنونة : اسم لزمزم ، وابن خالويه يقول : في بئر زمزم المضنون ، بغير هاء . وفي حديث زمزم : قيل له احفر المضنونة ، أي التي يضن بها لنفاستها وعزتها ، وقيل للخلوق والطيب : المضنونة لأنه يضن بهما . وضنة : اسم أبي قبيلة ، وفي العرب قبيلتان : إحداهما تنسب إلى ضنة بن عبد الله بن نمير ، والثانية ضنة بن عبد الله بن كبير بن عذرة ، والله أعلم .