حدثنا
أبو حامد بن جبلة ، ثنا
محمد بن إسحاق ، ثنا
محمد بن يحيى الأزدي ، حدثني
سعيد بن سليمان - وقرأته عليه - ثنا
محمد بن عبد الرحمن بن مجير ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر ، أن
nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز كتب إليه : من عبد الله
عمر أمير المؤمنين إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فإن الله ابتلاني بما ابتلاني به من أمر هذه الأمة عن غير مشاورة مني فيها ، ولا طلبة مني لها ، إلا قضاء الرحمن وقدره ،
nindex.php?page=treesubj&link=33733_7671_32061_33175_31241فأسأل الذي ابتلاني من أمر هذه الأمة بما ابتلاني أن يعينني على ما ولاني ، وأن يرزقني منهم السمع والطاعة وحسن مؤازرة ، وأن يرزقهم مني الرأفة والمعدلة ، فإذا أتاك كتابي هذا فابعث إلي بكتب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وسيرته وقضاياه في أهل القبلة وأهل العهد ، فإني متبع أثر
عمر وسيرته ، إن أعانني الله على ذلك ، والسلام . فكتب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله : بسم الله الرحمن الرحيم ، من
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله بن عمر إلى عبد الله
عمر أمير المؤمنين ، سلام عليك ، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فإن الله خلق الدنيا لما أراد ، وجعل لها مدة قصيرة كأن بين أولها وآخرها ساعة من نهار ، ثم قضى عليها وعلى أهلها الفناء ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ) لا يقدر منها أهلها على شيء حتى تفارقهم ويفارقونها ، أنزل بذلك كتابه ، وأنزل بذلك رسله ، وقدم فيه بالوعيد ، وضرب فيه الأمثال ، ووصل به القول ، وشرع فيه دينه ، وأحل الحلال ، وحرم الحرام ، وقص فأحسن القصص ، وجعل دينه في الأولين والآخرين ، فجعله دينا واحدا ، فلم يفرق بين كتبه ، ولم تختلف رسله ، ولم يشق أحد بشيء من أمره سعد به أحد ، ولم يسعد أحد من أمره بشيء شقي به أحد ، وإنك اليوم يا
عمر لم تعد أن تكون إنسانا من بني آدم ، يكفيك من الطعام والشراب والكسوة ما يكفي رجلا منهم ، فاجعل فضل ذلك فيما بينك وبين الرب الذي توجه إليه شكر النعم ، فإنك قد وليت أمرا عظيما ليس يليه عليك أحد دون الله ، قد أفضى
[ ص: 285 ] فيما بينك وبين الخلائق ، فإن استطعت أن تغنم نفسك وأهلك فافعل ، وأن لا تخسر نفسك وأهلك فافعل ، ولا قوة إلا بالله ، فإنه قد كان قبلك رجال عملوا بما عملوا ، وأماتوا ما أماتوا من الحق ، وأحيوا ما أحيوا من الباطل ، حتى ولد فيه رجال ونشأوا فيه ، وظنوا أنها السنة ، ولم يسدوا على العباد باب رخاء إلا فتح عليهم باب بلاء ، فإن استطعت أن تفتح عليهم أبواب الرخاء فإنك لا تفتح عليهم منها بابا إلا سد به عنك باب بلاء ، ولا يمنعك من نزع عامل أن تقول : لا أجد من يكفيني عمله ، فإنك إذا كنت تنزع لله ، وتعمل لله ، أتاح الله لك رجالا وكالا بأعوان الله ، وإنما
nindex.php?page=treesubj&link=28276العون من الله على قدر النية ، فإذا تمت نية العبد تم عون الله له ، ومن قصرت نيته قصر من الله العون له بقدر ذلك ، فإن استطعت أن تأتي الله يوم القيامة ولا يتبعك أحد بظلم ، ويجيء من كان قبلك وهم غابطون لك بقلة أتباعك ، وأنت غير غابط لهم بكثرة أتباعهم فافعل ، ولا قوة إلا بالله ، فإنهم قد عاينوا وعالجوا نزع الموت الذي كانوا منه يفرون ، وانشقت بطونهم التي كانوا فيها لا يشبعون ، وانفقأت أعينهم التي كانت لا تنقضي لذاتها ، واندقت رقابهم في التراب غير موسدين ، بعد ما تعلم من تظاهر الفرش والمرافق ، فصاروا جيفا تحت بطون الأرض ، تحت آكامها ، لو كانوا إلى جنب مسكين تأذى بريحهم بعد إنفاق ما لا يحصى عليهم من الطيب كان إسرافا وبدارا عن الحق ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ما أعظم يا
عمر وأفظع الذي سبق إليك من أمر هذه الأمة ،
فأهل العراق فليكونوا من صدرك بمنزلة من لا فقر بك إليه ، ولا غنى بك عنه ، فإنهم قد وليتهم عمال ظلمة ، قسموا المال ، وسفكوا الدماء ، فإنه من تبعث من عمالك كلهم أن يأخذوا بجبية ، وأن يعملوا بعصبية ، وأن يتجبروا في عملهم ، وأن يحتكروا على المسلمين بيعا ، وأن يسفكوا دما حراما ، الله الله يا
عمر في ذلك ، فإنك توشك إن اجترأت على ذلك أن يؤتى بك صغيرا ذليلا ، وإن أنت اتقيت ما أمرتك به وجدت راحته على ظهرك وسمعك وبصرك ، ثم إنك كتبت إلي تسأل أن أبعث إليك بكتاب
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب وسيرته وقضائه في
[ ص: 286 ] المسلمين وأهل العهد ، وأن
عمر عمل في غير زمانك ، وإني أرجو إن عملت بمثل ما عمل
عمر أن تكون عند الله أفضل منزلة من
عمر ، وقل كما قال العبد الصالح : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=88وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) ، والسلام عليك .
