( وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون )
قوله تعالى : ( وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون )
وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ) إلى ماذا يرجع فيه أقوال : الضمير في قوله : (
الأول : أنه راجع إلى العذاب المذكور في الآية السابقة ( وهو الحق ) أي لا بد وأن ينزل بهم .
الثاني : الضمير في "به" للقرآن وهو الحق أي في كونه كتابا [ ص: 21 ] منزلا من عند الله .
الثالث : يعود إلى تصريف الآيات وهو الحق ؛ لأنهم كذبوا كون هذه الأشياء دلالات ، ثم قال : ( قل لست عليكم بوكيل ) أي لست عليكم بحافظ حتى أجازيكم على تكذيبكم وإعراضكم عن قبول الدلائل ، إنما أنا منذر والله هو المجازي لكم بأعمالكم ، قال والمفسرون : نسختها آية القتال ؛ وهو بعيد ، ثم قال تعالى : ( ابن عباس لكل نبإ مستقر ) والمستقر يجوز أن يكون موضع الاستقرار ، ويجوز أن يكون نفس الاستقرار ؛ لأن ما زاد على الثلاثي كان المصدر منه على زنة اسم المفعول نحو المدخل والمخرج ، بمعنى الإدخال والإخراج ، والمعنى : أن لكل خبر يخبره الله تعالى وقتا أو مكانا يحصل فيه من غير خلف ولا تأخير ، وإن جعلت المستقر بمعنى الاستقرار ، كان المعنى لكل وعد ووعيد من الله تعالى استقرار ولا بد أن يعلموا أن الأمر كما أخبر الله تعالى عنه عند ظهوره ونزوله . وهذا الذي خوف الكفار به ، يجوز أن يكون المراد منه عذاب الآخرة ، ويجوز أن يكون المراد منه استيلاء المسلمين على الكفار بالحرب والقتل والقهر في الدنيا .