[ قتا ]
قتا : القتو : الخدمة . وقد قتوت أقتو قتوا ومقتى ، أي : خدمت مثل غزوت أغزو غزوا ومغزى ، وقيل : القتو حسن خدمة الملوك ، وقد قتاهم .
الليث : تقول هو يقتو الملوك ، أي : يخدمهم ، وأنشد :
إني امرؤ من بني خزيمة لا أحسن قتو الملوك والخببا
قال
الليث في هذا الباب : والمقاتية هم الخدام ، والواحد مقتوي بفتح الميم وتشديد الياء كأنه منسوب إلى المقتى وهو مصدر ، كما قالوا : ضيعة عجزية للتي لا تفي غلتها بخراجها ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابن بري : شاهده قول
الجعفي :
[ ص: 26 ] بلغ بني عصم بأني عن فتاحتكم غني لا أسرتي قلت ولا حالي لحالك مقتوي
قال : ويجوز تخفيف ياء النسبة ، قال
عمرو بن كلثوم :
تهددنا وتوعدنا رويدا متى كنا لأمك مقتوينا
؟
وإذا جمعت بالنون خففت الياء مقتوون وفي الخفض والنصب مقتوين كما قالوا : أشعرين ، وأنشد بيت
عمرو بن كلثوم ، وقال
شمر : المقتوون الخدام واحدهم مقتوي ، وأنشد :
أرى عمرو بن ضمرة مقتويا له في كل عام بكرتان
ويروى عن
المفضل وأبي زيد أن
أبا عون الحرمازي ، قال : رجل مقتوين ورجلان مقتوين ورجال مقتوين كله سواء ، وكذلك المرأة والنساء وهم الذين يخدمون الناس بطعام بطونهم . المحكم : والمقتوون ، والمقاتوة ، والمقاتية الخدام ، واحدهم مقتوي . ويقال : مقتوين ، وكذلك المؤنث والاثنان والجمع ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني : ليست الواو في هؤلاء مقتوون ورأيت مقتوين ومررت بمقتوين إعرابا أو دليل إعراب ، إذ لو كانت كذلك لوجب أن يقال : هؤلاء مقتون ورأيت مقتين ومررت بمقتين ويجري مجرى مصطفين ، قال
أبو علي : جعله
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه بمنزلة الأشعري ، والأشعرين ، قال : وكان القياس في هذا إذ حذفت ياء النسب منه أن يقال : مقتون ، كما يقال في الأعلى : الأعلون إلا أن اللام صحت في مقتوين لتكون صحتها دلالة على إرادة النسب ليعلم أن هذا الجمع المحذوف منه النسب بمنزلة المثبت فيه ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : وإن شئت قلت جاءوا به على الأصل كما قالوا مقاتوة حدثنا بذلك
أبو الخطاب عن العرب ، قال : وليس كل العرب يعرف هذه الكلمة ، قال : وإن شئت قلت هو بمنزلة مذروين حيث لم يكن له واحد يفرد . قال
أبو علي : وأخبرني
أبو بكر عن
أبي العباس عن
أبي عثمان ، قال لم أسمع مثل مقاتوة إلا حرفا واحدا ، أخبرني
أبو عبيدة أنه سمعهم يقولون : سواسوة في سواسية ومعناه سواء ، قال : فأما ما أنشده
أبو الحسن عن الأحول عن
أبي عبيدة :
تبدل خليلا بي كشكلك شكله فإني خليلا صالحا بك مقتوي
فإن مقتو مفعلل ، ونظيره مرعو ، ونظيره من الصحيح المدغم محمر ومخضر ، وأصله مقتو ، ومثله رجل مغزو ومغزاو ، وأصلهما مغزو ومغزاو ، والفعل اغزو يغزاو كاحمر واحمار ، والكوفيون يصححون ويدغمون ولا يعلون . والدليل على فساد مذهبهم قول العرب : ارعوى ، ولم يقولوا : ارعو . فإن قلت : بم انتصب خليلا ومقتو غير متعد ؟ فالقول فيه أنه انتصب بمضمر يدل عليه المظهر كأنه قال : أنا متخذ ومستعد ألا ترى أن من اتخذ خليلا فقد اتخذه واستعده ، وقد جاء في الحديث :
اقتوى متعديا ولا نظير له . قال : وسئل
nindex.php?page=showalam&ids=16523عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن امرأة كان زوجها مملوكا فاشترته ، فقال : إن اقتوته فرق بينهما ، وإن أعتقته فهما على النكاح . اقتوته ، أي : استخدمته . والقتو : الخدمة ، قال
الهروي : أي : استخدمته ، وهذا شاذ جدا ; لأن هذا غير متعد ألبتة من الغريبين ، قال
أبو الهيثم : يقال : قتوت الرجل قتوا ومقتى ، أي : خدمته ثم نسبوا إلى المقتى فقالوا : رجل مقتوي ثم خففوا ياء النسبة ، فقالوا : رجل مقتو ، ورجال مقتوون ، والأصل مقتويون .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابن الأعرابي : القتوة النميمة
[ قتا ]
قتا : الْقَتْوُ : الْخِدْمَةُ . وَقَدْ قَتَوْتُ أَقْتُو قَتْوًا وَمَقْتًى ، أَيْ : خَدَمْتُ مِثْلُ غَزَوْتُ أَغْزُو غَزْوًا وَمَغْزًى ، وَقِيلَ : الْقَتْوُ حُسْنُ خِدْمَةِ الْمُلُوكِ ، وَقَدْ قَتَاهُمْ .
اللَّيْثُ : تَقُولُ هُوَ يَقْتُو الْمُلُوكَ ، أَيْ : يَخْدُمُهُمْ ، وَأَنْشَدَ :
إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ بَنِي خُزَيْمَةَ لَا أُحْسِنُ قَتْوَ الْمُلُوكِ وَالْخَبَبَا
قَالَ
اللَّيْثُ فِي هَذَا الْبَابِ : وَالْمَقَاتِيَةُ هُمُ الْخُدَّامُ ، وَالْوَاحِدُ مَقْتُوِيٌّ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ كَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى الْمَقْتَى وَهُوَ مَصْدَرٌ ، كَمَا قَالُوا : ضَيْعَةٌ عَجْزِيَّةٌ لِلَّتِي لَا تَفِي غَلَّتُهَا بِخَرَاجِهَا ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12988ابْنُ بَرِّيٍّ : شَاهِدُهُ قَوْلُ
الْجُعْفِيِّ :
[ ص: 26 ] بَلِّغْ بَنِي عُصَمٍ بِأَنِّي عَنْ فُتَاحَتِكُمْ غَنِيٌّ لَا أُسْرَتِي قَلَّتْ وَلَا حَالِي لِحَالِكَ مَقْتَوِيُّ
قَالَ : وَيَجُوزُ تَخْفِيفُ يَاءِ النِّسْبَةِ ، قَالَ
عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ :
تُهُدِّدُنَا وَتُوعِدُنَا رُوَيْدًا مَتَّى كَنَّا لِأُمِّكَ مَقْتَوِينَا
؟
وَإِذَا جُمِعَتْ بِالنُّونِ خُفِّفَتِ الْيَاءُ مَقْتَوُونَ وَفِي الْخَفْضِ وَالنَّصْبِ مَقْتَوِينَ كَمَا قَالُوا : أَشْعَرِينَ ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ
عَمْرِو بْنِ كَلْثُومٍ ، وَقَالَ
شَمِرٌ : الْمَقْتَوُونَ الْخُدَّامُ وَاحِدُهُمْ مَقْتَوِيٌّ ، وَأَنْشَدَ :
أَرَى عَمْرَو بْنَ ضَمْرَةَ مَقْتَوِيًّا لَهُ فِي كُلِّ عَامٍ بَكْرَتَانِ
وَيُرْوَى عَنِ
الْمُفَضَّلِ وَأَبِي زَيْدٍ أَنَّ
أَبَا عَوْنٍ الْحِرْمَازِيَّ ، قَالَ : رَجُلٌ مَقْتَوِينٌ وَرَجُلَانِ مَقْتَوِينٌ وَرِجَالٌ مَقْتَوِينٌ كُلُّهُ سَوَاءٌ ، وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَالنِّسَاءُ وَهُمُ الَّذِينَ يَخْدُمُونَ النَّاسَ بِطَعَامِ بُطُونِهِمْ . الْمُحْكَمِ : وَالْمَقْتَوُونَ ، وَالْمَقَاتِوَةُ ، وَالْمَقَاتِيَةُ الْخُدَّامُ ، وَاحِدُهُمْ مَقْتَوِيٌّ . وَيُقَالُ : مَقْتَوِينٌ ، وَكَذَلِكَ الْمُؤَنَّثُ وَالِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابْنُ جِنِّي : لَيْسَتِ الْوَاوُ فِي هَؤُلَاءِ مَقْتَوُونَ وَرَأَيْتُ مَقْتَوِينَ وَمَرَرْتُ بِمَقْتَوِينَ إِعْرَابًا أَوْ دَلِيلَ إِعْرَابٍ ، إِذْ لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَوَجَبَ أَنْ يُقَالَ : هَؤُلَاءِ مَقْتَوْنَ وَرَأَيْتُ مَقْتَيْنَ وَمَرَرْتُ بِمَقْتَيْنَ وَيَجْرِي مَجْرَى مُصْطَفَيْنَ ، قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ : جَعَلَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ بِمَنْزِلَةِ الْأَشْعَرِيِّ ، وَالْأَشْعَرِينَ ، قَالَ : وَكَانَ الْقِيَاسُ فِي هَذَا إِذْ حُذِفَتْ يَاءُ النَّسَبِ مِنْهُ أَنْ يُقَالَ : مَقْتَوْنَ ، كَمَا يُقَالُ فِي الْأَعْلَى : الْأَعْلَوْنَ إِلَّا أَنَّ اللَّامَ صَحَّتْ فِي مَقْتَوِينَ لِتَكُونَ صِحَّتُهَا دَلَالَةً عَلَى إِرَادَةِ النَّسَبِ لِيُعْلَمَ أَنَّ هَذَا الْجَمْعَ الْمَحْذُوفَ مِنْهُ النَّسَبُ بِمَنْزِلَةِ الْمُثْبَتِ فِيهِ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ جَاءُوا بِهِ عَلَى الْأَصْلِ كَمَا قَالُوا مَقَاتِوَةٌ حَدَّثَنَا بِذَلِكَ
