[ ص: 76 ] كتاب آداب تلاوة القرآن  
قد امتن الله على عباده بنبيه المرسل ، وكتابه المنزل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حتى اتسع على أهل الافتكار طريق الاعتبار بما فيه من القصص والأخبار ، واتضح به سلوك المنهج القويم والصراط المستقيم ، بما فصل فيه من الأحكام ، وفرق بين الحلال والحرام ، فهو الضياء والنور ، وبه النجاة من الغرور ، وفيه شفاء لما في الصدور ، من تمسك به فقد هدي ، ومن عمل به فقد فاز . قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون    ) [ الحجر : 9 ] . 
ومن أسباب حفظه في القلوب والمصاحف استدامة تلاوته والمواظبة على دراسته مع القيام بآدابه وشروطه ، والمحافظة على ما فيه من الأعمال الباطنة والآداب الظاهرة ، وذلك ما لا بد من بيانه وتفصيله . 
فضل القرآن وأهله وذم المقصرين في تلاوته : 
قال صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن ثم رأى أحدا أوتي أفضل مما أوتي فقد استصغر ما عظمه الله تعالى   " . 
وقال صلى الله عليه وسلم : " أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن   " . 
وقال صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه   " . 
وقال  "  ابن مسعود     " : " إذا أردتم العلم فانثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين   " . 
وقال   "  عمرو بن العاص     " : " من قرأ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه   " . 
وقد جاء في ذم تلاوة الغافلين قوله صلى الله عليه وسلم : " ما آمن بالقرآن من استحل محارمه   " . 
وقوله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرؤه   " . 
وقال أنس     : " رب تال للقرآن والقرآن يلعنه   " . 
وقال "  ابن مسعود     : " أنزل القرآن ليعملوا به فاتخذوا دراسته عملا ، إن   [ ص: 77 ] أحدهم ليقرأ من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفا وقد أسقط العمل به   " . 
وقال بعض العلماء : إن العبد ليتلو القرآن فيلعن نفسه وهو لا يعلم يقول : ( ألا لعنة الله على الظالمين    ) [ هود : 18 ] وهو ظالم نفسه ألا : ( لعنة الله على الكاذبين    ) [ آل عمران : 61 ] وهو منهم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					