أدم : الأدمة : القرابة والوسيلة إلى الشيء . يقال : فلان أدمتي إليك أي وسيلتي . ويقال : بينهما أدمة وملحة أي خلطة ، وقيل : الأدمة الخلطة ، وقيل : الموافقة . والأدم : الألفة والاتفاق ; وأدم الله بينهم يأدم أدما . ويقال : آدم بينهما يؤدم إيداما أيضا ، فعل وأفعل بمعنى ; وأنشد :
والبيض لا يؤدمن إلا مؤدما
أي لا يحببن إلا محببا موضعا . وأدم : لأم وأصلح وألف ووفق ، وكذلك آدم يؤدم ، بالمد ، وكل موافق إدام ، قالت غادية الدبيرية :كانوا لمن خالطهم إداما
وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : أنه قال وخطب امرأة : للمغيرة بن شعبة ; قال لو نظرت إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما : يؤدم بينكما يعني أن تكون بينهما المحبة والاتفاق ; قال الكسائي أبو عبيد : لا أرى الأصل فيه إلا من أدم الطعام لأن صلاحه وطيبه إنما يكون بالإدام ، ولذلك يقال طعام مأدوم . قال : وإدام اسم امرأة من ذلك ; وأنشد : ابن الأعرابيألا ظعنت لطيتها إدام وكل وصال غانية زمام
إذا ما الخبز تأدمه بلحم فذاك أمانة الله الثريد
تطبخه ضروعها وتأدمه
قال : وشاهد الإدام قول الشاعر :الأبيضان أبردا عظامي الماء والفث بلا إدام
فهي تباري كل سار سوهق وتؤدم القوم إذا لم تغبق
وإياك والحرب التي لا أديمها صحيح ، وقد تعدى الصحاح على السقم
إذا جعلت الدلو في خطامها
حمراء من مكة أو حرامها أو بعض ما يبتاع من آدامها
في صلب مثل العنان المؤدم
وأديم كل شيء : ظاهر جلده . وأدمة الأرض : وجهها ; قال الجوهري : وربما سمي وجه الأرض أديما ; قال الأعشى :يوما تراها كشبه أردية ال عصب ، ويوما أديمها نغلا
قد أغتدي والليل في جريمه والصبح قد نشم في أديمه
والجيد من أدمانة عتود
عيب عليه فقيل : إنما يقال هي أدماء ، والأدمان جمع كأحمر وحمران ، وأنت لا تقول حمرانة ولا صفرانة ، وكان أبو علي يقول : بني من هذا الأصل فعلانة كخصمانة . والعرب تقول : قريش الإبل أدمها وصهبتها ، يذهبون في ذلك إلى تفضيلها على سائر الإبل ، وقد أوضحوا ذلك بقولهم : خير الإبل صهبها وحمرها ، فجعلوهما خير أنواع الإبل ، كما أن قريشا خير الناس . وفي الحديث : أنه لما خرج من مكة ، قال له رجل : إن كنت تريد النساء البيض والنوق الأدم فعليك ببني مدلج ; قال ابن الأثير : الأدم جمع آدم كأحمر وحمر . والأدمة في الإبل : البياض مع سواد المقلتين ، قال : وهي في الناس السمرة الشديدة ، وقيل : هو من أدمة الأرض ، وهو لونها ، قال : وبه سمي آدم أبو البشر - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - الليث : والأدمة في الناس شربة من سواد ، وفي الإبل والظباء بياض . يقال : ظبية أدماء ، قال : ولم أسمع أحدا يقول للذكور من الظباء أدم ، قال : وإن قيل كان قياسا . وقال : الآدم من الإبل الأبيض ، فإن خالطته حمرة فهو أصهب ، فإن خالطت الحمرة صفاء فهو مدمى . قال والأدم من الظباء بيض تعلوهن جدد فيهن غبرة ، فإن كانت خالصة البياض فهي الآرام ، وروى الأصمعي الأزهري بسنده عن أحمد بن عبيد بن ناصح قال : كنا نألف مجلس أبي أيوب بن أخت الوزير فقال لنا يوما ، وكان حاضرا : ما تقول في الأدم من الظباء ؟ فقال : هي البيض البطون السمر الظهور يفصل بين لون ظهورها وبطونها جدتان مسكيتان ، قال : فالتفت إلي ، وقال : ما تقول يا ابن السكيت أبا جعفر ؟ فقلت : الأدم على ضربين : أما التي مساكنها الجبال في بلاد قيس فهي على ما وصف ، وأما التي مساكنها الرمل في بلاد تميم فهي الخوالص البياض ، فأنكر يعقوب واستأذن على تفيئة ذلك فقال ابن الأعرابي أبو أيوب : قد جاءكم من يفصل بينكم ، فدخل ، فقال له أبو أيوب : يا أبا عبد الله ، ما تقول في الأدم من الظباء ؟ فتكلم كأنما ينطق عن لسان ، فقلت : يا ابن السكيت أبا عبد الله ، ما تقول في ؟ قال : شاعر ، قلت : ما تقول في قصيدته ( صيدح ) ؟ قال : هو بها أعرف منها به فأنشدته : ذي الرمةمن المؤلفات الرمل أدماء حرة شعاع الضحى في متنها يتوضح
أقول للركب لما أعرضت أصلا أدمانة لم تربيها الأجاليد
فإن أهجه يضجر كما ضجر بازل من الأدم ، دبرت صفحتاه وغاربه
سادوا الملوك فأصبحوا في آدم بلغوا بها غر الوجوه فحولا
الناس أخياف وشتى في الشيم وكلهم يجمعهم بيت الأدم
كما رجا من لعاب الشمس ، إذ وقدت عطشان ربع سراب بالأياديم
: الإيدامة أرض مستوية صلبة ليست بالغليظة ، وجمعها الأياديم ، قال : أخذت الإيدامة من الأديم ; قال الأصمعي : ذو الرمة
كأنهن ذرى هدي محوبة عنها الجلال إذا ابيض الأياديم
لقد أجرى لمصرعه تليد وساقته المنية من أداما
كأن بني عمرو يراد ، بدارهم بنعمان ، راع في أديمة معزب