فتق : الفتق : خلاف الرتق . فتقه يفتقه ويفتقه فتقا : شقه ؛ قال :
ترى جوانبها بالشحم مفتوقا
إنما أراد مفتوقة فأوقع الواحد موقع الجماعة . وفتقه تفتيقا فانفتق وتفتق . والفتق : الخلة من الغيم ، والجمع فتوق ؛ قال أبو محمد الحذلمي :
إن لها في العام ذي الفتوق [ ص: 123 ] وزلل النية والتصفيق
رعية رب ناصح شفيق يظل تحت الفنن الوريق
يشول بالمحجن كالمحروق
تريك بياض لبتها ووجها كقرن الشمس أفتق ثم زالا
والفتاق : الشمس حين يطبق عليها ثم يبدو منها شيء . والفتقة : الأرض التي يصيب ما حولها المطر ولا يصيبها . وأفتقنا : لم تمطر بلادنا ومطر غيرنا ؛ عن ، وحكي : خرجنا فما أفتقنا حتى وردنا ابن الأعرابي اليمامة ، ولم يفسره ، فقد يكون من قوله أفتق القوم إذا تفتق عنهم الغيم ، وقد يكون من قولهم أفتقنا إذا لم تمطر بلادنا ومطر غيرها . والفتق : الموضع الذي لم يمطر . وفي حديث مسيره إلى بدر : خرج حتى أفتق بين الصدمتين أي خرج من مضيق الوادي إلى المتسع . وأفتق السحاب إذا انفرج . وأفتقنا : صادفنا فتقا أي موضعا لم يمطر وقد مطر ما حوله ؛ وأنشد :
إن لها في العام ذي الفتوق
والفتق : الصبح . وصبح فتيق : مشرق . التهذيب : والفتق انفلاق الصبح ؛ قال : ذو الرمة
وقد لاح للساري الذي كمل السرى على أخريات الليل فتق مشهر
فتيق الغرارين حشرا سنينا
وسيف فتيق إذا كان حادا ؛ ومنه قوله : كنصل الزاعبي فتيق . وفتق فلان الكلام وبجه إذا قومه ونقحه . وامرأة فتق ، بضم الفاء والتاء : متفتقة بالكلام . والفتق ، بالتحريك : مصدر قولك امرأة فتقاء ، وهي المنفتقة الفرج خلاف الرتقاء . أبو الهيثم : الفتقاء من النساء التي صار مسلكاها واحدا ، وهي الأتوم . : امرأة فتق للتي تفتق في الأمور ؛ قال ابن السكيت : ابن أحمر
ليست بشوشاة الحديث ولا فتق مغالبة على الأمر
والفتاق : انفتاق الغيم عن الشمس في قوله :
وفتاة بيضاء ناعمة الجسم لعوب ووجهها كالفتاق
وقيل : الفتاق أصل الليف الأبيض يشبه به الوجه لنقائه وصفائه ، وقيل : الفتاق أصل الليف الأبيض الذي لم يظهر . والفتق : انشقاق العصا ووقوع الحرب بين الجماعة وتصدع الكلمة . وفي الحديث : لا تحل المسألة إلا في حاجة أو فتق . التهذيب : والفتق شق عصا المسلمين بعد اجتماع الكلمة من قبل حرب في ثغر أو غير ذلك ؛ وأنشد :
ولا أرى فتقهم في الدين يرتتق
وفي الحديث : أي الحرب يكون بين القوم وتقع فيها الجراحات والدماء ، وأصله الشق والفتح ، وقد يراد بالفتق نقض العهد ؛ ومنه حديث يسأل الرجل في الجائحة أو الفتق عروة بن مسعود : اذهب فقد كان فتق بين جرش . وأفتق الرجل إذا ألحت عليه الفتوق ، وهي الآفات من جوع وفقر ودين . والفتق : علة أو نتو في مراق البطن . التهذيب : الفتق يصيب الإنسان في مراق بطنه ينفتق الصفاق الداخل . : والفتق ، هو انفتاق المثانة ، ويقال : هو أن ينفتق الصفاق إلى داخل ، وكان ابن بري الأزهري يقول : هو الفتق ، بفتح التاء . وفي حديث : في الفتق الدية ؛ قال زيد بن ثابت الهروي : هكذا أقرأنيه الأزهري بفتح التاء . وفي صفته ، صلى الله عليه وسلم : كان في خاصرتيه انفتاق أي اتساع ، وهو محمود في الرجال مذموم في النساء . والفتق : أن تنشق الجلدة التي بين الخصية وأسفل البطن فتقع الأمعاء في الخصية . والفتق : الخصب ، سمي بذلك لانشقاق الأرض بالنبات ؛ قال رؤبة :
