ظلم : الظلم : وضع الشيء في غير موضعه . ومن أمثال العرب في الشبه : من أشبه أباه فما ظلم ; قال : ما ظلم أي ما وضع الشبه في غير موضعه . وفي المثل : من استرعى الذئب فقد ظلم . وفي الأصمعي حديث ابن زمل : لزموا الطريق فلم يظلموه أي لم يعدلوا عنه ; يقال : أخذ في طريق فما ظلم يمينا ولا شمالا ; ومنه حديث : أن أم سلمة أبا بكر وعمر ثكما الأمر فما ظلماه أي لم يعدلا عنه ; وأصل الظلم الجور ومجاوزة الحد ، ومنه حديث الوضوء : أي أساء الأدب بتركه السنة والتأدب بأدب الشرع ، وظلم نفسه بما نقصها من الثواب بترداد المرات في الوضوء . وفي التنزيل العزيز : فمن زاد أو نقص فقد أساء وظلم الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ; قال وجماعة أهل التفسير : لم يخلطوا إيمانهم بشرك ، وروي ذلك عن ابن عباس حذيفة وابن مسعود وسلمان ، وتأولوا فيه قول الله عز وجل : إن الشرك لظلم عظيم . والظلم : الميل عن القصد ، والعرب تقول : الزم هذا الصوب ولا تظلم عنه أي لا تجر عنه . وقوله عز وجل : إن الشرك لظلم عظيم ، يعني أن الله تعالى هو المحيي المميت الرزاق المنعم وحده لا شريك له ، فإذا أشرك به غيره فذلك أعظم الظلم ، لأنه جعل النعمة لغير ربها . يقال : ظلمه يظلمه ظلما وظلما ومظلمة ، فالظلم مصدر حقيقي ، والظلم الاسم يقوم مقام المصدر ، وهو ظالم وظلوم ; قال ضيغم الأسدي :
إذا هو لم يخفني في ابن عمي وإن لم ألقه الرجل الظلوم
وقوله عز وجل : إن الله لا يظلم مثقال ذرة ; أراد لا يظلمهم مثقال ذرة ، وعداه إلى مفعولين لأنه في معنى يسلبهم ، وقد يكون مثقال ذرة في موضع المصدر أي ظلما حقيرا كمثقال الذرة ; وقوله عز وجل : ( فظلموا بها ) ; أي بالآيات التي جاءتهم ، وعداه بالباء لأنه في معنى كفروا بها ، والظلم الاسم ، وظلمه حقه وتظلمه إياه ; قال أبو زبيد الطائي :
وأعطي فوق النصف ذو الحق منهم وأظلم بعضا أو جميعا مؤربا
وقال :
تظلم مالي هكذا ولوى يدي لوى يده الله الذي هو غالبه
وتظلم منه : شكا من ظلمه . وتظلم الرجل : أحال الظلم على نفسه ; حكاه ; وأنشد : ابن الأعرابي
كانت إذا غضبت علي تظلمت وإذا طلبت كلامها لم تقبل
نقر ونأبى نخوة المتظلم
أي نأبى كبر الظالم . وتظلمني فلان أي ظلمني مالي ; قال : شاهده قول ابن بري الجعدي :
وما يشعر الرمح الأصم كعوبه بثروة رهط الأعيط المتظلم
قال : وقال رافع بن هريم ، وقيل : هريم بن رافع ، والأول أصح :
فهلا غير عمكم ظلمتم إذا ما كنتم متظلمينا
أي ظالمين . ويقال : تظلم فلان إلى الحاكم من فلان فظلمه تظليما أي أنصفه من ظالمه وأعانه عليه ; ثعلب عن أنه أنشد عنه : ابن الأعرابي
إذا نفحات الجود أفنين ماله تظلم حتى يخذل المتظلم
وعمرو بن همام صقعنا جبينه بشنعاء تنهى نخوة المتظلم
قال أبو منصور : يريد نخوة الظالم . والظلمة : المانعون أهل الحقوق حقوقهم ; يقال : ما ظلمك عن كذا ، أي ما منعك ، وقيل : الظلمة في المعاملة . قال المؤرج : سمعت أعرابيا يقول لصاحبه : أظلمي وأظلمك فعل الله به أي الأظلم منا . ويقال : ظلمته فتظلم أي صبر على الظلم ; قال كثير :
مسائل إن توجد لديك تجد بها يداك ، وإن تظلم بها تتظلم
أمست تظلمني ، ولست بظالم وتنبهني نبها ، ولست بنائم
والظلامة : ما تظلمه ، وهي المظلمة . قال : أما المظلمة فهي اسم ما أخذ منك . وأردت ظلامه ومظالمته أي ظلمه ; قال : سيبويه
ولو أني أموت أصاب ذلا وسامته عشيرته الظلاما
متى تجمع القلب الذكي وصارما وأنفا حميا ، تجتنبك المظالم
قالت له : مي بأعلى ذي سلم : ألا تزورنا ، إن الشعب ألم ؟
قال : بلى يا مي واليوم ظلم
قال الفراء : هم يقولون معنى قوله : " واليوم ظلم " أي حقا ، وهو مثل ; قال : ورأيت أنه لا يمنعني يوم فيه علة تمنع . قال أبو منصور : وكان يقول : في قوله : واليوم ظلم حقا يقينا ، قال : وأراه قول ابن الأعرابي المفضل ، قال : وهو شبيه بقول من قال : في لا جرم أي حقا يقيمه مقام اليمين ، وللعرب ألفاظ تشبهها وذلك في الأيمان كقولهم : عوض لا أفعل ذلك ، وجير لا أفعل ذلك ، وقوله عز وجل : آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا ; أي لم تنقص منه شيئا . وقال الفراء في قوله عز وجل : وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ; قال : ما نقصونا شيئا بما فعلوا ولكن نقصوا أنفسهم . والظليم بالتشديد : الكثير الظلم . وتظالمت المعزى : تناطحت مما سمنت وأخصبت ; ومنه قول الساجع : وتظالمت معزاها . ووجدنا أرضا تظالم معزاها أي تتناطح من النشاط والشبع . والظليمة والظليم : اللبن يشرب منه قبل أن يروب ويخرج زبده ; قال :
وقائلة : ظلمت لكم سقائي وهل يخفى على العكد الظليم ؟
وفي المثل : أهون مظلوم سقاء مروب ; وأنشد ثعلب :
وصاحب صدق لم تربني شكاته ظلمت ، وفي ظلمي له عامدا أجر
قال : هذا سقاء سقى منه قبل أن يخرج زبده . وظلم وطبه ظلما إذا سقى منه قبل أن يروب ويخرج زبده . وظلمت سقائي : سقيتهم إياه قبل أن يروب ; وأنشد البيت الذي أنشده ثعلب :
ظلمت ، وفي ظلمي له عامدا أجر
قال الأزهري : هكذا سمعت العرب تنشده : وفي ظلمي ، بنصب الظاء ، قال : والظلم الاسم والظلم العمل . وظلم القوم : سقاهم الظليمة . وقالوا : امرأة لزوم للفناء ، ظلوم للسقاء ، مكرمة للأحماء . التهذيب : العرب تقول ظلم فلان سقاءه إذا سقاه قبل أن يخرج زبده ; وقال أبو عبيد : إذا شرب لبن السقاء قبل أن يبلغ الرءوب فهو المظلوم والظليمة ، قال : ويقال ظلمت القوم إذا سقاهم اللبن قبل إدراكه ; قال أبو منصور : هكذا روي لنا هذا الحرف عن أبي عبيد ظلمت القوم ، وهو وهم . وروى المنذري عن [ ص: 193 ] أبي الهيثم وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا : يقال : ظلمت السقاء وظلمت اللبن إذا شربته أو سقيته قبل إدراكه وإخراج زبدته . وقال : ظلمت وطبي القوم أي سقيته قبل رءوبه . والمظلوم : اللبن يشرب قبل أن يبلغ الرءوب . ابن السكيت الفراء : يقال : ظلم الوادي إذا بلغ الماء منه موضعا لم يكن ناله فيما خلا ولا بلغه قبل ذلك ; قال : وأنشدني بعضهم يصف سيلا :
يكاد يطلع ظلما ثم يمنعه عن الشواهق فالوادي به شرق
وقال في قول ابن السكيت النابغة يصف سيلا :
إلا الأواري لأيا ما أبينها والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
قال : النؤي الحاجز حول البيت من تراب ، فشبه داخل الحاجز بالحوض بالمظلومة ، ويعني أرضا مروا بها في برية فتحوضوا حوضا سقوا فيه إبلهم وليست بموضع تحويض . يقال : ظلمت الحوض إذا عملته في موضع لا تعمل فيه الحياض . قال : وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه ; ومنه قول ابن مقبل :
عاد الأذلة في دار ، وكان بها هرت الشقاشق ، ظلامون للجزر
أي وضعوا النحر في غير موضعه . وظلمت الناقة : نحرت عن غير علة أو ضبعت على غير ضبعة . وكل ما أعجلته عن أوانه فقد ظلمته ، وأنشد بيت ابن مقبل :
هرت الشقاشق ، ظلامون للجزر وظلم الحمار الأتان إذا كامها وقد حملت ، فهو يظلمها ظلما ; وأنشد أبو عمرو يصف أتنا :
أبن عقاقا ثم يرمحن ظلمة إباء ، وفيه صولة وذميل
وظلم الأرض : حفرها ولم تكن حفرت قبل ذلك ، وقيل : هو أن يحفرها في غير موضع الحفر ; قال يصف رجلا قتل في موضع قفر فحفر له في غير موضع حفر :
ألا لله من مردى حروب حواه بين حضنيه الظليم !
