أما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=2ثم قضى أجلا ) ففيه مباحث :
المبحث الأول :
nindex.php?page=treesubj&link=28910_34077_28905لفظ القضاء قد يرد بمعنى الحكم والأمر ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) [ الإسراء : 23 ] وبمعنى الخبر والإعلام ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=4وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ) [ الإسراء : 4 ] ، وبمعنى صفة الفعل إذا تم قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12فقضاهن سبع سماوات في يومين ) [ فصلت : 12 ] ومنه قولهم : قضى فلان حاجة فلان ، وأما الأجل فهو في اللغة عبارة عن الوقت المضروب لانقضاء الأمد ، وأجل الإنسان هو الوقت المضروب لانقضاء عمره ، وأجل الدين محله لانقضاء التأخير فيه ، وأصله من التأخير يقال : أجل الشيء يأجل أجولا ، وهو آجل إذا تأخر ، والآجل نقيض العاجل .
إذا عرفت هذا فقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=2ثم قضى أجلا ) معناه
nindex.php?page=treesubj&link=28782_30455_28783أنه تعالى خصص موت كل واحد بوقت معين ، وذلك التخصيص عبارة عن تعلق مشيئته بإيقاع ذلك الموت في ذلك الوقت ، ونظير هذه الآية قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=15ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) [ المؤمنون : 15 ] .
أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=2ثُمَّ قَضَى أَجَلًا ) فَفِيهِ مَبَاحِثُ :
الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28910_34077_28905لَفْظُ الْقَضَاءِ قَدْ يَرِدُ بِمَعْنَى الْحُكْمِ وَالْأَمْرِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) [ الْإِسْرَاءِ : 23 ] وَبِمَعْنَى الْخَبَرِ وَالْإِعْلَامِ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=4وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ ) [ الْإِسْرَاءِ : 4 ] ، وَبِمَعْنَى صِفَةِ الْفِعْلِ إِذَا تَمَّ قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=12فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) [ فُصِّلَتْ : 12 ] وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ : قَضَى فُلَانٌ حَاجَةَ فُلَانٍ ، وَأَمَّا الْأَجَلُ فَهُوَ فِي اللُّغَةِ عِبَارَةٌ عَنِ الْوَقْتِ الْمَضْرُوبِ لِانْقِضَاءِ الْأَمَدِ ، وَأَجَلُ الْإِنْسَانِ هُوَ الْوَقْتُ الْمَضْرُوبُ لِانْقِضَاءِ عُمُرِهِ ، وَأَجَلُ الدَّيْنِ مَحِلُّهُ لِانْقِضَاءِ التَّأْخِيرِ فِيهِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ التَّأْخِيرِ يُقَالُ : أَجِلَ الشَّيْءُ يَأْجَلُ أَجُولًا ، وَهُوَ آجِلٌ إِذَا تَأَخَّرَ ، وَالْآجِلُ نَقِيضُ الْعَاجِلِ .
إِذَا عَرَفْتَ هَذَا فَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=2ثُمَّ قَضَى أَجَلًا ) مَعْنَاهُ
nindex.php?page=treesubj&link=28782_30455_28783أَنَّهُ تَعَالَى خَصَّصَ مَوْتَ كُلِّ وَاحِدٍ بِوَقْتٍ مُعَيَّنٍ ، وَذَلِكَ التَّخْصِيصُ عِبَارَةٌ عَنْ تَعَلُّقِ مَشِيئَتِهِ بِإِيقَاعِ ذَلِكَ الْمَوْتِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ، وَنَظِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=15ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ) [ الْمُؤْمِنُونَ : 15 ] .