الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          طبي

                                                          طبي : طبيته عن الأمر : صرفته . وطبى فلان فلانا يطبيه عن رأيه وأمره . وكل شيء صرف شيئا عن شيء فقد طباه عنه ; قال الشاعر :


                                                          لا يطبيني العمل المفدى



                                                          أي لا يستميلني . وطبيته إلينا طبيا وأطبيته : دعوته ، وقيل : دعوته دعاء لطيفا ، وقيل : طبيته قدته ; عناللحياني ; وأنشد بيت ذي الرمة :


                                                          ليالي اللهو يطبيني فأتبعه     كأنني ضارب في غمرة لعب



                                                          ويروى : يطبوني أي يقودني . وطباه يطبوه ويطبيه إذا دعاه ; قال الجوهري : يقول ذو الرمة : يدعوني اللهو فأتبعه ، قال : وكذلك اطباه على افتعله . وفي حديث ابن الزبير : ( أن مصعبا اطبى القلوب حتى ما تعدل به ) ; أي تحبب إلى قلوب الناس وقربها منه . يقال : طباه يطبوه ويطبيه إذا دعاه وصرفه إليه واختاره لنفسه ، واطباه يطبيه افتعل منه ، فقلبت التاء طاء وأدغمت . والطباة : الأحمق . والطبي والطبي : حلمات الضرع التي فيها اللبن من الخف والظلف والحافر والسباع ، وقيل : هو لذوات الحافر والسباع ، كالثدي للمرأة وكالضرع لغيرها ، والجمع من كل ذلك أطباء . الأصمعي : يقال للسباع كلها : طبي وأطباء ، وذوات الحافر كلها مثلها ، قال : والخف والظلف خلف وأخلاف . التهذيب : والطبي الواحد من أطباء الضرع ، وكل شيء لا ضرع له ، مثل الكلبة ، فلها أطباء . وفي حديث الضحايا : ( ولا المصطلمة أطباؤها ) ; أي المقطوعة الضروع . قال ابن الأثير : وقيل : يقال لموضع الأخلاف من الخيل والسباع : أطباء كما يقال في ذوات الخف والظلف : خلف وضرع . وفي حديث ذي الثدية : ( كأن إحدى يديه طبي شاة ) . وفي المثل : جاوز الحزام الطبيين . وفي حديث عثمان : ( قد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين ) ; قال : هذا كناية عن المبالغة في تجاوز حد الشر والأذى لأن الحزام إذا انتهى إلى الطبيين فقد انتهى إلى أبعد غاياته ، فكيف إذا جاوزه ؟ واستعاره الحسين بن مطير للمطر على التشبيه فقال :


                                                          كثرت ككثرة وبله أطباؤه     فإذا تحلب فاضت الأطباء



                                                          وخلف طبي مجيب . ويقال : أطبى بنو فلان فلانا إذا خالوه وقبلوه . قال ابن بري : صوابه خالوه ثم قتلوه . وقوله : خالوه من الخلة ، وهي المحبة . وحكي عن أبي زياد الكلابي قال : شاة طبواء إذا انصب خلفاها نحو الأرض وطالا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية