لبب : لب كل شيء ، ولبابه : خالصه وخياره ، وقد غلب اللب على ما يؤكل داخله ، ويرمى خارجه من الثمر . ولب الجوز واللوز ، ونحوهما : ما في جوفه ، والجمع اللبوب ; تقول منه : ألب الزرع ، مثل أحب ، إذا دخل فيه الأكل . ولبب الحب تلبيبا : صار له لب . ولب النخلة : قلبها . وخالص كل شيء : لبه . الليث : لب كل شيء من الثمار داخله الذي يطرح خارجه ، نحو لب الجوز واللوز . قال : ولب الرجل : ما جعل في قلبه من العقل . وشيء لباب : خالص . : هو لباب قومه ، وهم لباب قومهم ، وهي لباب قومها ; قال ابن جني جرير :
تدري فوق متنيها قرونا على بشر ، وآنسة لباب
والحسب : اللباب الخالص ، ومنه سميت المرأة لبابة . وفي الحديث : إنا حي من مذحج ، عباب سلفها ولباب شرفها . اللباب : الخالص [ ص: 156 ] من كل شيء كاللب . واللباب : طحين مرقق . ولبب الحب : جرى فيه الدقيق . ولباب القمح ولباب الفستق ، ولباب الإبل : خيارها . ولباب الحسب : محضه . واللباب : الخالص من كل شيء ; قال يصف فحلا مئناثا : ذو الرمةسبحلا أبا شرخين أحيا بناته مقاليتها فهي اللباب الحبائس
إليكم ، بني آل النبي تطلعت نوازع من قلبي ظماء وألبب
قلبي إليه مشرف الألب
واللبابة : مصدر اللبيب . وقد لببت ألب ، ولببت تلب ، بالكسر ، لبا ولبا ولبابة : صرت ذا لب . وفي التهذيب : حكى لببت ، بالضم ، وهو نادر لا نظير له في المضاعف ، وقيل ، وضربت لصفية بنت عبد المطلب الزبير : لم تضربينه ؟ فقالت : ليلب ، ويقود الجيش ذا الجلب أي يصير ذا لب . ورواه بعضهم : أضربه لكي يلب ، ويقود الجيش ذا اللجب . قال ابن الأثير : هذه لغة أهل الحجاز ; وأهل نجد يقولون : لب يلب بوزن فر يفر . ورجل ملبوب : موصوف باللبابة . ولبيب : عاقل ذو لب ، من قوم ألباء ; قال : لا يكسر على غير ذلك ، والأنثى لبيبة . سيبويه الجوهري : رجل لبيب ، مثل لب ; قال المضرب بن كعب :فقلت لها : فيئي إليك ، فإنني حرام ، وإني بعد ذاك لبيب
وجارية ملبوبة ومنجس وطارقة ، في طرقها ، لم تشدد
قد علمت ذاك بنات ألببه
يريد بنات أعقل هذا الحي ، فإن جمعت ألببا ، قل ألابب ، والتصغير أليبيب ، وهو أولى من قول من أعلها . واللب : اللطيف القريب من الناس ، والأنثى : لبة وجمعها لباب . واللب : الحادي اللازم لسوق الإبل ، لا يفتر عنها ولا يفارقها . ورجل لب : لازم لصنعته لا يفارقها . ويقال : رجل لب طب أي لازم للأمر ; وأنشد أبو عمرو :لبا ، بأعجاز المطي ، لاحقا
ولب بالمكان لبا ، وألب : أقام به ولزمه . وألب على الأمر : لزمه فلم يفارقه . وقولهم : لبيك ولبيه ، منه ، أي لزوما لطاعتك ; وفي الصحاح : أي أنا مقيم على طاعتك ; قال :إنك لو دعوتني ، ودوني زوراء ذات منزع بيون
لقلت : لبيه ، لمن يدعوني
لب بأرض ما تخطاها الغنم
قال ومنه قول طفيل :رددن حصينا من عدي ورهطه وتيم تلبي في العروج وتحلب
وتيم تلبي في العروج ، وتحلب
أي تحلب اللبأ وتشربه ; جعله من اللبأ ، فترك همزه ، ولم يجعله من لب بالمكان وألب . قال أبو منصور : والذي قاله أبو الهيثم أصوب ، لقوله بعده وتحلب . قال وقال الأحمر : كأن أصل لب بك ، لبب بك ، فاستثقلوا ثلاث باءات ، فقلبوا إحداهن ياء ، كما قالوا : تظنيت ، من الظن . وحكىأبو عبيد عن الخليل أنه قال : أصله من ألببت بالمكان ، فإذا دعا الرجل صاحبه ، أجابه : لبيك أي أنا مقيم عندك ، ثم وكد ذلك بلبيك أي إقامة بعد إقامة . وحكي عن الخليل أنه قال : هو مأخوذ من قولهم : أم لبة أي محبة عاطفة ; قال : فإن كان كذلك ، فمعناه إقبالا إليك ومحبة لك ; وأنشد :وكنتم كأم لبة ، طعن ابنها إليها ، فما درت عليه بساعد
دعوت لمانا بني مسورا
فلبى ، فلبي يدي مسور فلو كان بمنزلة على لقلت : فلبى يدي ، لأنك لا تقول : علي زيد إذا أظهرت الاسم . قال : الألف في لبى عند بعضهم هي ياء التثنية في لبيك ، لأنهم اشتقوا من الاسم المبني الذي هو الصوت مع حرف التثنية فعلا ، فجمعوه من حروفه ، كما قالوا من لا إله إلا الله : هللت ، ونحو ذلك فاشتقوا لبيت من لفظ لبيك ، فجاؤوا في لفظ لبيت بالياء التي للتثنية في لبيك ، وهذا قول ابن جني . قال : وأما سيبويه يونس فزعم أن لبيك اسم مفرد ، وأصله عنده لبب ، وزنه فعلل ، قال : ولا يجوز أن تحمله على فعل ، لقلة فعل في الكلام ، وكثرة فعلل ، فقلبت الباء التي هي اللام الثانية من لبب ، ياء ، هربا من التضعيف ، فصار لبي ، ثم أبدل الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصار لبى ، ثم إنه لما وصلت بالكاف في لبيك ، وبالهاء في لبيه ، قلبت الألف ياء كما قلبت في إلى وعلى ولدى إذا وصلتها بالضمير ، فقلت إليك وعليك ولديك ; واحتج على سيبويه يونس فقال : لو كانت ياء لبيك ، بمنزلة ياء عليك ولديك ، لوجب متى أضفتها إلى المظهر ، أن تقرها ألفا ، كما أنك إذا أضفت عليك وأختيها إلى المظهر ، أقررت ألفها بحالها ، ولكنت تقول على هذا : لبى زيد ، ولبى جعفر ، كما تقول : إلى زيد ، وعلى عمرو ، ولدى خالد ; وأنشد قوله :فلبي يدي مسور
قال : فقوله لبي بالياء مع إضافته إلى المظهر ، يدل على أنه اسم مثنى ، بمنزلة غلامي زيد ، ولباه قال : لبيك ، ولبى بالحج كذلك ; وقول المضرب بن كعب :وإني بعد ذاك لبيب
إنما أراد ملب بالحج . وقوله بعد ذاك أي مع ذاك . وحكى ثعلب : لبأت بالحج . قال : وكان ينبغي أن يقول : لبيت بالحج . ولكن العرب قد قالته بالهمز ، وهو على غير القياس . وفي حديث الإهلال بالحج : ، هو من التلبية ، وهي إجابة المنادي أي إجابتي لك يا رب ، وهو مأخوذ مما تقدم . وقيل : معناه إخلاصي لك ، من قولهم : حسب لباب إذا كان خالصا محضا ، ومنه لب الطعام ولبابه . وفي حديث لبيك اللهم لبيك علقمة أنه قال للأسود : يا أبا عمرو . قال : لبيك ! قال : لبى يديك . قال الخطابي : معناه سلمت يداك وصحتا ، وإنما ترك الإعراب في قوله يديك ، وكان حقه أن يقول : يداك ، ليزدوج يديك بلبيك . وقال : معنى لبى يديك أي أطيعك ، وأتصرف بإرادتك ، وأكون كالشيء الذي تصرفه بيديك كيف شئت . ولباب لباب يريد به : لا بأس ، بلغة الزمخشري حمير . . واللبب : البال ، يقال : إنه لرخي اللبب . التهذيب ، يقال : فلان في بال رخي ولبب رخي أي في سعة وخصب وأمن . واللبب من الرمل : ما استرق وانحدر من معظمه ، فصار بين الجلد وغلظ الأرض ; وقيل : لبب الكثيب : مقدمه قال ابن الأعرابي : ذو الرمةبراقة الجيد واللبات واضحة كأنها ظبية أفضى بها لبب
إني أحاذر أن تقول حليلتي : هذا غبار ساطع ، فتلبب
ولقد شهدت الخيل يوم طرادها فطعنت تحت لبابة المتمطر
وتميمة من قانص متلبب في كفه جشء أجش وأقطع
واستلأموا وتلببوا ، إن التلبب للمغير وفي الحديث : . يقال : لببت الرجل ولببته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره ، وجررته به . والتلبيب : مجمع ما في موضع اللبب من ثياب الرجل . وفي الحديث : أن رجلا خاصم أباه عنده ، فأمر به فلب له أبو أيوب إلى رافع بن وديعة ، فلببه بردائه ، ثم نتره نترا شديدا . واللبيبة : ثوب كالبقيرة . والتلبيب : التردد . قال أنه أمر بإخراج المنافقين من المسجد ، فقام : هكذا حكي ، ولا أدري ما هو . ابن سيده الليث : والصريخ إذا أنذر القوم واستصرخ : لبب ، وذلك أن يجعل كنانته وقوسه في عنقه ، ثم يقبض على تلبيب نفسه ; وأنشد :
إنا إذا الداعي اعتزى ولببا
ويقال : تلبيبه تردده . وداره تلب داري أي تمتد معها . وألب لك الشيء : عرض ; قال رؤبة :وإن قرا أو منكب ألبا
واللبلبة : لحس الشاة ولدها ، وقيل : هو أن تخرج الشاة لسانها كأنها تلحس ولدها ، ويكون منها صوت ، كأنها تقول : لب لب . واللبلبة : الرقة على الولد ومنه : لبلبت الشاة على ولدها إذا لحسته ، وأشبلت عليه حين تضعه . واللبلبة : فعل الشاة بولدها إذا لحسته بشفتها . التهذيب ، أبو عمرو : اللبلبة التفرق ; وقال مخارق بن شهاب في صفة تيس غنمه :وراحت أصيلانا ، كأن ضروعها دلاء وفيها واتد القرن لبلب
ومنا إذا حزبتك الأمور عليك الملبلب والمشبل
أسير وما أدري ، لعل منيتي بلبى إلى أعراقها قد تدلت