: تواضعه صلوات الله عليه
كان - صلى الله عليه وسلم - أشد الناس تواضعا في علو منصبه ، وكان يركب الحمار موكفا عليه قطيفة ، وكان مع ذلك يستردف ، وكان يعود المريض ويتبع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويخصف النعل ويرقع الثوب ، وكان يصنع في بيته مع أهله في حاجتهم ، وكان أصحابه لا يقومون له لما عرفوا من كراهته لذلك ، وكان يمر على الصبيان فيسلم عليهم ، وكان يجلس بين أصحابه مختلطا [ ص: 171 ] بهم كأنه أحدهم فيأتي الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل عنه ، وكان إذا جلس مع الناس إن تكلموا في معنى الآخرة أخذ معهم ، وإن تحدثوا في طعام أو شراب تحدث معهم رفقا بهم وتواضعا لهم ، وكانوا يتناشدون الشعر بين يديه أحيانا ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية ويضحكون فيبتسم هو إذا ضحكوا ولا يزجرهم إلا عن حرام .