فرخ : الفرخ : ولد الطائر ، هذا الأصل ، وقد استعمل في كل صغير من الحيوان والنبات والشجر وغيرها ، والجمع القليل أفرخ وأفراخ وأفرخة نادرة ; عن ; وأنشد : ابن الأعرابي
أفواقها حذة الجفير كأنها أفواه أفرخة من النغران
والكثير فرخ وفراخ وفرخان ; قال :
معها كفرخان الدجاج رزخا درادقا وهي الشيوخ فرخا
يقول : إن هؤلاء وإن كانوا صغارا فإن أكلهم أكل الشيوخ . والأنثى فرخة . وأفرخت البيضة والطائرة وفرخت ، وهي مفرخ ومفرخ : طار لها فرخ . وأفرخ البيض : خرج فرخه . وأفرخ الطائر : صار ذا فرخ ، وفرخ كذلك . واستفرخوا الحمام : اتخذوها للفراخ . وفي حديث علي ، رضوان الله عليه : أتاه قوم فاستأمروه في قتل عثمان ، رضي الله عنه ، فنهاهم وقال : إن تفعلوه فبيضا فليفرخنه ; أراد إن تقتلوه تهيجوا فتنة يتولى منها شيء كثير ; كما قال بعضهم :
أرى فتنة هاجت وباضت وفرخت ولو تركت طارت إليها فراخها
قال ابن الأثير : ونصب بيضا بفعل مضمر دل الفعل المذكور عليه تقديره فليفرخن بيضا فليفرخنه كما تقول زيدا أضرب ضربت أي ضربت زيدا ضربت ، فحذف الأول وإلا فلا وجه لصحته بدون هذا التقدير ، لأن الفاء الثانية لا بد لها من معطوف عليه ، ولا تكون لجواب الشرط لكون الأولى كذلك . ويقال أفرخت البيضة إذا خلت من الفرخ وأفرختها أمها . وفي حديث عمر : يا أهل الشام تجهزوا لأهل العراق ، فإن الشيطان قد باض فيهم وفرخ أي اتخذهم مقرا ومسكنا لا يفارقهم كما يلازم الطائر موضع بيضه وأفراخه . وفرخ الرأس : الدماغ على التشبيه ، كما قيل له العصفور ; قال :
ونحن كشفنا عن معاوية التي هي الأم تغشى كل فرخ منقنق
وقول : الفرزدق
ويوم جعلنا البيض فيه لعامر مصممة تفأى فراخ الجماجم
يعني به الدماغ . والفرخ : مقدم دماغ الفرس . والفرخ : الزرع إذا تهيأ للانشقاق بعدما يطلع ، وقيل : هو إذا صارت له أغصان ، وقد فرخ وأفرخ تفريخا . الليث : الزرع ما دام في البذر ، فهو الحب ، فإذا انشق الحب عن الورقة ، فهو الفرخ ، فإذا طلع رأسه ، فهو الحقل . وفي الحديث : أنه نهى عن بيع الفروخ بالمكيل من الطعام ، قال : الفروخ من السنبل ما استبانت عاقبته ، وانعقد حبه ، وهو مثل نهيه عن المخاضرة والمحاقلة . وأفرخ الأمر وفرخ : استبانت عاقبته بعد اشتباه . وأفرخ القوم بيضهم إذا أبدوا سرهم ، يقال ذلك للذي أظهر أمره وأخرج خبره لأن إفراخ البيض أن يخرج فرخه . وفرخ الروع وأفرخ : ذهب الفزع ; يقال : ليفرخ روعك أي ليخرج عنك فزعك كما يخرج الفرخ عن البيضة ; وأفرخ روعك يا فلان أي سكن جأشك . الأزهري ، أبو عبيد : من أمثالهم المنتشرة في كشف الكرب عند المخاوف عن الجبان قولهم : أفرخ روعك ; يقول : ليذهب رعبك وفزعك فإن الأمر ليس على ما تحاذر . وفي الحديث : كتب معاوية إلى ابن زياد : أفرخ روعك قد وليناك الكوفة ; وكان يخاف أن يوليها غيره . وأفرخ فؤاد الرجل إذا خرج روعه وانكشف عنه الفزع كما تفرخ البيضة إذا انفلقت عن الفرخ فخرج منها ; وأصل الإفراخ الانكشاف مأخوذ من إفراخ البيض إذا انقاض عن الفرخ فخرج منها ; قال وقلبه لمعرفته في المعنى فقال : ذو الرمة
جذلان قد أفرخت عن روعه الكرب
قال : والروع في الفؤاد كالفرخ في البيضة ; وأنشد :
فقل للفؤاد إن نزا بك نزوة من الخوف أفرخ أكثر الروع باطله
وقال أبو عبيد : أفرخ روعه إذ دعي له أن يسكن روعه ويذهب . وفرخ الرعديد : رعب وأرعد ، وكذلك الشيخ الضعيف . الأزهري : ويقال للفرق الرعديد ، قد فرخ تفريخا ; وأنشد :
وما رأينا من معشر ينتخوا من شنا إلا فرخوا
أبو منصور : معنى فرخوا ضعفوا كأنهم فراخ من ضعفهم ; وقيل : معناه ذلوا . الهوازني : إذا سمع صاحب الأمة الرعد والطحن ، فرخ إلى الأرض أي لزق بها يفرخ فرخا . وفرخ الرجل إذا زال فزعه واطمأن . والفرخ : المدغدغ من الرجال . والفرخة : السنان العريض . والفريخ على لفظ التصغير : قين كان في الجاهلية تنسب إليه النصال الفريخية ; ومنه قول الشاعر :
ومقذوذين من بري الفريخ
وقولهم : فلان فريخ قريش ، إنما هو على وجه المدح ، كقول الحباب بن المنذر " أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب " والعرب تقول : فلان فريخ قومه ، إذا كانوا يعظمونه ويكرمونه ، وصغر على وجه المبالغة في كرامته . وفروخ : من ولد إبراهيم ، عليه السلام . وفي حديث : يا أبي هريرة بني فروخ ; قال الليث : بلغنا أن فروخ كان من ولد إبراهيم ، عليه السلام ، ولد بعد إسحاق وإسماعيل ، وكثر نسله ونما [ ص: 149 ] عدده فولد العجم الذين هم في وسط البلاد ; وأما قول الشاعر :
فإن يأكل أبو فروخ آكل ولو كانت خنانيصا صغارا
فإنه جعله أعجميا فلم يصرفه لمكان العجمة والتعريف .