حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  قال :ثنا إسحاق بن الحسن الحربي  قال :ثنا حسين بن محمد  قال :ثنا شيبان  عن قتادة    [ في قوله تعالى ] : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء     ) . قال : كان يقال : كفى بالرهبة علما   . 
حدثنا محمد بن أحمد  قال :ثنا إسحاق  قال :ثنا حسين  قال :ثنا شيبان  ، عن قتادة    [ في قوله تعالى ] : إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه     . قال قتادة  والحسن    : لا يقبل قول إلا بعمل ، فمن أحسن العمل قبل الله قوله   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك  قال :ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  قال :ثنا هارون بن عبد الله  قال :ثنا سيار  قال :ثنا جعفر  قال :ثنا حجاج الأسود   [ ص: 336 ] القسملي  زق العسل قال : سمعت قتادة  يقول : ابن آدم  ، إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط ، فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة وإلى الملل [ أميل ] ولكن المؤمن هو المتحامل والمؤمن المتقوي ، وإن المؤمنين هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار ، وما زال المؤمنون يقولون : ربنا ربنا - في السر والعلانية حتى استجاب لهم    . 
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  قال :ثنا إسحاق الحربي  قال :ثنا حسين بن محمد المروزي  قال :ثنا  شيبان بن عبد الرحمن  ، عن قتادة  قال :يا ابن آدم  ، لا تعتبر الناس بأموالهم ولا أولادهم ، ولكن اعتبرهم بالإيمان والعمل الصالح  ، إذا رأيت عبدا صالحا يعمل فيما بينه وبين الله خيرا ففي ذلك فسارع ، وفي ذلك فنافس ما استطعت إليه قوة ، ولا قوة إلا بالله . وقال قتادة    : إن الذنب الصغير يجتمع إلى غيره مثله على صاحبه حتى يهلكه  ، ولعمري إنا لنعلم أن أهيبكم للصغير من الذنب أورعكم عن الكبير [ وقال قتادة  في قوله تعالى ] : ( فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق     ) هذا عبد نوى الدنيا ، لها أنفق ، ولها شخص ، ولها نصب ، ولها عمل ، ولها همه ونيته وسدمه وطلبته . ومنهم من يقول : ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة  ، هذا عبد نوى الآخرة ، ولها شخص ، ولها أنفق ، ولها نصب ، وكانت الآخرة همه وسدمه وطلبته ونيته ، وقد علم الله تعالى أنه سيزل زالون من الناس ، فتقدم في ذلك وأوعد فيه ; لكي تكون الحجة لله على خلقه   . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  قال : ثنا محمد بن يحيى  قال :ثنا عمرو بن علي  قال :ثنا  يزيد بن زريع  قال :حدثني هشام الدستوائي  قال : سمعت قتادة  يقول : ما نهى الله عن ذنب إلا وقد علم أنه موقوع ، ولكن تقدمة وحجة    . 