أي الموضع المظلوم . وظلم السيل الأرض إذا خدد فيها في غير موضع تخديد ; وأنشد للحويدرة :
ظلم البطاح بها انهلال حريصة فصفا النطاف بها بعيد المقلع
مصدر بمعنى الإقلاع ، مفعل بمعنى الإفعال ، قال : ومثله كثير مقام بمعنى الإقامة . وقال الباهلي في كتابه . وأرض مظلومة إذا لم تمطر . وفي الحديث : إذا أتيتم على مظلوم فأغذوا السير . قال أبو منصور : المظلوم البلد الذي لم يصبه الغيث ولا رعي فيه للركاب ، والإغذاذ الإسراع . والأرض المظلومة : التي لم تحفر قط ثم حفرت ، وذلك التراب الظليم ، وسمي تراب لحد القبر ظليما لهذا المعنى ; وأنشد :
فأصبح في غبراء بعد إشاحة على العيش ، مردود عليها ظليمها
يعني حفرة القبر يرد ترابها عليه بعد دفن الميت فيها . وقالوا : لا تظلم وضح الطريق أي احذر أن تحيد عنه وتجور فتظلمه . والسخي يظلم إذا كلف فوق ما في طوقه ، أو طلب منه ما لا يجده ، أو سئل ما لا يسأل مثله ، فهو مظلم وهو يظلم وينظلم ; أنشد قول سيبويه زهير :
هو الجواد الذي يعطيك نائله عفوا ، ويظلم أحيانا فيظلم
أي يطلب منه في غير موضع الطلب ، وهو عنده يفتعل ، ويروى يظطلم ، ورواه ينظلم . الأصمعي الجوهري : ظلمت فلانا تظليما إذا نسبته إلى الظلم فانظلم أي احتمل الظلم ; وأنشد بيت زهير :
ويظلم أحيانا فينظلم
ويروى فيظلم أي يتكلف ، وفي افتعل من ظلم ثلاث لغات : من العرب من يقلب التاء طاء ثم يظهر الطاء والظاء جميعا فيقول اظطلم ، ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطلم وهو أكثر اللغات ، ومنهم من يكره أن يدغم الأصلي في الزائد فيقول اظلم ، قال : وأما اضطجع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما . قال : جعل ابن بري الجوهري انظلم مطاوع ظلمته ، بالتشديد وهم ، وإنما انظلم مطاوع ظلمته ، بالتخفيف كما قال زهير :
ويظلم أحيانا فينظلم
قال : وأما ظلمته ، بالتشديد ، فمطاوعه تظلم مثل كسرته فتكسر ، وظلم حقه يتعدى إلى مفعول واحد ، وإنما يتعدى إلى مفعولين في مثل ظلمني حقي حملا على معنى سلبني حقي ; ومثله قوله تعالى : ولا يظلمون فتيلا ; ويجوز أن يكون فتيلا واقعا موقع المصدر أي ظلما مقدار فتيل . وبيت مظلم : مزوق كأن النصارى وضعت فيه أشياء في غير مواضعها . وفي الحديث : ; حكاه أنه - صلى الله عليه وسلم - دعي إلى طعام فإذا البيت مظلم فانصرف - صلى الله عليه وسلم - ولم يدخل الهروي في الغريبين ; قال ابن الأثير : هو المزوق ، وقيل : هو المموه بالذهب والفضة ، قال : وقال الهروي أنكره الأزهري بهذا المعنى ، وقال : هو من الظلم وهو موهة الذهب ، ومنه قيل للماء الجاري على الثغر : ظلم . ويقال : أظلم الثغر إذا تلألأ عليه كالماء الرقيق من شدة بريقه ; ومنه قول الشاعر : الزمخشريإذا ما اجتلى الراني إليها بطرفه غروب ثناياها أضاء وأظلما
قال : أضاء أي أصاب ضوءا ، وأظلم أصاب ظلما . والظلمة والظلمة ، بضم اللام : ذهاب النور ، وهي خلاف النور ، وجمع الظلمة ظلم وظلمات وظلمات وظلمات ; قال الراجز :
