قنع : قنع بنفسه قنعا وقناعة : رضي ورجل قانع من قوم قنع ، وقنع من قوم قنعين ، وقنيع من قوم قنيعين وقنعاء . وامرأة قنيع وقنيعة من نسوة قنائع . والمقنع بفتح الميم : العدل من الشهود ، يقال : فلان شاهد مقنع ، أي : رضا يقنع به . ورجل قنعاني وقنعان ومقنع ، وكلاهما لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث . يقنع به ويرضى برأيه وقضائه ، وربما ثني وجمع ، قال البعيث :
وبايعت ليلى بالخلاء ولم يكن شهودي على ليلى عدول مقانع
ورجل قنعان ، بالضم ، وامرأة قنعان ، استوى فيه المذكر والمؤنث ، والتثنية والجمع ، أي : مقنع رضا ، قال الأزهري : رجال مقانع وقنعان ، إذا كانوا مرضيين . وفي الحديث : كان المقانع من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون كذا ، المقانع : جمع مقنع بوزن جعفر . يقال : فلان [ ص: 202 ] مقنع في العلم وغيره ، أي : رضا ، قال ابن الأثير : وبعضهم لا يثنيه ولا يجمعه لأنه مصدر ومن ثنى وجمع نظر إلى الاسمية . وحكى ثعلب : رجل قنعان منهاة يقنع برأيه وينتهى إلى أمره ، وفلان قنعان من فلان لنا ، أي : بدل منه يكون ذلك في الدم وغيره ، قال :فبؤ بامرئ ألفيت لست كمثله وإن كنت قنعانا لمن يطلب الدما
لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع
وما خنت ذا عهد وأبت بعهده ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا
أيذهب مال الله في غير حقه ونعطش في أطلالكم ونجوع ؟
أنرضى بهذا منكم ليس غيره ويقنعنا ما ليس فيه قنوع
وقالوا قد زهيت فقلت كلا ولكني أعزني القنوع
فمنهم سعيد آخذ بنصيبه ومنهم شقي بالمعيشة قانع
إذا القوم هشوا للفعال تقنعا
وقال بعض أهل العلم : إن القنوع يكون بمعنى الرضا والقانع بمعنى الراضي ، قال : وهو من الأضداد ، قال : بعض أهل العلم هنا هو أبو الفتح ابن بري . وفي الحديث : عثمان بن جني فأكل وأطعم القانع والمعتر ، هو من القنوع الرضا باليسير من العطاء . وقد قنع ، بالكسر ، يقنع قنوعا وقناعة إذا رضي وقنع ، بالفتح ، يقنع قنوعا إذا سأل . وفي الحديث : لأن الإنفاق منها لا ينقطع كلما تعذر عليه شيء من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضي . وفي الحديث : القناعة كنز لا ينفد عز من قنع وذل من طمع . لأن القانع لا يذله الطلب فلا يزال عزيزا . : قنعت بما رزقت ، مكسورة ، وقنعت إلى فلان يريد خضعت له والتزقت به وانقطعت إليه . وفي المثل : خير الغنى القنوع ، وشر الفقر الخضوع . ويجوز أن يكون السائل سمي قانعا لأنه يرضى بما يعطى قل أو كثر ويقبله فلا يرده فيكون معنى الكلمتين راجعا إلى الرضا . وأقنعني كذا ، أي : أرضاني . والقانع : خادم القوم وأجيرهم . وفي الحديث : ابن الأعرابي ، القانع : الخادم والتابع ، ترد شهادته للتهمة بجلب النفع إلى نفسه ، قال لا تجوز شهادة القانع من أهل البيت لهم ابن الأثير : والقانع في الأصل السائل ، وحكى الأزهري عن أبي عبيد : القانع الرجل يكون مع الرجل يطلب فضله ولا يسأله معروفه ، وقال : قاله في تفسير الحديث : لا تجوز شهادة كذا وكذا ولا شهادة