تخم : التخوم : الفصل بين الأرضين من الحدود والمعالم ، مؤنثة ، قال أحيحة بن الجلاح ، ويقال : هو لأبي قيس بن الأسلت :
يا بني التخوم لا تظلموها إن ظلم التخوم ذو عقال .
والتخم : منتهى كل قرية أو أرض ، يقال : فلان على تخم من الأرض ، والجمع تخوم مثل فلس وفلوس . وقال الفراء : تخومها حدودها ، ألا ترى أنه قال : لا تظلموها ولم يقل : لا تظلموه ؟ قال : سمعت ابن السكيت أبا عمرو يقول : هو تخوم الأرض ، والجمع تخم ، وهي التخوم أيضا على لفظ الجمع ولا يفرد لها واحد ، وقد قيل : واحدها تخم وتخم ، شامية . . وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " ملعون من غير تخوم الأرض " أبو عبيد : التخوم ههنا الحدود والمعالم ، والمعنى من ذلك يقع في موضعين : أحدهما أن يكون ذلك في تغيير حدود الحرم التي حدها إبراهيم خليل الرحمن - على نبينا وعليه الصلاة والسلام - ، والمعنى الآخر أن يدخل الرجل في ملك غيره من الأرض فيقتطعه ظلما ، فقيل : أراد حدود الحرم خاصة ، وقيل : هو عام في جميع الأرض ، وأراد المعالم التي يهتدى بها في الطريق ، ويروى تخوم ، بفتح التاء على الإفراد ، وجمعه تخم ، بضم التاء والخاء . وقال أبو حنيفة : قال السلمي : التخومة ، بالفتح ، قال :
وإن أفخر بمجد بني سليم أكن منها التخومة والسرارا .
وإنه لطيب التخوم والتخوم أي : السعوف ، يعني : الضرائب ، الليث : التخوم مفصل ما بين الكورتين والقريتين ، قال : ومنتهى أرض كل كورة وقرية تخومها . وقال أبو الهيثم : يقال : هذه الأرض تتاخم أرض كذا أي : تحادها ، وبلاد عمان تتاخم بلاد الشحر . وقال غيره : وتطاخم ، بالطاء ، بهذا المعنى لغة قلبت التاء طاء لقرب مخرجهما ، والأصل التخوم وهي الحدود ، وقال الفراء : هي التخوم مضمومة ، وقال : هي التخوم العلامة ، وأنشد : الكسائي
يا بني التخوم لا تظلموها .
ومن روى هذا البيت التخوم فهو جمع تخم ، قال أبو عبيد : أصحاب العربية يقولون : هي التخوم ، بفتح التاء ، ويجعلونها واحدة ، وأما أهل الشام فيقولون : التخوم ، ويجعلونها جمعا ، والواحد تخم . قال : يقال : تخوم وتخوم وزبور وزبور وعذوب وعذوب في هذه الأحرف الثلاثة ، قال : ولم يعلم لها رابع ، ابن بري والبصريون يقولون : تخوم ، بالضم ، والكوفيون يقولون : تخوم ، بالفتح ، وقال كثير في التخوم ، بالضم :
وعل ثرى تلك الحفيرة بالندى وبورك من فيها وطابت تخومها .
قال : ويروى وطاب تخومها ، وقال في التخوم أيضا : ابن هرمة
[ ص: 217 ]
إذا نزلوا أرض الحرام تباشرت برؤيتهم ، بطحاؤها وتخومها .
ويروى : وتخومها ، بالفتح أيضا ، وأنشد ابن دريد لمنذر بن وبرة الثعلبي :
ولهم دان كل من قلت العي ر بنجد إلى تخوم العراق .
قال : العير هنا البصر ، ويقال : اجعل همك تخوما أي : حدا تنتهي إليه ولا تجاوزه ، وقال أبو دواد :
جاعلا قبره تخوما وقد جر ر العذارى عليه وافي الشكير .
قال شمر : أقرأني ابن الأعرابي : لعدي بن زيد
جاعلا سرك التخوم ، فما أح فل قول الوشاة والأنذال .
قال : التخوم الحال الذي تريده . وأما التخمة من الطعام فأصلها وخمة ، وسيأتي ذكرها إن شاء الله - تعالى - .