الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  معلومات الكتاب

                                                                  موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين

                                                                  القاسمي - محمد جمال الدين القاسمي

                                                                  [ ص: 170 ] سخاؤه وجوده صلوات الله عليه :

                                                                  كان - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس وأسخاهم ، وكان في شهر رمضان كالريح المرسلة لا يمسك شيئا . وكان " علي " رضي الله عنه إذا وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : كان أجود الناس كفا ، وأوسع الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفاهم ذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ، وما سئل عن شيء قط إلا أعطاه ، وإن رجلا أتاه فسأله فأعطاه غنما سدت ما بين جبلين فرجع إلى قومه وقال : " أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة " وما سئل شيئا قط فقال : لا ، وحمل إليه تسعون ألف درهم فوضعها على حصير ثم مال إليها فقسمها فما رد سائلا حتى فرغ منها ، وجاءه رجل فسأله فقال : " ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قضيناه " فقال عمر : " يا رسول الله ما كلفك الله ما لا تقدر عليه " فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فقال الرجل : " أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا " . فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرف السرور في وجهه .

                                                                  ولما قفل من حنين جاءت الأعراب يسألونه حتى اضطروه إلى شجرة فخطفت رداءه فوقف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال : " أعطوني ردائي لو كان لي عدد هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم ثم لا تجدوني بخيلا ولا كذابا ولا جبانا " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية