أدا : أدا اللبن أدوا وأدى أديا : خثر ليروب ; عن كراع ، يائية وواوية . ابن بزرج : أدا اللبن أدوا ، مثقل ، يأدو ، وهو اللبن بين اللبنين ليس بالحامض ولا بالحلو . وقد أدت الثمرة تأدو أدوا ، وهو الينبوع والنضج . وأدوت اللبن أدوا : مخضته . وأدى السقاء يأدي أديا : أمكن ليمخض . وأدوت في مشيي آدو أدوا ، وهو مشي بين المشيين ليس بالسريع ولا البطيء . وأدوت أدوا إذا ختلت . وأدا السبع للغزال يأدو أدوا : ختله ليأكله ، وأدوت له وأدوته كذلك ; قال :
حنتني حانيات الدهر ، حتى كأني خاتل يأدو لصيد
أبو زيد وغيره : أدوت له آدو له أدوا إذا ختلته ; وأنشد :أدوت له لآخذه فهيهات الفتى حذرا
والذئب يأدو للغزال يأكله
الجوهري : أدوت له وأديت أي ختلته ; وأنشد : ابن الأعرابيتئط ويأدوها الإفال ، مربة بأوطانها من مطرفات الحمائل
يحملن قدام الجآ جيء في أداوى كالمطاهر
إذا الأداوى ماؤها تصبصبا
وكان قياسه أدائي مثل رسالة ورسائل ، فتجنبوه وفعلوا به ما فعلوا بالمطايا والخطايا فجعلوا فعائل فعالى ، وأبدلوا هنا الواو ليدل على أنه قد كانت في الواحدة واو ظاهرة فقالوا أداوي ، فهذه الواو بدل من الألف الزائدة في إداوة ، والألف التي في آخر الأداوي بدل من الواو التي في إداوة ، وألزموا الواو ههنا كما ألزموا الياء في مطايا ، وقيل : إنما تكون إداوة إذا كانت من جلدين قوبل أحدهما بالآخر . وفي حديث المغيرة : فأخذت الإداوة وخرجت معه ; الإداوة ، بالكسر : إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها . وإداوة الشيء وأدواته : آلته . وحكى اللحياني عن أن العرب تقول : أخذ هداته أي أداته ، على البدل . وأخذ للدهر أداته : من العدة . وقد تآدى القوم تآديا إذا أخذوا العدة التي تقويهم على الدهر وغيره . الكسائي الليث : ألف الأداة واو لأن جمعها أدوات . ولكل ذي حرفة أداة : وهي آلته التي تقيم حرفته . وفي الحديث : لا تشربوا إلا من ذي إداء ; الإداء بالكسر والمد : الوكاء ، وهو شداد السقاء . وأداة الحرب : سلاحها . : آديت للسفر فأنا مؤد له إذا كنت متهيئا له . ونحن على أدي للصلاة أي تهيؤ . وآدى الرجل أيضا أي قوي فهو مؤد ، بالهمز ، أي شاك السلاح ; قال ابن السكيت رؤبة :مؤدين يحمين السبيل السابلا
ورجل مؤد : ذو أداة ، ومؤد : شاك في السلاح ، وقيل : كامل أداة [ ص: 75 ] السلاح : وآدى الرجل ، فهو مؤد إذا كان شاك السلاح ، وهو من الأداة . وتآدى أي أخذ للدهر أداة ; قال الأسود بن يعفر :ما بعد زيد في فتاة فرقوا قتلا وسبيا بعد حسن تآدي
وتخيروا الأرض الفضاء لعزهم ويزيد رافدهم على الرفاد
إني سأوديك بسير وكن