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين  قال :ثنا إسحاق بن الحسن  قال :ثنا حسين بن محمد  قال :ثنا شيبان  قال : ثنا قتادة  قال : اجتنبوا نقض هذا الميثاق   [ ص: 337 ] فإن الله تعالى قد قدم فيه وأوعد  ، وذكره في آي من القرآن تقدمة ونصيحة وحجة ، وإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند ذوي العقل والفهم والعلم بالله عز وجل ، وإنا ما نعلم الله تعالى أوعد في ذنب ما أوعد في نقض هذا الميثاق ، وإن المؤمن حي القلب حي البصر ، سمع كتاب الله فانتفع به ، ووعاه وحفظه وعقله عن الله ، والكافر أصم أبكم ، لا يسمع خيرا ، ولا يحفظه [ ولا يتكلم ] بخير ولا يعلمه ، في الضلالة متسكعا فيها ، لا يجد منها مخرجا ولا منفذا ، أطاع الشيطان فاستحوذ عليه . وتلا قوله : ( وأمرنا لنسلم لرب العالمين    ) . قال : خصومة علمها الله عز وجل محمدا  صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، يخاصمون بها أهل الضلالة ، وإن الله عز وجل علمكم فأحسن تعليمكم ، وأدبكم فأحسن تأديبكم ، فأخذ رجل بما علمه الله ، ولا يتكلف ما لا علم به ، فيخرج من دين الله ويكون من المتكلفين ، وإياكم والتكلف والتنطع والغلو والإعجاب بالأنفس ، تواضعوا لله عز وجل لعل الله يرفعكم  ، قد رأينا والله أقواما يسرعون إلى الفتن وينزعون فيها ، وأمسك أقوام عن ذلك هيبة لله ومخافة منه ، فلما انكشفت إذا الذين أمسكوا أطيب نفسا ، وأثلج صدورا ، وأخف ظهورا من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها ، وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها ، وايم الله ، لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير ، والله ما بعثت فتنة قط إلا في شبهة وريبة ، إذا شبت رأيت صاحب الدنيا لها يفرح ، ولها يحزن ، ولها يرضى ، ولها يسخط ، ووالله لئن تشبث بالدنيا وحدب عليها ليوشك أن تلفظه وتقضي منه   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  قال : ثنا إسحاق بن الحسن  قال :ثنا حسين بن محمد  قال :ثنا شيبان  ، عن قتادة  قال : عليكم بالوفاء بالعهد  ولا تنقضوا هذه المواثيق ، فإن الله قد نهى عن ذلك وقدم فيه أشد التقدمة ، وذكره في بضع وعشرين آية نصيحة لكم وتقدمة إليكم وحجة عليكم ، قال الله عز وجل : ( ولنسكننكم الأرض من بعدهم    ) . وعدهم الله النصر في الدنيا والجنة   [ ص: 338 ] في الآخرة ، فبين الله من يسكنها من عباده ، فقال : ( ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد    ) وقال : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان    ) وأن لله تعالى مقاما هو قائمه ، وأن أهل الإيمان خافوا ذلك المقام ، فنصبوا ودأبوا الليل والنهار ، وقال : ( فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله    ) . فخافوا والله ذلك ، فعملوا فنصبوا ، ودأبوا بالليل والنهار ، وقال : ( من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال    ) علم الله أن في الدنيا خلالا يتخاللون بها في الدنيا ، فلينظر الرجل علام يخالل ومن يصاحب ، فإن كان لله فليداوم ، وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين   . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  قال : ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  قال :حدثني أبي قال :ثنا عبد الصمد  قال :ثنا إبراهيم أبو إسماعيل القتات  قال : سمعت قتادة  يقول : منع البر النوم ، وكانوا ينامون قبل الإسلام ، فلما جاء الإسلام أخذوا والله من نومهم وليلهم ونهارهم وأموالهم وأبدانهم ما تقربوا به إلى ربهم    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  قال : ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  قال :حدثني أبي قال :ثنا عبد الوهاب  ، عن سعيد  ، عن قتادة  قال : كان يقال : قلما ساهر الليل ينافق    . 
حدثنا أبو بكر بن مالك  قال : ثنا  عبد الله بن أحمد بن حنبل  قال :حدثني أبي قال :حدثني الحسن بن موسى  قال :ثنا عبد الوهاب  قال :ثنا  سلام بن مسكين أبو روح  قال : ثنا قتادة  قال : كان يقال : إن الناس لا يطئون إلا آثارا ، ولا يتكلمون إلا برجيع من القول ، المحسن على إثر المحسن ، عمله كعمله وثوابه كثوابه ، والمسيء على إثر المسيء ، عمله كعمله وثوابه كثوابه ، وإن البر التقي عند فعله يحل ، وإن الفاجر الشقي عند فعله يحل ، كل سيهجم على ما قدم ويعاين ما قد أسلف ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر    . 
أخبرنا محمد بن أحمد  في كتابه قال :ثنا محمد بن أيوب  قال :ثنا  موسى بن إسماعيل  قال :ثنا سلام بن أبي مطيع  ، عن قتادة  ، أنه كان يختم القرآن في كل سبع   [ ص: 339 ] ليال مرة ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ليال مرة ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة مرة   . 
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد  قال : ثنا إسحاق الحربي  قال :ثنا حسين المروزي  قال :ثنا شيبان  ، عن قتادة  في قوله تعالى : ( وتطمئن قلوبهم بذكر الله     ) قال : حنت قلوبهم إلى ذكر الله واستأنست به ، وقال : ( فلولا أنه كان من المسبحين    ) قال : كان كثير الصلاة في الرجا فنجا   . وكان يقال في الحكمة : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا ما عثر  ، وإذا ما صرع وجد متكأ . وقال : ( والذين هم عن اللغو معرضون    ) قال : أتاهم والله من أمر الله ما رقدهم عن الباطل ، وذكر لنا أن الله لما أخذ في خلق آدم  عليه السلام ، قالت الملائكة : ما الله بخالق خلقا هو أعلم منا ولا أكرم عليه منا ، فابتليت الملائكة بخلق آدم  ، وقد يبتلي الله عباده بما شاء ليعلم من يطيعه ومن يعصيه ، ومن تفكر في الدنيا والآخرة عرف فضل إحداهما على الأخرى ، وعرف أن الدنيا دار بلاء ثم دار فناء ، وأن الآخرة دار بقاء ثم دار جزاء ، فكونوا ممن يصرم حاجة الدنيا لحاجة الآخرة إن استطعتم ، ولا قوة إلا بالله . 
حدثنا أبي قال :ثنا عبد الله بن محمد بن عمران  قال :ثنا محمد بن أبي عمر العدني  قال :ثنا سفيان  ، عن الحسن  الجعفي  ، عن ابن القاسم بن الوليد  ، عن قتادة  في قوله عز وجل : ( والباقيات الصالحات    )  قال : كل ما أريد به وجه الله تعالى   . 
حدثنا أبي قال :ثنا عبد الله بن محمد  قال :ثنا ابن أبي عمر  قال :ثنا سفيان  ، عن  ابن أبي عروبة  ، عن قتادة  قال :لم يتمن الموت  أحد قط لا نبي ولا غيره إلا يوسف  عليه السلام ; حين تكاملت عليه النعم ، وجمع له الشمل ، اشتاق إلى لقاء ربه عز وجل : ( رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث    ) فاشتاق إلى ربه عز وجل   . 
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلمة  قال :ثنا أحمد بن علي الأبار  قال :ثنا أبو عمار  قال :ثنا الفضل بن موسى  ، عن الحسن - يعني ابن واقد    - عن مطر  ، عن   [ ص: 340 ] قتادة  قال : من يتق الله يكن معه  ، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب ، والحارس الذي لا ينام ، والهادي الذي لا يضل . 
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر  قال :ثنا علي بن سعيد  قال :ثنا محمد بن يحيى الأزدي  قال :ثنا عبد الوهاب  قال :ثنا سعيد  ، عن سعيد  ، عن قتادة  قال : من أطاع الله في الدنيا خلصت له كرامة الله في الآخرة    . 
حدثنا عبد الله بن محمد  قال :ثنا  الحسين بن محمد  قال :ثنا نوح بن حبيب  قال :ثنا عبد الرزاق  ، عن معمر  قال : صك رجل ابنا لقتادة  ، فاستعدى عليه عند بلال بن أبي بردة  فلم يلتفت إليه ، فشكاه إلى القسري  ، فكتب إليه : إنك لم تنصف أبا الخطاب  ، فدعاه ودعا وجوه أهل البصرة   يتشفعون إليه ، فأبى أن يشفعهم ، فقال له : صكه كما صكك ، فقال لابنه : يا بني ، احسر عن ذراعيك ، وارفع يديك وشد ، قال : فحسر عن ذراعيه ورفع يديه ، فأمسك قتادة  يده وقال : قد وهبناه لله ; فإنه كان يقال : لا عفو إلا بعد قدرة    . 
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين  قال : ثنا محمد بن جعفر بن ملاس  قال :ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملاس  قال :ثنا زيد بن يحيى  قال :ثنا سعيد بن بشير  ، عن قتادة  قال :إن في الجنة كوى إلى النار  ، فيطلع أهل الجنة من تلك الكوى إلى النار ، فيقولون : ما بال الأشقياء ، وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم ؟! قالوا : إنا كنا نأمركم ولا نأتمر ، وننهاكم ولا ننتهي   . 
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن  قال :ثنا إسحاق الحربي  قال :ثنا حسين بن محمد  قال :ثنا شيبان  ، عن قتادة  قال : يا أيها الذين آمنوا اصبروا على ما أمر الله ، وصابروا أهل الضلالة    ; فإنكم على حق وهم على باطل ، ورابطوا في سبيل الله ، واتقوا الله لعلكم تفلحون   . 
حدثنا عبد الله بن محمد  قال :ثنا أحمد بن روح الشعراني  قال :ثنا  أبو الأصبغ  عامر بن يزيد  قال :ثنا هريم بن عثمان  قال :ثنا سلام  ، عن قتادة    : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا  ويرزقه من حيث لا يحتسب     ) قال : مخرجا من شبهات الدنيا ، ومن الكرب عند الموت ، وفي مواقف يوم القيامة ، ( ويرزقه من حيث    )   [ ص: 341 ]   ( لا يحتسب    ) قال : من حيث يرجو ومن حيث لا يرجو ، ومن حيث يأمل ومن حيث لا يأمل   . 
أخبرنا  خيثمة بن سليمان  فيما كتب إلي ، وحدثني عنه عمر بن أحمد بن عثمان  قال :ثنا عمر بن عمرو الحنفي  قال :ثنا أبي قال :ثنا  خليد بن دعلج  ، عن قتادة  في قوله :   ( يوم يفر المرء من أخيه  وأمه وأبيه  وصاحبته وبنيه    )  قال : ( من أخيه    ) هابيل  من قابيل    ( وأمه وأبيه    ) نبينا عليه الصلاة والسلام من أمه ، وإبراهيم  من أبيه ( وصاحبته وبنيه    ) قالوا : لوط  من صاحبته ونوح  من بنيه   . 
حدثنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي  قال : ثنا محمد بن جرير  قال :ثنا  يونس بن عبد الأعلى  قال :ثنا محمد بن عبد العزيز  قال :ثنا  شهاب بن خراش  ، عن قتادة  قال : باب من العلم يحفظه الرجل يطلب به صلاح نفسه وصلاح الناس  ، أفضل من عبادة حول كامل   . 
حدثنا أبو حامد بن جبلة  قال : ثنا محمد بن إسحاق  قال :ثنا عبد الله بن أيوب  قال :ثنا روح  قال :ثنا  قرة بن خالد  قال : كان هجير قتادة  إذا مر الحديث : ألا إلى الله تصير الأمور    . 
حدثنا أبو محمد بن حيان  قال : ثنا محمد بن عبد الله بن رسته  قال :ثنا أبو كامل  قال :ثنا أبو عوانة  ، عن قتادة  قال : كان المؤمن لا يعرف إلا في ثلاثة مواطن    : بيت يستره ، أو مسجد يعمره ، أو حاجة من الدنيا ليس بها بأس   . 
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل  قال :ثنا  محمد بن الحسين بن مكرم  قال :ثنا يعقوب الدورقي  قال :ثنا وكيع  ، عن أبي الأشهب  ، عن قتادة  قال : قال لقمان  لابنه : اعتزل الشر كما يعتزلك الشر ; فإن الشر للشر خلق    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					