( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )
قوله تعالى : ( للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم )
اعلم أنه تعالى لما بين في الآية الأولى أنه يجوز صرف الصدقة إلى أي فقير كان ، بين في هذه الآية أن ؟ فقال : ( الذي يكون أشد الناس استحقاقا بصرف الصدقة إليه من هو للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ) وفي الآية مسائل :
المسألة الأولى : اللام في قوله : ( للفقراء ) متعلق بماذا ؟ فيه وجوه :
الأول : لما تقدمت الآيات الكثيرة في الحث على الإنفاق ، قال بعدها ( للفقراء ) أي ذلك الإنفاق المحثوث عليه للفقراء ، وهذا كما إذا تقدم [ ص: 70 ] ذكر رجل فتقول : عاقل لبيب ، والمعنى أن ذلك الذي مر وصفه عاقل لبيب ، وكذلك الناس يكتبون على الكيس الذي يجعلون فيه الذهب والدراهم : ألفان ومائتان أي ذلك الذي في الكيس ألفان ومائتان هذا أحسن الوجوه .
الثاني : أن تقدير الآية اعمدوا للفقراء واجعلوا ما تنفقون للفقراء .
الثالث : يجوز أن يكون خبر المبتدأ محذوفا , والتقدير : وصدقاتكم للفقراء .