قال : وقيل تآدى تفاعل عن الآد ، وهي القوة ، وأراد ابن بري الأسود بن يعفر بزيد زيد بن مالك بن حنظلة ، وكان المنذر خطب إليهم امرأة فأبوا أن يزوجوه إياها فغزاهم وقتل منهم . ويقال : أخذت لذلك الأمر أديه أي أهبته . الجوهري : الأداة الآلة ، والجمع الأدوات . وآداه على كذا يؤديه وإيداء : قواه عليه وأعانه . ومن يؤديني على فلان أي من يعينني عليه ; شاهده قول الطرماح بن حكيم :فيؤديهم علي فتاء سني حنانك ربنا ، يا ذا الحنان
وحرف لا تزال على أدي مسلمة العروق من الخمال وأدية أبو مرداس الحروري : إما أن يكون تصغير أدوة وهي الخدعة ، هذا قول وإما أن يكون تصغير أداة . ويقال : تآدى القوم تآديا وتعادوا تعاديا أي تتابعوا موتا . وغنم أدية على فعيلة أي قليلة . ابن الأعرابي : الأدية تقدير عدية من الإبل القليلة العدد . الأصمعي أبو عمرو : الأداء الخو من الرمل ، وهو الواسع من الرمل ، وجمعه أيدية . والإدة : زماع الأمر واجتماعه ; قال الشاعر :
وباتوا جميعا سالمين ، وأمرهم على إدة ، حتى إذا الناس أصبحوا وأدى الشيء : أوصله ، والاسم الأداء . وهو آدى للأمانة منه بمد الألف ، والعامة قد لهجوا بالخطأ فقالوا فلان أدى للأمانة ، وهو لحن غير جائز . قالأبو منصور : ما علمت أحدا من النحويين أجاز آدى لأن أفعل في باب التعجب لا يكون إلا في الثلاثي ، ولا يقال أدى بالتخفيف بمعنى أدى بالتشديد ، ووجه الكلام أن يقال : فلان أحسن أداء . وأدى دينه تأدية أي قضاه والاسم الأداء . ويقال : تأديت إلى فلان من حقه إذا أديته وقضيته . ويقال : لا يتأدى عبد إلى الله من حقوقه كما يجب . ويقول للرجل : ما أدري كيف أتأدى إليك من حق ما أوليتني . ويقال : أدى فلان ما عليه أداء وتأدية . وتأدى إليه الخبر أي انتهى . ويقال : استأداه مالا إذا صادره واستخرج منه . وأما قوله عز وجل : أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين ; فهو من قول موسى لذوي فرعون ، معناه سلموا إلي بني إسرائيل ، كما قال : فأرسل معي بني إسرائيل أي أطلقهم من عذابك ، وقيل : نصب عباد الله لأنه منادى مضاف ، ومعناه أدوا إلي ما أمركم الله به يا عباد الله فإني نذير لكم ; قال أبو منصور : فيه وجه آخر ، وهو أن يكون أدوا إلي بمعنى استمعوا إلي ، كأنه يقول أدوا إلي سمعكم أبلغكم رسالة ربكم ، قال : ويدل على هذا المعنى من كلام العرب قول أبي المثلم الهذلي :
سبعت رجالا فأهلكتهم فأد إلى بعضهم واقرض أراد بقوله أد إلى بعضهم أي استمع إلى بعض من سبعت لتسمع منه كأنه قال أد سمعك إليه . وهو بإدائه أي بإزائه ، طائية . وإناء أدي : صغير ، وسقاء أدي : بين الصغير والكبير ومال أدي ومتاع أدي ، كلاهما : قليل . ورجل أدي : خفيف مشمر . وقطع الله أديه أي يديه . وثوب أدي ويدي إذا كان واسعا . وأدى الشيء : كثر . وآداه ماله : كثر عليه فغلبه ; قال :
إذا آداك مالك فامتهنه لجاديه ، وإن قرع المراح وآدى القوم وتآدوا : كثروا بالموضع وأخصبوا .