يجلو بعينيه دجى الظلمات
قال : ظلم جمع ظلمة ، بإسكان اللام ، فأما ظلمة فإنما يكون جمعها بالألف والتاء ، ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا ابن بري رضي الدين الشاطبي - رحمه الله - قال : قال الخطيب أبو زكريا : المهجة خالص [ ص: 194 ] النفس ، ويقال في جمعها مهجات كظلمات ، ويجوز مهجات ، بالفتح ، ومهجات بالتسكين ، وهو أضعفها ; قال : والناس يألفون مهجات ، بالفتح ، كأنهم يجعلونه جمع مهج ، فيكون الفتح عندهم أحسن من الضم . والظلماء : الظلمة ربما وصف بها فيقال ليلة ظلماء أي مظلمة . والظلام : اسم يجمع ذلك كالسواد ولا يجمع ، يجري مجرى المصدر ، كما لا تجمع نظائره نحو السواد والبياض ، وتجمع الظلمة ظلما وظلمات . : وقيل الظلام أول الليل وإن كان مقمرا ، يقال : أتيته ظلاما أي ليلا ; قال ابن سيده : لا يستعمل إلا ظرفا . وأتيته مع الظلام أي عند الليل . وليلة ظلمة ، على طرح الزائد ، وظلماء كلتاهما : شديدة الظلمة . وحكى سيبويه : ليل ظلماء ; وقال ابن الأعرابي : وهو غريب وعندي أنه وضع الليل موضع الليلة ، كما حكى ليل قمراء أي ليلة ، قال : وظلماء أسهل من قمراء . وأظلم الليل : اسود . وقالوا : ما أظلمه وما أضوأه ، وهو شاذ . وظلم الليل ، بالكسر ، وأظلم بمعنى ; عن ابن سيده الفراء . وفي التنزيل العزيز : وإذا أظلم عليهم قاموا . وظلم وأظلم ; حكاهما أبو إسحاق وقال الفراء : فيه لغتان أظلم وظلم ، بغير ألف . والثلاث الظلم : أول الشهر بعد الليالي الدرع ; قال أبو عبيد : في ليالي الشهر بعد الثلاث البيض ثلاث درع وثلاث ظلم ، قال : والواحدة من الدرع والظلم درعاء وظلماء . وقال أبو الهيثم : واحدة الدرع والظلم درعة وظلمة ; قال وأبو العباس المبرد أبو منصور : وهذا الذي قالاه : هو القياس الصحيح : الجوهري : يقال : لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يلين الدرع ظلم لإظلامها على غير قياس ؛ لأن قياسه ظلم ، بالتسكين ؛ لأن واحدتها ظلماء . وأظلم القوم : دخلوا في الظلام ، وفي التنزيل العزيز : فإذا هم مظلمون . وقوله عز وجل : يخرجهم من الظلمات إلى النور ; أي يخرجهم من ظلمات الضلالة إلى نور الهدى ؛ لأن أمر الضلالة مظلم غير بين . وليلة ظلماء ، ويوم مظلم : شديد الشر ; أنشد : سيبويهفأقسم أن لو التقينا وأنتم لكان لكم يوم من الشر مظلم
وأمر مظلم : لا يدرى من أين يؤتى له ; عن أبي زيد . وحكى اللحياني : أمر مظلام ويوم مظلام في هذا المعنى ; وأنشد :
أولمت ، يا خنوت ، شر إيلام في يوم نحس ذي عجاج مظلام
والعرب تقول لليوم الذي تلقى فيه شدة يوم مظلم ، حتى إنهم ليقولون يوم ذو كواكب أي اشتدت ظلمته حتى صار كالليل ; قال :
بني أسد ، هل تعلمون بلاءنا إذا كان يوم ذو كواكب أشهب ؟
وظلمات البحر : شدائده . وشعر مظلم : شديد السواد . ونبت مظلم : ناضر يضرب إلى السواد من خضرته ; قال :
فصبحت أرعل كالنفال ومظلما ليس على دمال
