كدا : كدت الأرض تكدو كدوا وكدوا ، فهي كادية إذا أبطأ نباتها ; وأنشد أبو زيد :
عقر العقيلة من مالي ، إذا أمنت عقائل المال عقر المصرخ الكادي
الكادي : البطيء الخير من الماء . وكدا الزرع وغيره من النبات : ساءت نبتته . وكداه البرد : رده في الأرض . وكدوت وجه الرجل أكدوه كدوا إذا خدشته . والكدية والكادية : الشدة من الدهر . والكدية : الأرض المرتفعة ، وقيل : هو شيء صلب من الحجارة والطين . والكدية : الأرض الغليظة ، وقيل : الأرض الصلبة ، وقيل : هي الصفاة العظيمة الشديدة . والكدية : الارتفاع من الأرض . والكدية : صلابة تكون في الأرض . وأصاب الزرع برد فكداه أي رده في الأرض . ويقال أيضا : أصابتهم كدية وكادية من البرد ، والكدية كل ما جمع من طعام أو تراب أو نحوه فجعل كثبة ، وهي الكداية والكداة أيضا . وحفر فأكدى إذا بلغ الصلب وصادف كدية . وسأله فأكدى أي وجده كالكدية ; عن . قال ابن الأعرابي : وكان قياس هذا أن يقال فأكداه ، ولكن هكذا حكاه . ويقال : أكدى أي ألح في المسألة ; وأنشد : ابن سيده
تضن فنعفيها إن الدار ساعفت فلا نحن نكديها ولا هي تبذل
ويقال : لا يكديك سؤالي أي لا يلح عليك ، وقوله : فلا نحن نكديها أي فلا نحن نلح عليها . وتقول : لا يكديك سؤالي أي لا يلح عليك سؤالي ; وقالت خنساء :
فتى الفتيان ما بلغوا مداه ولا يكدي إذا بلغت كداها
أي لا يقطع عطاءه ولا يمسك عنه إذا قطع غيره وأمسك . وضباب الكدا : سميت بذلك ؛ لأن الضباب مولعة بحفر الكدا ، ويقال ضب كدية ، وجمعها كدا . وأكدى الرجل : قل خيره ، وقيل : المكدي من الرجال الذي لا يثوب له مال ولا ينمي ، وقد أكدى ; أنشد ثعلب :
وأصبحت الزوار بعدك أمحلوا وأكدي باغي الخير وانقطع السفر
وأكديت الرجل عن الشيء : رددته عنه . ويقال للرجل عند قهر صاحبه له : أكدت أظفارك . وأكدى المطر : قل ونكد . وكدى الرجل يكدي وأكدى : قلل عطاءه ، وقيل : بخل . وفي التنزيل العزيز : وأعطى قليلا وأكدى ; قيل أي وقطع القليل ; قال الفراء : أكدى أمسك من العطية وقطع ، وقال : معنى أكدى قطع ، وأصله من الحفر في البئر ، يقال للحافر إذا بلغ في حفر البئر إلى حجر لا يمكنه من الحفر : قد بلغ إلى الكدية ، وعند ذلك يقطع الحفر . التهذيب : ويقال الكدا ، بكسر الكاف ، القطع من قولك أعطى قليلا وأكدى أي قطع . والكدا : المنع ، قال الزجاج الطرماح :
بلى ثم لم نملك مقادير سديت لنا من كدا هند ، على قلة الثمد
أبو عمرو : أكدى منع ، وأكدى قطع ، وأكدى إذا انقطع ، وأكدى النبت إذا قصر من البرد ، وأكدى العام إذا أجدب ، وأكدى إذا بلغ الكدا ، وهي الصحراء ، وأكدى الحافر إذا حفر فبلغ الكدا وهي الصخور ولا يمكنه أن يحفر . وكديت أصابعه أي كلت من الحفر . وفي حديث الخندق : ; الكدية : قطعة غليظة صلبة لا يعمل فيها الفأس ، ومنه حديث فعرضت فيه كدية فأخذ المسحاة ثم سمى وضرب عائشة تصف أباها ، - رضي الله عنهما - : سبق إذ ونيتم ، ونجح إذ أكديتم أي ظفر إذا خبتم ولم تظفروا ، وأصله من حافر البئر ينتهي إلى كدية فلا يمكنه الحفر فيتركه ، ومنه : أن فاطمة ، - رضي الله عنها - ; خرجت في تعزية بعض جيرانها فلما انصرفت قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ، أراد المقابر ؛ وذلك لأنه كانت مقابرهم في مواضع صلبة ، وهي جمع كدية ، ويروى بالراء وسيجيء . لعلك بلغت معهم الكدى : أكدى افتقر بعد غنى ، وأكدى قمئ خلقه ، وأكدى المعدن لم يتكون فيه جوهر . وبلغ الناس كدية فلان إذا أعطى ثم منع وأمسك . وكدي الجرو ، بالكسر ، يكدى كدا : وهو داء يأخذ الجراء خاصة يصيبها منه قيء وسعال حتى يكوى ما بين عينيه فيذهب . ابن الأعرابي شمر : كدي الكلب كدا إذا نشب العظم في حلقه ، ويقال : كدي بالعظم إذا غص به ; حكاه عنه . وكدي الفصيل كدا إذا شرب اللبن ففسد جوفه . ومسك كدي : لا رائحة له . والمكدية من النساء : الرتقاء . وما كداك عني أي ما حبسك وشغلك . وكدي ابن شميل وكداء : موضعان ، وقيل : هما جبلان بمكة ، وقد قيل كدا ، بالقصر ; : ابن قيس الرقيات
أنت ابن معتلج الب طاح كديها وكدائها
: ابن الأنباري كداء ، ممدود ، جبل بمكة ، وقال غيره : كدا جبل آخر ; وقال : حسان بن ثابت
عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء
[ ص: 37 ] وقال بشير بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري :
فسل الناس ، لا أبا لك ! عنا يوم سالت بالمعلمين كداء
قال : وكذلك كدي ; قال : ابن قيس الرقيات
أقفرت بعد عبد شمس كداء فكدي فالركن فالبطحاء
وفي الحديث : مكة عام الفتح من كداء ودخل في العمرة من كدى ، وقد روي بالشك في الدخول والخروج على اختلاف الروايات وتكرارها . أنه دخل وكداء ، بالفتح والمد : الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر ، وهو المعلى . وكدا ، بالضم والقصر : الثنية السفلى مما يلي باب العمرة ، وأما كدي ، بالضم وتشديد الياء ، فهو موضع بأسفل مكة شرفها الله تعالى . ابن الأعرابي : دكا إذا سمن وكدا إذا قطع .