الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  معلومات الكتاب

                                                                  موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين

                                                                  القاسمي - محمد جمال الدين القاسمي

                                                                  آية الهواء وعجائب الجو

                                                                  ومن آياته تعالى الهواء اللطيف ، فإن شاء جعله نشرا بين يدي رحمته كما قال سبحانه ( وأرسلنا الرياح لواقح ) [ الحجر : 22 ] فيصل بحركته روح الهواء إلى الحيوانات والنباتات فتستعد للنماء ، وإن شاء جعله عذابا على العصاة من خليقته كما قال تعالى : ( إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ) [ القمر : 19 ، 20 ] .

                                                                  [ ص: 319 ] ثم انظر إلى عجائب الجو وما يظهر فيه من الغيوم والرعود والبروق والأمطار والثلوج والشهب والصواعق فهي عجائب ما بين السماء والأرض ، وقد أشار القرآن إلى جملة ذلك في قوله تعالى : ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين ) [ الدخان : 38 ] وهذا هو الذي بينهما ، وأشار إلى تفصيله في مواضع شتى حيث قال تعالى : ( والسحاب المسخر بين السماء والأرض ) [ البقرة : 164 ] وحيث تعرض للرعد والبرق والسحاب والمطر . فتأمل السحاب الكثيف المظلم كيف تراه يجتمع في جو صاف لا كدورة فيه ، وكيف يخلقه الله تعالى إذا شاء ومتى شاء ، وهو مع رخاوته حامل للماء الثقيل وممسك له في جو السماء إلى أن يأذن الله في إرسال الماء وتقطيع القطرات حتى يصيب الأرض قطرة قطرة ، فلو اجتمع الأولون والآخرون على أن يخلقوا منها قطرة لعجزوا ، وكل ذلك من فضل الجبار القادر لا إله إلا هو .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية