آداب القائم بالأمر والنهي
جملتها ثلاث صفات : العلم والورع وحسن الخلق .
وأما العلم : فليعلم مواقع الأمر والنهي ليقتصر على حد الشرع فيه .
وأما الورع : فليردعه عن مخالفة معلومة ، ولا يحمله على مجاوزة الحد المأذون شرعا غرض من الأغراض ، وليكون كلامه مقبولا فإن الفاسق يهزأ به إذا أمر أو نهى ويورث ذلك جراءة عليه .
وأما حسن الخلق : فليتمكن به من اللطف والرفق وهو أصل الباب وأساسه ، والعلم [ ص: 162 ] والورع لا يكفيان فيه ، فإن الغضب إذا هاج لم يكف مجرد العلم والورع في قمعه ما لم يكن في الطبع قبول له بحسن الخلق . وبوجود هذه الصفات الثلاث يصير الإرشاد من القربات وبه تندفع المنكرات ، وإن فقدت لم يندفع المنكر ، وقد حكي أن " " وعظه واعظ وعنف له في القول فقال : يا رجل ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق فقال تعالى : ( المأمون فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ) [ طه : 44 ] فليكن اقتداء المرشد في الرفق بالأنبياء صلوات الله عليهم .