أَبُو الْخَطَّابِ عَنِ الْعَرَبِ ، قَالَ : وَلَيْسَ كُلُّ الْعَرَبِ يَعْرِفُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ ، قَالَ : وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ هُوَ بِمَنْزِلَةِ مِذْرَوَيْنَ حَيْثُ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَاحِدٌ يُفْرَدُ . قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ : وَأَخْبَرَنِي
أَبُو بَكْرٍ عَنْ
أَبِي الْعَبَّاسِ عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ لَمْ أَسْمَعْ مِثْلَ مَقَاتِوَةٍ إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا ، أَخْبَرَنِي
أَبُو عُبَيْدَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُمْ يَقُولُونَ : سَوَاسِوَةٌ فِي سَوَاسِيَةٍ وَمَعْنَاهُ سَوَاءٌ ، قَالَ : فَأَمَّا مَا أَنْشَدَهُ
أَبُو الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْوَلِ عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ :
تَبَدَّلْ خَلِيلًا بِي كَشَكْلِكَ شَكْلُهُ فَإِنِّي خَلِيلًا صَالِحًا بِكَ مُقْتَوِي
فَإِنَّ مُقْتَوٍ مُفْعَلِلٌ ، وَنَظِيرُهُ مُرْعَوٍ ، وَنَظِيرُهُ مِنَ الصَّحِيحِ الْمُدْغَمِ مُحْمَرٌّ وَمُخْضَرٌّ ، وَأَصْلُهُ مُقْتَوٌّ ، وَمِثْلُهُ رَجُلٌ مُغْزَوٍ وَمُغْزَاوٍ ، وَأَصْلُهُمَا مُغْزَوٌّ وَمُغْزَاوٌّ ، وَالْفِعْلُ اغْزَوَّ يَغْزَاوُّ كَاحْمَرَّ وَاحْمَارَّ ، وَالْكُوفِيُّونَ يُصَحِّحُونَ وَيُدْغِمُونَ وَلَا يُعِلُّونَ . وَالدَّلِيلُ عَلَى فَسَادِ مَذْهَبِهِمْ قَوْلُ الْعَرَبِ : ارْعَوَى ، وَلَمْ يَقُولُوا : ارَعَوَّ . فَإِنْ قُلْتَ : بِمَ انْتَصَبَ خَلِيلًا وَمُقْتَوٍ غَيْرُ مُتَعَدٍّ ؟ فَالْقَوْلُ فِيهِ أَنَّهُ انْتَصَبَ بِمُضْمَرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ الْمُظْهَرُ كَأَنَّهُ قَالَ : أَنَا مُتَّخِذٌ وَمُسْتَعِدٌّ أَلَا تَرَى أَنَّ مَنِ اتَّخَذَ خَلِيلًا فَقَدِ اتَّخَذَهُ وَاسْتَعَدَّهُ ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ :
اقْتَوَى مُتَعَدِّيًا وَلَا نَظِيرَ لَهُ . قَالَ : وَسُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16523عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ امْرَأَةٍ كَانَ زَوْجُهَا مَمْلُوكًا فَاشْتَرَتْهُ ، فَقَالَ : إِنِ اقْتَوَتْهُ فُرِّقَ بِينَهُمَا ، وَإِنْ أَعْتَقَتْهُ فَهُمَا عَلَى النِّكَاحِ . اقْتَوَتْهُ ، أَيِ : اسْتَخْدَمَتْهُ . وَالْقَتْوُ : الْخِدْمَةُ ، قَالَ
الْهَرَوِيُّ : أَيِ : اسْتَخْدَمَتْهُ ، وَهَذَا شَاذٌّ جِدًّا ; لِأَنَّ هَذَا غَيْرُ مُتَعَدٍّ أَلْبَتَّةَ مِنَ الْغَرِيبَيْنِ ، قَالَ
أَبُو الْهَيْثَمِ : يُقَالُ : قَتَوْتُ الرَّجُلَ قَتْوًا وَمَقْتًى ، أَيْ : خَدَمْتُهُ ثُمَّ نَسَبُوا إِلَى الْمَقْتَى فَقَالُوا : رَجُلٌ مَقْتَوِيٌّ ثُمَّ خَفَّفُوا يَاءَ النِّسْبَةِ ، فَقَالُوا : رَجُلٌ مَقْتَوٍ ، وَرِجَالٌ مَقْتَوُونَ ، وَالْأَصْلُ مَقْتَوِيُونَ .
nindex.php?page=showalam&ids=12585ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : الْقَتْوَةُ النَّمِيمَةُ