وتكلم فأظلم علينا البيت أي سمعنا ما نكره ، وفي التهذيب : وأظلم فلان علينا البيت إذا أسمعنا ما نكره . قال أبو منصور : أظلم يكون لازما وواقعا ، قال : وكذلك أضاء يكون بالمعنيين : أضاء السراج بنفسه إضاءة ، وأضاء للناس بمعنى ضاء ، وأضأت السراج للناس فضاء وأضاء . ولقيته أدنى ظلم ، بالتحريك ، يعني حين اختلط الظلام ، وقيل : معناه لقيته أول كل شيء ، وقيل : أدنى ظلم القريب ، وقال ثعلب : هو منك أدنى ذي ظلم ، ورأيته أدنى ظلم الشخص ، قال : وإنه لأول ظلم لقيته إذا كان أول شيء سد بصرك بليل أو نهار ، قال : ومثله لقيته أول وهلة وأول صوك وبوك ، الجوهري : لقيته أول ذي ظلمة أي أول شيء يسد بصرك في الرؤية ، قال : ولا يشتق منه فعل . والظلم : الجبل ، وجمعه ظلوم ; قال المخبل السعدي :
تعامس حتى يحسب الناس أنها إذا ما استحقت بالسيوف ، ظلوم
وقدم فلان واليوم ظلم ; عن كراع ، أي قدم حقا ; قال :
إن الفراق اليوم واليوم ظلم
وقيل : معناه واليوم ظلمنا ، وقيل : " ظلم " هاهنا وضع الشيء في غير موضعه . والظلم : الثلج . والظلم : الماء الذي يجري ويظهر على الأسنان من صفاء اللون لا من الريق كالفرند ، حتى يتخيل لك فيه سواد من شدة البريق والصفاء ; قال كعب بن زهير :
تجلو غوارب ذي ظلم ، إذا ابتسمت كأنه منهل بالراح معلول
وقال الآخر :
إلى شنباء مشربة الثنايا بماء الظلم ، طيبة الرضاب
قال : يحتمل أن يكون المعنى بماء الثلج . قال شمر : الظلم بياض الأسنان كأنه يعلوه سواد ، والغروب ماء الأسنان . الجوهري : الظلم ، بالفتح ، ماء الأسنان وبريقها ، وهو كالسواد داخل عظم السن من شدة البياض كفرند السيف ، قال يزيد بن ضبة :
بوجه مشرق صاف وثغر نائر الظلم
وقيل : الظلم رقة الأسنان وشدة بياضها ، والجمع ظلوم ; قال :
إذا ضحكت لم تنبهر ، وتبسمت ثنايا لها كالبرق ، غر ظلومها
وأظلم : نظر إلى الأسنان فرأى الظلم ، قال :
إذا ما اجتلى الراني إليها بعينه غروب ثناياها ، أنار وأظلما
والظليم : الذكر من النعام ، والجمع أظلمة وظلمان وظلمان ، قيل : سمي به لأنه ذكر الأرض فيدحي في غير موضع تدحية ; حكاه ، قال : وهذا ما لا يؤخذ . وفي ابن دريد حديث قس : ومهمه فيه ظلمان ; هو جمع ظليم . والظليمان : نجمان . والمظلم من الطير : الرخم ، والغربان ; عن ; وأنشد : ابن الأعرابي
[ ص: 195 ]
حمته عتاق الطير كل مظلم من الطير ، حوام المقام رموق
والظلام : عشبة ترعى ; أنشد أبو حنيفة :
رعت بقرار الحزن روضا مواصلا عميما من الظلام ، والهيثم الجعد
: ومن غريب الشجر الظلم ، واحدتها ظلمة ، وهو الظلام والظلام والظالم ; قال ابن الأعرابي : هو شجر له عساليج طوال وتنبسط حتى تجوز حد أصل شجرها فمنها سميت ظلاما . وأظلم : موضع ; قال الأصمعي : أظلم اسم جبل ; قال ابن بري أبو وجزة :
يزيف يمانيه لأجراع بيشة ويعلو شآميه شرورى وأظلما
وكهف الظلم : رجل معروف من العرب . وظليم ونعامة : موضعان بنجد . وظلم : موضع . والظليم : فرس فضالة بن هند بن شريك الأسدي ، وفيه يقول :
نصبت لهم صدر الظليم وصعدة شراعية في كف حران ثائر