الجملة الرابعة في : الطواف
فإذا أراد افتتاح الطواف إما للقدوم وإما لغيره فينبغي أن يراعي أمورا ستة :
الأول : أن يراعي شروط الصلاة من طهارة الحدث والخبث في الثوب والبدن والمطاف [ ص: 69 ] وستر العورة ، فالطواف بالبيت صلاة ولكن الله سبحانه أباح فيه الكلام ، وليضطبع قبل ابتداء الطواف وهو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه اليمنى ويجمع طرفيه على منكبه الأيسر فيرخي طرفا وراء ظهره وطرفا على صدره ، ويقطع التلبية عند ابتداء الطواف ويشتغل بالأدعية المروية .
الثاني : إذا فرغ من الاضطباع فليجعل البيت على يساره وليقف عند الحجر الأسود ، وليتنح عنه قليلا ليكون الحجر قدامه فيمر بجميع الحجر بجميع بدنه في ابتداء طوافه ، وليجعل بينه وبين البيت قدر ثلاث خطوات ليكون قريبا من البيت فإنه أفضل .
الثالث : أن يقول قبل مجاوزة الحجر بل في ابتداء الطواف " باسم الله والله أكبر ، اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك ووفاء بعهدك واتباعا لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم " ويطوف .
الرابع : أن على الهيئة المعتادة ، ومعنى الرمل الإسراع في المشي مع تقارب الخطا ، وهو دون العدو وفوق المشي المعتاد والمقصود منه ومن يرمل في ثلاثة أشواط ويمشي في الأربعة الأخر إظهار الشطارة والجلادة والقوة ، هكذا كان القصد أولا قطعا لطمع الكفار وبقيت تلك السنة ، والأفضل الرمل مع الدنو من البيت فإن لم يمكنه للزحمة فالرمل مع البعد أفضل ، فليخرج إلى حاشية المطاف وليرمل ثلاثة ، ثم ليقرب إلى البيت في المزدحم وليمش أربعة ، وإن أمكنه استلام الحجر في كل شوط فهو الأحب ، وإن منعه الزحمة أشار باليد وقبل ، وكذلك استلام الركن اليماني يستحب من سائر الأركان . الاضطباع
الخامس : وهو بين الحجر والباب وهو موضع استجابة الدعوة وليلزق بالأستار وليلصق بطنه بالبيت وليضع عليه خده الأيمن وليبسط عليه ذراعيه وكفيه وليقل : " اللهم يا رب البيت العتيق أعتق رقبتي من النار ، اللهم هذا مقام العائذ بك من النار " . وليدع بحوائجه ويستغفر من ذنوبه . إذا تم الطواف سبعة فليأت الملتزم
السادس : إذا فرغ من ذلك ينبغي أن وهما ركعتا الطواف ، وليدع بعد ركعتي الطواف وليقل : " اللهم يسر لي اليسرى وجنبني العسرى واغفر لي في الأخرى والأولى " . يصلي خلف المقام ركعتين