تفسير إذ وإذا وإذن منونة : قال الليث : تقول العرب : إذ لما مضى وإذا لما يستقبل الوقتين من الزمان ، قال : وإذا جواب تأكيد للشرط ينون في الاتصال ويسكن في الوقف ، وقال غيره : العرب تضع إذ للمستقبل وإذا للماضي ، قال الله عز وجل : ولو ترى إذ فزعوا ; معناه : ولو ترى إذ يفزعون يوم القيامة ، وقال الفراء : إنما جاز ذلك لأنه كالواجب إذ كان لا يشك في مجيئه ، والوجه فيه إذا كما قال الله عز وجل : إذا السماء انشقت و إذا الشمس كورت ويأتي إذا بمعنى إن الشرط كقولك : أكرمك إذا أكرمتني ، معناه : إن أكرمتني ، وأما إذ الموصولة بالأوقات فإن العرب تصلها في الكتابة بها في أوقات معدودة [ ص: 76 ] في حينئذ ويومئذ وليلتئذ وغداتئذ وعشيتئذ وساعتئذ وعامئذ ، ولم يقولوا : الآنئذ لأن الآن أقرب ما يكون في الحال ، فلما لم يتحول هذا الاسم عن وقت الحال ولم يتباعد عن ساعتك التي أنت فيها لم يتمكن ولذلك نصبت في كل وجه ، ولما أرادوا أن يباعدوها ويحولوها من حال إلى حال ولم تنقد كقولك : أن تقولوا : الآنئذ ، عكسوا ليعرف بها وقت ما تباعد من الحال فقالوا : حينئذ ، وقالوا : الآن لساعتك في التقريب ، وفي البعد : حينئذ ، ونزل بمنزلتها الساعة وساعتئذ وصار في حدهما اليوم ويومئذ ، والحروف التي وصفنا على ميزان ذلك مخصوصة بتوقيت لم يخص به سائر أزمان الأزمنة نحو : لقيته سنة خرج زيد ، ورأيته شهر تقدم الحجاج ; وكقوله :
في شهر يصطاد الغلام الدخلا
فمن نصب شهرا فإنه يجعل الإضافة إلى هذا الكلام أجمع كما قالوا : زمن الحجاج أمير . قال الليث : فإن [ وصلت ] إذ بكلام يكون صلة أخرجتها من حد الإضافة وصارت الإضافة إلى قولك : إذ تقول ، ولا تكون خبرا كقوله :عشية إذ تقول ينولوني
كما كانت في الأصل حيث جعلت تقول صلة أخرجتها من حد الإضافة وصارت الإضافة إذ تقول جملة . قال الفراء : ومن العرب من يقول : كان كذا وكذا وهو إذ صبي أي : هو إذ ذاك صبي ; وقال أبو ذؤيب :نهيتك عن طلابك أم عمرو بعافية ، وأنت إذ صحيح قال : وقد جاء أوانئذ في كلام هذيل ; وأنشد :
دلفت لها أوانئذ بسهم نحيض لم تخونه الشروج
الحافظو الناس في تحوط إذا لم يرسلوا ، تحت عائذ ربعا
وهبت الشامل البليل وإذ بات كميع الفتاة ملتفعا
ثم جزاه الله عنا ، إذ جزى جنات عدن والعلالي العلا
إذا : الجوهري : إذا اسم يدل على زمان مستقبل ولم تستعمل إلا مضافة إلى جملة ، تقول : أجيئك إذا احمر البسر وإذا قدم فلان ، والذي يدل على أنها اسم وقوعها موقع قولك آتيك يوم يقدم فلان ، [ ص: 77 ] وهي ظرف ، وفيها مجازاة لأن جزاء الشرط ثلاثة أشياء : أحدها : الفعل كقولك إن تأتني آتك ، والثاني : الفاء كقولك إن تأتني فأنا محسن إليك ، والثالث : إذا كقوله تعالى : وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون ; وتكون للشيء توافقه في حال أنت فيها وذلك نحو قولك خرجت فإذا زيد قائم ; المعنى خرجت ففاجأني زيد في الوقت بقيام . قال : ذكر ابن بري في إعراب أبيات الحماسة في باب الأدب في قوله : ابن جني
بينا نسوس الناس ، والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف
بينما الناس على عليائها إذ هووا في هوة فيها فغاروا
حتى إذا أسلكوهم في قتائدة شلا كما تطرد الجمالة الشردا