القانع مع أهل البيت لهم ، ويقال : قنع يقنع قنوعا ، بفتح النون ، إذا سأل ، وقنع يقنع قناعة ، بكسر النون : رضي . وأقنع الرجل بيديه في القنوت : مدهما واسترحم ربه مستقبلا ببطونهما وجهه ليدعو . وفي الحديث : تقنع يديك في الدعاء ، أي : ترفعهما . وأقنع يديه في الصلاة إذا رفعهما في القنوت ، قالالأزهري في ترجمة ( عرف ) : وقال في قول الأصمعي الأسود بن يعفر يهجو عقال بن محمد بن سفين :فتدخل أيد في حناجر أقنعت لعادتها من الخزير المعرف
أشرف روقاه صليفا مقنعا
يعني عنق الثور ; لأن فيه كالانتصاب أمامه . والمقنع رأسه : الذي قد رفعه وأقبل بطرفه إلى ما بين يديه ، ويقال : أقنع فلان الصبي فقبله . وذلك إذا وضع إحدى يديه على فأس قفاه وجعل الأخرى تحت ذقنه وأماله إليه فقبله . وفي الحديث : ، أي : لا يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره ، وقد أقنعه يقنعه إقناعا ، قال : والإقناع في الصلاة من تمامها . وأقنع حلقه وفمه : رفعه لاستيفاء ما يشربه من ماء أو لبن أو غيرهما ، قال : كان إذا ركع لا يصوب رأسه ولا يقنعهيدافع حيزوميه سخن صريحها وحلقا تراه للثمالة مقنعا
لمقنع في رأسه جحاشر
والإقناع : أن تضع الناقة عثنونها في الماء وترفع من رأسها قليلا إلى الماء لتجتذبه اجتذابا . والمقنعة من الشاء : المرتفعة الضرع ليس فيه تصوب ، وقد قنعت بضرعها وأقنعت وهي مقنع . وفي الحديث : ناقة مقنعة الضرع ، التي أخلافها ترتفع إلى بطنها ، وأقنعت الإناء في النهر : [ ص: 203 ] استقبلت به جريته ليمتلئ ، أو أملته لتصب ما فيه ، قال يصف الناقة :تقنع للجدول منها جدولا
شبه حلقها وفاها بالجدول تستقبل به جدولا إذا شربت . والرجل يقنع الإناء للماء الذي يسيل من شعب ، ويقنع رأسه نحو الشيء إذا أقبل به إليه لا يصرفه عنه . وقنعة الجبل والسنام : أعلاهما ، وكذلك قمعتهما ، ويقال : قنعت رأس الجبل وقنعته إذا علوته . والقنعة : ما نتا من رأس الجبل والإنسان . وقنعه بالسيف والسوط والعصا : علاه به ، وهو منه . والقنوع : بمنزلة الحدور من سفح الجبل ، مؤنث . والقنع : ما بقي من الماء في قرب الجبل والكاف لغة . والقنع : مستدار الرمل ، وقيل : أسفله وأعلاه ، وقيل : القنع أرض سهلة بين رمال تنبت الشجر ، وقيل : هو خفض من الأرض له حواجب يحتقن فيه الماء ويعشب ، قال ووصف ظعنا : ذو الرمةفلما رأين القنع أسفى وأخلفت من العقربيات ، الهيوج الأواخر
وأبصرن أن القنع صارت نطافه فراشا وأن البقل ذاو ويابس
زجل الحداء كأن في حيزومه قصبا ومقنعة الحنين عجولا
إن تغدفي دوني القناع فإنني طب بأخذ الفارس المستلئم
وقنعه الشيب منه خمارا
وربما سموا الشيب قناعا لكونه موضع القناع من الرأس ، أنشد ثعلب :حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا أملح لا آذى ولا محببا
في كل يوم هامتي مقزعه قانعة ، ولم تكن مقنعه
ومن لا يزال الدمع فيه مقنعا فلا بد يوما أنه مهراق
يباكرن العضاه بمقنعات نواجذهن كالحدأ الوقيع
تباكر العضاه قبل الإشراق بمقنعات كقعاب الأوراق
ولا يزال خرب مقنع برائلاه والجناح يلمع