(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله )
ثم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم فيه مسائل :
المسألة الأولى : في هذه الآية وجوه :
الأول : تقدير الآية : ونعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ونبعثه رسولا إلى
بني إسرائيل ، قائلا : أنى قد جئتكم بآية من ربكم ، والحذف حسن إذا لم يفض إلى الاشتباه .
الثاني : قال
الزجاج : الاختيار عندي أن تقديره : ويكلم الناس رسولا ، وإنما أضمرنا ذلك لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أني قد جئتكم ) والمعنى : ويكلمهم رسولا بأني قد جئتكم ، الثالث : قال
الأخفش : إن شئت جعلت الواو زائدة ، والتقدير : ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل رسولا إلى
بني إسرائيل ، قائلا : أني قد جئتكم بآية .
المسألة الثانية : هذه الآية تدل على
nindex.php?page=treesubj&link=25034أنه - صلى الله عليه وسلم - كان رسولا إلى كل بني إسرائيل بخلاف قول بعض
اليهود إنه كان مبعوثا إلى قوم مخصوصين منهم .
المسألة الثالثة : المراد بالآية الجنس لا الفرد ؛ لأنه تعالى عدد هاهنا أنواعا من الآيات ، وهي إحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، والإخبار عن المغيبات فكان المراد من قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49قد جئتكم بآية من ربكم ) الجنس لا الفرد .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ )
ثُمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : فِي هَذِهِ الْآيَةِ وُجُوهٌ :
الْأَوَّلُ : تَقْدِيرُ الْآيَةِ : وَنُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَنَبْعَثُهُ رَسُولًا إِلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، قَائِلًا : أَنَّى قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ، وَالْحَذْفُ حَسَنٌ إِذَا لَمْ يُفْضِ إِلَى الِاشْتِبَاهِ .
الثَّانِي : قَالَ
الزَّجَّاجُ : الِاخْتِيَارُ عِنْدِي أَنَّ تَقْدِيرَهُ : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ رَسُولًا ، وَإِنَّمَا أَضْمَرْنَا ذَلِكَ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ ) وَالْمَعْنَى : وَيُكَلِّمُهُمْ رَسُولًا بِأَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ ، الثَّالِثُ : قَالَ
الْأَخْفَشُ : إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْوَاوَ زَائِدَةً ، وَالتَّقْدِيرُ : وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ رَسُولًا إِلَى
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، قَائِلًا : أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : هَذِهِ الْآيَةُ تَدُلُّ عَلَى
nindex.php?page=treesubj&link=25034أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ رَسُولًا إِلَى كُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِخِلَافِ قَوْلِ بَعْضِ
الْيَهُودِ إِنَّهُ كَانَ مَبْعُوثًا إِلَى قَوْمٍ مَخْصُوصِينَ مِنْهُمْ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : الْمُرَادُ بِالْآيَةِ الْجِنْسُ لَا الْفَرْدُ ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى عَدَّدَ هَاهُنَا أَنْوَاعًا مِنَ الْآيَاتِ ، وَهِيَ إِحْيَاءُ الْمَوْتَى ، وَإِبْرَاءُ الْأَكْمَهِ وَالْأَبْرَصِ ، وَالْإِخْبَارُ عَنِ الْمُغَيَّبَاتِ فَكَانَ الْمُرَادُ مِنْ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=49قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) الْجِنْسَ لَا الْفَرْدَ .