حدثنا محمد بن أحمد بن محمد العبدي  ، ثنا أبي ، ثنا أبو بكر بن عبيد القرشي  ، ثنا محمد بن يحيى الأزدي  ، ثنا جعفر الرازي  ، عن أبي جعفر السائح  ، أخبرنا ابن وهب  وغيره يزيد  بعضهم على بعض في الحديث : أن  عامر بن عبد قيس   [ ص: 89 ] كان من أفضل العابدين  ، وفرض على نفسه كل يوم ألف ركعة ، يقوم عند طلوع الشمس فلا يزال قائما إلى العصر ، ثم ينصرف وقد انتفخت ساقاه وقدماه فيقول : يا نفس إنما خلقت للعبادة يا أمارة بالسوء ، فوالله لأعملن بك عملا حتى لا يأخذ الفراش منك نصيبا ، قال : وهبط واديا يقال له وادي السباع  ، في الوادي عابد حبشي يقال له : حممة  ، فانفرد عامر  في ناحية وحممة  في ناحية يصليان ، لا هذا ينصرف إلى هذا ولا هذا ينصرف إلى هذا أربعين يوما وأربعين ليلة ، إذا جاء وقت الفريضة صليا ثم أقبلا يتطوعان ، ثم انصرف عامر  بعد أربعين يوما فجاء إلى حممة  ، فقال : من أنت يرحمك الله ؟ قال : دعني وهمي ، قال : أقسمت عليك ، قال : أنا حممة  ، قال عامر    : لئن كنت حممة  الذي ذكر لي لأنت أعبد من في الأرض ، أخبرني عن أفضل خصلة ؟ قال : إني لمقصر ولولا مواقيت الصلاة تقطع علي القيام والسجود لأحببت أن أجعل عمري راكعا ووجهي مفترشا حتى ألقاه ، ولكن الفرائض لا تدعني أفعل ذلك ، فمن أنت رحمك الله ؟ قال :أنا  عامر بن عبد قيس  ، قال : إن كنت عامرا  الذي ذكر لي فأنت أعبد الناس ، فأخبرني بأفضل خصلة ؟ قال : إني لمقصر ولكن واحدة ، عظمت هيبة الله في صدري حتى ما أهاب شيئا غيره ، فاكتنفته السباع فأتاه سبع فوثب عليه من خلفه فوضع يديه على منكبه وعامر  يتلو هذه الآية : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود    ) فلما رأى السبع أنه لا يكترث به ذهب ، قال حممة    : بالله يا عامر  ما هالك ما رأيت ؟ قال : إني لأستحي من الله عز وجل أن أهاب شيئا غيره ، قال حممة    : لولا أن الله عز وجل ابتلانا بالبطن فإذا أكلنا لا بد لنا من الحدث ما رآني ربي إلا راكعا أو ساجدا ، وكان يصلي في اليوم ثمانمائة ركعة ، وكان يقول : إني لمقصر في العبادة ، وكان يعاتب نفسه   . 
حدثنا أبي ، ثنا أبو الحسن  ، ثنا شعيب بن محرز  ، ثنا سهل أخو حزم  ، قال : بلغني عن  عامر بن عبد قيس  أنه كان يقول : أحببت الله عز وجل حبا سهل علي كل مصيبة ورضاني في كل قضية  ، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه   [ ص: 90 ] وما أمسيت   . 
حدثنا إبراهيم بن عبد الله  ، ثنا محمد بن إسحاق  ، ثنا  قتيبة بن سعيد  ، ثنا كثير بن هشام  ، عن جعفر بن برقان  ، ثنا  ميمون بن مهران    : أن  عامر بن عبد قيس  بعث إليه أمير البصرة  ، فقال : إن أمير المؤمنين أمرني أن أسألك ما لك لا تزوج النساء ؟  قال :ما تركتهن وإني لدائب في الخطبة ، قال : وما لك لا تأكل الجبن ؟ قال :أنا بأرض فيها مجوس ، فما شهد شاهدان من المسلمين أن ليس فيه ميتة أكلته ، قال : وما يمنعك أن تأتي الأمراء ؟ قال :إن لدى أبوابكم طلاب الحاجات فادعوهم واقضوا حوائجهم ، ودعوا من لا حاجة له إليكم   . 
حدثنا أبي ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن  ، ثنا محمد بن عمر بن علي بن نهشل بن قيس العبدي  ، قال : سمعت صخر بن أبي صخر  ، قال : قال  عامر بن عبد قيس    : أنا من أهل الجنة  ؟ أوأنا من أهل الجنة ؟ أومثلي يدخل الجنة ؟   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					