556 -
العباس بن مساحق
ومنهم
العباس بن مساحق المخزومي . كان في المحبة محمولا وإلى المحبوب مرتحلا منقولا .
[ ص: 226 ] حدثنا
عثمان بن محمد العثماني قال : قرئ على
أبي الحسن أحمد بن محمد بن عيسى الرازي : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14333أبو بكر محمد بن عبد الله الرازي قال : سمعت
الوضاح بن حكيم يقول : رأيت على
العباس بن مساحق المخزومي عباءة شديدة البلا فقلت : رحمك الله ما هذه العباءة التي أراها عليك ؟ قال : وما أنكرت منها ؟ قلت : شدة بلاها ، قال : يا
ابن حكيم ، أولا يمكن في هذه التبلغ إلى الله عز وجل ؟ قال : بلى ، والله لقد خرج محبو الله من الدنيا في أشد من هذه الحالة ،
nindex.php?page=treesubj&link=29679_27705_24626وما على رجل أن يكون لله محبا وأن عليه مدارع الحديد ، والله يا
ابن حكيم ، لقد ذاقوا من حلاوة طاعته والشوق إليه ما سلى قلوبهم عن الدنيا ، فلم ينظروا إليها إلا بعين المقت لها ولم يرجعوا منها إلى طمع بعد معرفتهم بغرورها ؛ إذ سمعوا الله يقول : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد ) ، فجفوا والله مضاجعهم وخربوا من العمارة فروشهم وعملوا إلى الرحيل إلى سيدهم وعمروا بالأبدان محاريبهم وبالقلوب درجاتهم .
556 -
العباس بن مساحق
وَمِنْهُمُ
العباس بن مساحق المخزومي . كَانَ فِي الْمَحَبَّةِ مَحْمُولًا وَإِلَى الْمَحْبُوبِ مُرْتَحِلًا مَنْقُولًا .
[ ص: 226 ] حَدَّثَنَا
عثمان بن محمد العثماني قَالَ : قُرِئَ عَلَى
أبي الحسن أحمد بن محمد بن عيسى الرازي : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14333أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ
الوضاح بن حكيم يَقُولُ : رَأَيْتُ عَلَى
العباس بن مساحق المخزومي عَبَاءَةً شَدِيدَةَ الْبِلَا فَقُلْتُ : رَحِمَكَ اللَّهُ مَا هَذِهِ الْعَبَاءَةُ الَّتِي أَرَاهَا عَلَيْكَ ؟ قَالَ : وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْهَا ؟ قُلْتُ : شِدَّةُ بِلَاهَا ، قَالَ : يَا
ابن حكيم ، أَوَلَا يُمْكِنُ فِي هَذِهِ التَّبَلُّغُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَاللَّهِ لَقَدْ خَرَجَ مُحِبُّو اللَّهِ مِنَ الدُّنْيَا فِي أَشَدَّ مِنْ هَذِهِ الْحَالَةِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=29679_27705_24626وَمَا عَلَى رَجُلٍ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ مُحِبًّا وَأَنَّ عَلَيْهِ مَدَارِعَ الْحَدِيدِ ، وَاللَّهِ يَا
ابن حكيم ، لَقَدْ ذَاقُوا مِنْ حَلَاوَةِ طَاعَتِهِ وَالشَّوْقِ إِلَيْهِ مَا سَلَّى قُلُوبَهُمْ عَنِ الدُّنْيَا ، فَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَيْهَا إِلَّا بِعَيْنِ الْمَقْتِ لَهَا وَلَمْ يَرْجِعُوا مِنْهَا إِلَى طَمَعٍ بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ بِغُرُورِهَا ؛ إِذْ سَمِعُوا اللَّهَ يَقُولُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=20أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ) ، فَجَفَوْا وَاللَّهِ مَضَاجِعَهُمْ وَخَرَّبُوا مِنَ الْعِمَارَةِ فُرُوشَهُمْ وَعَمِلُوا إِلَى الرَّحِيلِ إِلَى سَيِّدِهِمْ وَعَمَّرُوا بِالْأَبْدَانِ مَحَارِيبَهُمْ وَبِالْقُلُوبِ دَرَجَاتِهِمْ .