الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  تواضعه صلوات الله عليه :

                                                                  كان - صلى الله عليه وسلم - أشد الناس تواضعا في علو منصبه ، وكان يركب الحمار موكفا عليه قطيفة ، وكان مع ذلك يستردف ، وكان يعود المريض ويتبع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويخصف النعل ويرقع الثوب ، وكان يصنع في بيته مع أهله في حاجتهم ، وكان أصحابه لا يقومون له لما عرفوا من كراهته لذلك ، وكان يمر على الصبيان فيسلم عليهم ، وكان يجلس بين أصحابه مختلطا [ ص: 171 ] بهم كأنه أحدهم فيأتي الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل عنه ، وكان إذا جلس مع الناس إن تكلموا في معنى الآخرة أخذ معهم ، وإن تحدثوا في طعام أو شراب تحدث معهم رفقا بهم وتواضعا لهم ، وكانوا يتناشدون الشعر بين يديه أحيانا ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية ويضحكون فيبتسم هو إذا ضحكوا ولا يزجرهم إلا عن حرام .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية