الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            واعلم أنه تعالى لما أمر عند المداينة بالكتابة أولا ، ثم بالإشهاد ثانيا ، أعاد ذلك مرة أخرى على سبيل التأكيد ، فأمر بالكتابة ، فقال : ( ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ) وفيه مسائل :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : السآمة الملال والضجر ، يقال : سئمت الشيء سأما وسآمة ، والمقصود من الآية البعث على الكتابة قل المال أو كثر ، فإن القليل من المال في هذا الاحتياط كالكثير ، فإن النزاع الحاصل بسبب القليل من المال ربما أدى إلى فساد عظيم ولجاج شديد ، فأمر تعالى في الكثير والقليل بالكتابة ، فقال : ( ولا تسأموا ) أي ولا تملوا فتتركوا ثم تندموا .

                                                                                                                                                                                                                                            فإن قيل : فهل تدخل الحبة والقيراط في هذا الأمر ؟

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : لا لأن هذا محمول على العادة ، ليس في العادة أن يكتبوا التافه .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : " أن " في محل النصب لوجهين : إن شئت جعلته مع الفعل مصدرا فتقديره : ولا تسأموا كتابته ، وإن شئت بنزع الخافض تقديره : ولا تسأموا من أن تكتبوه إلى أجله .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثالثة : الضمير في قوله : ( أن تكتبوه ) لا بد وأن يعود إلى المذكور سابقا ، وهو ههنا إما الدين وإما الحق .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الرابعة : قرئ " ولا يسأموا أن يكتبوه " بالياء فيهما .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية