586 - ابن أبي الورد
وأما محمد بن محمد بن أبي الورد ، وقيل : أحمد - فمن جلة المشايخ وكبارهم ، صحب بشرا الحافي ، ، والحارث بن أسد المحاسبي وسريا السقطي ، محله في الورع محل شيوخه وأئمته .
أخبرني جعفر بن محمد بن نصير ، في كتابه ، وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال : قال ابن أبي الورد : " وليرفع عنهم حشمة بديهة المشاهدة ، وبساط الهيبة بسط للأعداء ليستوحشوا من قبائح أفعالهم ولا يشاهدوا ما يستريحون إليه في المشهد الأعلى " . بساط المجد بسط للأولياء ليأنسوا به
وقال أحمد بن أبي الورد : " وصل القوم بخمس : بلزوم الباب ، وترك الخلاف ، والنفاذ في الخدمة وصيانة الكرامات ، وقال : إن ولي الله إذا أراد ثلاثة أشياء زاد منها ثلاثة أشياء : والصبر على المصائب ، إذا زاد جاهه زاد تواضعه ، وإذا زاد ماله زاد سخاؤه ، وكان يقول : طرح الدنيا إلى المقبلين عليها ، والإعراض عنها وعن المقبلين عليها - من عمل الأكياس ؛ لأن وإذا زاد عمره زاد اجتهاده ، ومن أعرض بقلبه عن محبة الدنيا أحبه أهل السماء " . من عزفت نفسه عن محبة الدنيا أحبه أهل الأرض
[ ص: 316 ] سمعت محمد بن الحسين اليقطيني يقول : سمعت علي بن عبد الحميد ، يقول : سمعت ابن أبي الورد ، يقول : " آفة الخلق في حرفين : ، وإنما منعوا الوصول بتضييع الأصول " . اشتغال بنافلة وتضييع فريضة ، وعمل جوارح بلا مواطأة القلب
أسند الكثير عن وغيره . بشر بن الحارث
حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، من أصله ، ثنا أبو إسحاق بن يزيد الهاشمي ، ثنا محمد بن محمد بن أبي الورد العابد قال : سمعت ، يقول : ثنا بشر بن الحارث الحافي ، عن المعافى بن عمران إسرافيل ، عن ، عن مسلم حبة العوفي ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل الثوم نيئا فلولا أن الملك يأتيني لأكلته " .
حدثنا أبو أحمد ، ثنا أبو إسحاق بن يزيد إملاء ، ثنا محمد بن أبي الورد قال : سمعت ، يقول : رحلت إلى بشر بن الحارث ماشيا على قدمي ، فأكرمني وأدناني ، وقال لي : ما الذي أقدمك ؟ قلت : أحببت لقاءك والنظر إليك ، قال : يا أخي ، ومن أنا ؟ وأي شيء عندي ؟ وما أحسن ؟ ثم قال : معك شيء تسأل عنه ؟ قلت : نعم ، حديثان : حديث عيسى بن يونس عبد الله بن عراك بن مالك ، وحديث الحسن عن عائشة أم المؤمنين ، فقال عيسى : نعم ، حدثنا عبد الله بن عراك بن مالك ، عن أبيه ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبي هريرة ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة " .
ثم قال عيسى : حدثنا عمرو بن عبيد المحدث المذموم عن الحسن ، ، أنها قالت : يا رسول الله ، عائشة " هل على النساء قتال ؟ فقال : " نعم ، جهاد لا قتال فيه : الحج والعمرة . عن
حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي بمكة ، ثنا علي بن عبد الحميد الجرجاني ، ثنا محمد بن محمد بن أبي الورد ، قال : حدثني سعيد بن منصور ، ثنا ، عن خلف بن خليفة حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عبد الله بن مسعود أوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء أن قل لفلان العابد : أما زهدك في الدنيا ، فتعجلت راحة نفسك ، [ ص: 317 ] وأما انقطاعك إلي فتعززت بي ، فماذا عملت فيما لي عليك ؟ قال : يا رب ، وما لك علي ؟ قال : هل واليت لي وليا أو عاديت لي عدوا ؟ " .