رواه عدة ، منهم :
إسحاق بن سليمان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة بن أبي سفيان ، قال :
nindex.php?page=treesubj&link=33733_31241كتب nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز إلى nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله أن اكتب إلي ببعض رسائل عمر ، فكتب إليه : يا
عمر ، اذكر الملوك الذين قد انفقأت عيونهم ، فذكر نحوه مختصرا .
حدثناه
أحمد بن جعفر ، ثنا
عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، ثنا
إسحاق بن سليمان ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=15776حنظلة بن أبي سفيان ، ورواه
جعفر بن برقان قال : كتب
عمر إلى
nindex.php?page=showalam&ids=15959سالم بن عبد الله أما بعد ، فإن الله ابتلاني . . فذكر نحوه .
ورواه
معمر بن سليمان الرقي ، عن
الفرات بن سليمان قال : كتب
عمر إلى
سالم ، فذكره بطوله كراوية
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة : أخبرناه القاضي
أبو أحمد في كتابه ، ثنا
محمد بن أيوب ، ثنا
الحسين بن الفرج ، ثنا
معمر بن سليمان ، به .
حَدَّثَنَا
أبو حامد بن جبلة ، ثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، ثَنَا
محمد بن يحيى الأزدي ، حَدَّثَنِي
سعيد بن سليمان - وَقَرَأْتُهُ عَلَيْهِ - ثَنَا
محمد بن عبد الرحمن بن مجير ، ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنُ عُقْبَةُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَيْهِ : مِنْ عَبْدِ اللَّهِ
عمر أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، سَلَامٌ عَلَيْكَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ ابْتَلَانِي بِمَا ابْتَلَانِي بِهِ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْ غَيْرِ مُشَاوِرَةٍ مِنِّي فِيهَا ، وَلَا طَلِبَةٍ مِنِّي لَهَا ، إِلَّا قَضَاءَ الرَّحْمَنِ وَقَدَرَهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=33733_7671_32061_33175_31241فَأَسْأَلُ الَّذِي ابْتَلَانِي مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِمَا ابْتَلَانِي أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلَّانِي ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي مِنْهُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ وَحُسْنَ مُؤَازَرَةٍ ، وَأَنْ يَرْزُقَهُمْ مِنِّي الرَّأْفَةَ وَالْمَعْدَلَةَ ، فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَابْعَثْ إِلَيَّ بِكُتُبِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَسِيرَتِهِ وَقَضَايَاهُ فِي أَهْلِ الْقِبْلَةِ وَأَهْلِ الْعَهْدِ ، فَإِنِّي مُتَّبِعٌ أَثَرَ
عمر وَسِيرَتَهُ ، إِنْ أَعَانَنِي اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ ، وَالسَّلَامُ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ
nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ
عمر أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، سَلَامٌ عَلَيْكَ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الدُّنْيَا لِمَا أَرَادَ ، وَجَعَلَ لَهَا مُدَّةً قَصِيرَةً كَأَنَّ بَيْنَ أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ، ثُمَّ قَضَى عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا الْفَنَاءَ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) لَا يَقْدِرُ مِنْهَا أَهْلُهَا عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُفَارِقُهُمْ وَيُفَارِقُونَهَا ، أَنْزَلَ بِذَلِكَ كِتَابَهُ ، وَأَنْزَلَ بِذَلِكَ رُسُلَهُ ، وَقَدَّمَ فِيهِ بِالْوَعِيدِ ، وَضَرَبَ فِيهِ الْأَمْثَالَ ، وَوَصَلَ بِهِ الْقَوْلَ ، وَشَرَعَ فِيهِ دِينَهُ ، وَأَحَلَّ الْحَلَالَ ، وَحَرَّمَ الْحَرَامَ ، وَقَصَّ فَأَحْسَنَ الْقَصَصَ ، وَجَعَلَ دِينَهُ فِي الْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ ، فَجَعَلَهُ دِينًا وَاحِدًا ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ كُتُبِهِ ، وَلَمْ تَخْتَلِفْ رُسُلُهُ ، وَلَمْ يَشْقَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ سَعِدَ بِهِ أَحَدٌ ، وَلَمْ يَسْعَدْ أَحَدٌ مِنْ أَمْرِهِ بِشَيْءٍ شَقِيَ بِهِ أَحَدٌ ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ يَا
عمر لَمْ تَعْدُ أَنْ تَكُونَ إِنْسَانًا مِنْ بَنِي آدَمَ ، يَكْفِيكَ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْكُسْوَةِ مَا يَكْفِي رَجُلًا مِنْهُمْ ، فَاجْعَلْ فَضْلَ ذَلِكَ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّبِّ الَّذِي تُوَجَّهُ إِلَيْهِ شُكْرُ النِّعَمِ ، فَإِنَّكَ قَدْ وَلِيتَ أَمْرًا عَظِيمًا لَيْسَ يَلِيهِ عَلَيْكَ أَحَدٌ دُونَ اللَّهِ ، قَدْ أَفْضَى
[ ص: 285 ] فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْخَلَائِقِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَغْنَمَ نَفْسَكَ وَأَهْلَكَ فَافْعَلْ ، وَأَنْ لَا تَخْسَرَ نَفْسَكَ وَأَهْلَكَ فَافْعَلْ ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ قَبْلَكَ رِجَالٌ عَمِلُوا بِمَا عَمِلُوا ، وَأَمَاتُوا مَا أَمَاتُوا مِنَ الْحَقِّ ، وَأَحْيَوْا مَا أَحْيَوْا مِنَ الْبَاطِلِ ، حَتَّى وُلِدَ فِيهِ رِجَالٌ وَنَشَأُوا فِيهِ ، وَظَنُّوا أَنَّهَا السُّنَّةُ ، وَلَمْ يَسُدُّوا عَلَى الْعِبَادِ بَابَ رَخَاءٍ إِلَّا فُتِحَ عَلَيْهِمْ بَابُ بَلَاءٍ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَفْتَحَ عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ الرَّخَاءِ فَإِنَّكَ لَا تَفْتَحُ عَلَيْهِمْ مِنْهَا بَابًا إِلَّا سُدَّ بِهِ عَنْكَ بَابُ بَلَاءٍ ، وَلَا يَمْنَعُكَ مِنْ نَزْعِ عَامِلٍ أَنْ تَقُولَ : لَا أَجِدُ مَنْ يَكْفِينِي عَمَلَهُ ، فَإِنَّكَ إِذَا كُنْتَ تَنْزِعُ لِلَّهِ ، وَتَعْمَلُ لِلَّهِ ، أَتَاحَ اللَّهُ لَكَ رِجَالًا وُكَّالًا بِأَعْوَانِ اللَّهِ ، وَإِنَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=28276الْعَوْنُ مِنَ اللَّهِ عَلَى قَدْرِ النِّيَّةِ ، فَإِذَا تَمَّتْ نِيَّةُ الْعَبْدِ تَمَّ عَوْنُ اللَّهِ لَهُ ، وَمَنْ قَصُرَتْ نِيَّتُهُ قَصُرَ مِنَ اللَّهِ الْعَوْنُ لَهُ بِقَدْرِ ذَلِكَ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَأْتِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَتْبَعُكَ أَحَدٌ بِظُلْمٍ ، وَيَجِيءُ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ وَهُمْ غَابِطُونَ لَكَ بِقِلَّةِ أَتْبَاعِكَ ، وَأَنْتَ غَيْرُ غَابِطٍ لَهُمْ بِكَثْرَةِ أَتْبَاعِهِمْ فَافْعَلْ ، وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ عَايَنُوا وَعَالَجُوا نَزْعَ الْمَوْتِ الَّذِي كَانُوا مِنْهُ يَفِرُّونَ ، وَانْشَقَّتْ بُطُونُهُمُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا لَا يَشْبَعُونَ ، وَانْفَقَأَتْ أَعْيُنُهُمُ الَّتِي كَانَتْ لَا تَنْقَضِي لَذَّاتُهَا ، وَانْدَقَّتْ رِقَابُهُمْ فِي التُّرَابِ غَيْرَ مُوَسَّدِينَ ، بَعْدَ مَا تَعْلَمُ مِنْ تَظَاهُرِ الْفُرُشِ وَالْمَرَافِقِ ، فَصَارُوا جِيَفًا تَحْتَ بُطُونِ الْأَرْضِ ، تَحْتَ آكَامِهَا ، لَوْ كَانُوا إِلَى جَنْبِ مِسْكِينٍ تَأَذَّى بِرِيحِهِمْ بَعْدَ إِنْفَاقِ مَا لَا يُحْصَى عَلَيْهِمْ مِنَ الطِّيبِ كَانَ إِسْرَافًا وَبِدَارًا عَنِ الْحَقِّ ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، مَا أَعْظَمَ يَا