تأوي إلى سفعاء كالثوب الخلق لم ترج رسلا بعد أعوام الفتق
أي بعد أعوام الخصب ، تقول منه : فتق بالكسر . وعام الفتق : عام الخصب . وقد أفتق القوم إفتاقا إذا سمنت دوابهم فتفتقت . وتفتقت خواصر الغنم من البقل إذا اتسعت من كثرة الرعي . وبعير فتيق وناقة فتيق أي تفتقت في الخصب ، وقد فتقت تفتق فتقا . وعام فتق : خصيب . وانفتقت الماشية وتفتقت : سمنت . وجمل فتيق إذا تفتق سمنا . وفي حديث عائشة : فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت ، أي انتفخت خواصرها واتسعت من كثرة ما رعت ، فسمي عام الفتق أي الخصب . الفراء : أفتق الحي إذا أصاب إبلهم الفتق ، وذلك إذا انفتقت خواصرها سمنا فتموت لذلك ، وربما سلمت . وفي الحديث ذكر فتق ، هو بضمتين : موضع في طريق تبالة ، سلكه قطبة بن عامر لما وجهه رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ليغير على خثعم سنة تسع . والفتق : داء يأخذ الناقة بين ضرعها وسرتها فتنفتق ، وذلك من السمن . أبو زيد : انفتقت الناقة انفتاقا ، وهو الفتق ، وهو داء يأخذها ما بين ضرعها وسرتها ، فربما أفرقت ، وربما ماتت ، وذلك من السمن ، وقيل : الفتق انفتاق الصفاق إلى داخل في مراق البطن وفيه الدية ، وقال شريح : فيه ثلث الدية ، وقال والشعبي مالك وسفيان : فيه الاجتهاد من الحاكم ، وقال : فيه الحكومة ، وقيل : هو أن ينقطع اللحم المشتمل على الأنثيين . وفتق الخياطة يفتقها . الشافعي الفراء في قوله تعالى : كانتا رتقا ففتقناهما قال : فتقت السماء بالقطر والأرض بالنبات ، وقال : المعنى أن السماوات كانت سماء واحدة مرتتقة ليس فيها ماء فجعلها الله غير واحدة ، ففتق الله السماء فجعلها سبعا ، وجعل الأرض سبع أرضين ، قال : ويدل على أنه يريد بفتقها كون المطر قوله : الزجاج وجعلنا من الماء كل شيء حي . ابن [ ص: 124 ] الأعرابي : أفتق القمر إذا برز بين سحابتين سوداوين ، وأفتق الرجل إذا استاك بالفتاق ، وهو عرجون الكباسة ، وفتق الطيب يفتقه فتقا : طيبه وخلطه بعود وغيره ، وكذلك الدهن ؛ قال الراعي :
لها فأرة ذفراء كل عشية كما فتق الكافور بالمسك فاتقه
وكأن الأري المشور مع الخمر بفيها يشوب ذاك فتاق
عللته الذكي والمسك طورا ومن البان ما يكون فتاقا
ولا بد من جار يجير سبيلها كما سلك السكي في الباب فيتق
رأيت المنايا لا يغادرن ذا غنى لمال ولا ينجو من الموت فيتق
فمحياة فالصفاح فأعناق فتاق فعاذب فالوفاء فرياض القطا فأودية الشربب فالشعبتان فالأبلاء