[ ص: 102 ] كتاب آداب النكاح
( الترغيب فيه )
قال الله تعالى : ( وأنكحوا الأيامى منكم ) [ النور : 32 ] وهذا أمر ، وقال تعالى : ( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن ) [ البقرة : 232 ] وهذا منع من العضل ونهي عنه ، وقال تعالى في وصف الرسل ومدحهم : ( ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ) [ الرعد : 38 ] فذكر ذلك في معرض الامتنان وإظهار الفضل ، ومدح أولياءه بسؤال ذلك في الدعاء فقال : ( والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ) [ الفرقان : 74 ] الآية .
وأما الأخبار : فقوله صلى الله عليه وسلم : ، وقال : النكاح سنتي فمن رغب عن سنتي فقد رغب عني فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء من استطاع منكم الباءة فليتزوج . هذا يدل على أن سبب الترغيب فيه خوف الفساد في العين والفرج .
والوجاء هو عبارة عن رض الخصيتين للفحل حتى تزول فحولته فهو مستعار للضعف عن الوقاع بالصوم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ، وهذا أيضا تعليل الترغيب لخوف الفساد . إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير
وقال صلى الله عليه وسلم : آدم ينقطع إلا ثلاثا ولدا صالحا يدعو له . الحديث ولا يوصل إلى هذا إلا بالنكاح . كل عمل ابن
وأما الآثار : فقال : " " رضي الله عنه : " لا يتم نسك الناسك حتى يتزوج " يحتمل أنه جعله من النسك أو تتمة له أو أراد أنه لا يسلم قلبه لغلبة الشهوة إلا بالتزوج ولا يتم النسك إلا بفراغ القلب ، وكان يجمع غلمانه لما أدركوا ويقول : " إن أردتم النكاح أنكحتكم فإن العبد إذا زنى نزع الإيمان من قلبه " . ابن عباس
وأما : فوائد النكاح
فخمسة : الولد ، وكسر الشهوة ، وتدبير المنزل ، وكثرة العشيرة ، ومجاهدة النفس بالقيام بهن .