عمر وَأَفْظَعَ الَّذِي سَبَقَ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ،
فَأَهْلُ الْعِرَاقِ فَلْيَكُونُوا مِنْ صَدْرِكَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَا فَقْرَ بِكَ إِلَيْهِ ، وَلَا غِنًى بِكَ عَنْهُ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ وَلِيَتْهُمْ عُمَّالٌ ظَلَمَةٌ ، قَسَّمُوا الْمَالَ ، وَسَفَكُوا الدِّمَاءَ ، فَإِنَّهُ مَنْ تَبْعَثُ مِنْ عُمَّالِكَ كُلِّهِمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِجَبِيَّةٍ ، وَأَنْ يَعْمَلُوا بِعَصَبِيَّةٍ ، وَأَنْ يَتَجَبَّرُوا فِي عَمَلِهِمْ ، وَأَنْ يَحْتَكِرُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَيْعًا ، وَأَنْ يَسْفِكُوا دَمًا حَرَامًا ، اللَّهَ اللَّهَ يَا
عمر فِي ذَلِكَ ، فَإِنَّكَ تُوشِكُ إِنِ اجْتَرَأْتَ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يُؤْتَى بِكَ صَغِيرًا ذَلِيلًا ، وَإِنْ أَنْتَ اتَّقَيْتَ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ وَجَدْتَ رَاحَتَهُ عَلَى ظَهْرِكَ وَسَمْعِكَ وَبَصَرِكَ ، ثُمَّ إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ تَسْأَلُ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْكَ بِكِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَسِيرَتِهِ وَقَضَائِهِ فِي
[ ص: 286 ] الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْعَهْدِ ، وَأَنَّ
عمر عَمِلَ فِي غَيْرِ زَمَانِكَ ، وَإِنِّي أَرْجُو إِنْ عَمِلْتَ بِمِثْلِ مَا عَمِلَ
عمر أَنْ تَكُونَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ مَنْزِلَةً مِنْ
عمر ، وَقُلْ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=88وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ .
رَوَاهُ عِدَّةٌ ، مِنْهُمْ :
إسحاق بن سليمان ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15776حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=33733_31241كَتَبَ nindex.php?page=showalam&ids=16673عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنِ اكْتُبْ إِلَيَّ بِبَعْضِ رَسَائِلِ عمر ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : يَا
عمر ، اذْكُرِ الْمُلُوكَ الَّذِينَ قَدِ انْفَقَأَتْ عُيُونُهُمْ ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ مُخْتَصَرًا .
حَدَّثَنَاهُ
أحمد بن جعفر ، ثَنَا
عبد الله بن أحمد ، حَدَّثَنِي أَبِي ، ثَنَا
إسحاق بن سليمان ، نَا
nindex.php?page=showalam&ids=15776حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، وَرَوَاهُ
جعفر بن برقان قَالَ : كَتَبَ
عمر إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=15959سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللَّهَ ابْتَلَانِي . . فَذَكَرَ نَحْوَهُ .
وَرَوَاهُ
معمر بن سليمان الرقي ، عَنِ
الفرات بن سليمان قَالَ : كَتَبَ
عمر إِلَى
سالم ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ كَرَاوِيَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ : أَخْبَرَنَاهُ الْقَاضِي
أبو أحمد فِي كِتَابِهِ ، ثَنَا
محمد بن أيوب ، ثَنَا
الحسين بن الفرج ، ثَنَا
معمر بن سليمان ، بِهِ .