[ ص: 73 ] الباب الثالث في الآداب الدقيقة والأعمال الباطنة
دقائق الآداب - وهي سبعة .
الأول : أن تكون ، ومن حج عن غيره فينبغي أن يكون قصده زيارة بيت الله تعالى ومعاونة أخيه المسلم بإسقاط الفرض عنه لا أن يتخذ ذلك مكسبه ومتجره ليتوصل بالدين إلى الدنيا فيطلب الدنيا بعمل الآخرة ، بل ليتوصل بالدنيا إلى الدين أي التمكن من الحج والزيارة فيه . النفقة حلالا والهم مجردا لله تعالى وتعظيم شعائره
الثاني : التوسع في الزاد وطيب النفس بالبذل والإنفاق من غير تقتير ولا إسراف بل على الاقتصاد ، وبذل الزاد في طريق الحج نفقة في سبيل الله عز وجل قال " " : من كرم الرجل طيب زاده في سفره . ابن عمر
الثالث : كما نطق به القرآن " ترك الرفث والفسوق والجدال ، ويدخل فيه مغازلة النساء ، ومداعبتهن والتحدث بشأن الجماع ومقدماته فإن ذلك يهيج داعية الجماع المحظور والداعي إلى المحظور محظور . والرفث " اسم جامع لكل لغو وفحش من الكلام
" والفسق " اسم جامع لكل خروج عن طاعة الله عز وجل .
" ويناقض حسن الخلق ، فلا ينبغي أن يكون كثير الاعتراض على رفيقه وجماله وعلى غيرهم من أصحابه ، بل يلين جانبه ويخفض جناحه للسائرين إلى بيت الله عز وجل ، ويلزم حسن الخلق ، وليس حسن الخلق كف الأذى بل احتمال الأذى . والجدل " هو المبالغة في الخصومة والمماراة بما يورث الضغائن
الرابع : فلا يميل إلى أسباب التفاخر والتكاثر فيكتب في ديوان المتكبرين ويخرج عن حزب الصالحين ، وفي الحديث : " إنما الحاج الشعث التفث " يقول الله تعالى : ( أن يجتنب زي المترفين المتكبرين ثم ليقضوا تفثهم ) [ الحج : 29 ] والتفث : الشعث والاغبرار ، وقضاؤه بالحلق وقص الشارب والأظفار .
الخامس : فلا يحملها ما لا تطيق ولا يقف عليها الوقوف الطويل ، وينزل أحيانا عنها إحسانا إليها . أن يرفق بالدابة
السادس : أن ويجتهد أن يكون من سمين النعم ونفيسه وليأكل منه إن كان تطوعا ، وليس المقصود اللحم إنما المقصود تزكية النفس وتطهيرها عن صفة البخل وتزيينها بجمال التعظم لله عز وجل : ( يتقرب بإراقة دم وإن لم يكن واجبا عليه لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) [ الحج : 37 ] .
السابع : [ ص: 74 ] في مال أو بدن إن أصابه ذلك ، فله بكل أذى احتمله وخسران أصابه ثواب ، فلا يضيع منه شيء عند الله عز وجل . أن يكون طيب النفس بما أنفقه من نفقة وهدي وبما أصابه من خسران ومصيبة
ويقال : " من ترك ما كان عليه من المعاصي ، وأن يتبدل بإخوانه البطالين إخوانا صالحين ، وبمجالس اللهو والغفلة مجالس الذكر واليقظة " . علامة قبول الحج