المسألة الرابعة : قرأ أبو عمرو  وورش  عن نافع    "رئي" بفتح الراء وكسر الهمزة حيث كان ، وقرأ ابن عامر  وحمزة  والكسائي  بكسرهما ، فإذا كان بعد الألف كاف أو هاء نحو : رآك ورآها فحينئذ يكسرها حمزة  والكسائي  ويفتحها ابن عامر    . وروى يحيى  عن أبي بكر  عن عاصم  مثل حمزة  والكسائي  ، فإذا تلته ألف وصل نحو : رأى الشمس ، ورأى القمر . فإن حمزة  ويحيى  عن أبي بكر  ونصر  عن الكسائي  يكسرون الراء ويفتحون   [ ص: 43 ] الهمزة والباقون يقرؤن جميع ذلك بفتح الراء والهمزة ، واتفقوا في رأوك ، ورأوه أنه بالفتح . قال الواحدي    : أما من فتح الراء والهمزة فعلته واضحة وهي ترك الألف على الأصل نحو : رعى ورمى . وأما من فتح الراء وكسر الهمزة فإنه أمال الهمزة نحو الكسر ليميل الألف التي في رأى نحو الياء ، وترك الراء مفتوحة على الأصل . وأما من كسرهما جميعا فلأجل أن تصير حركة الراء مشابهة لحركة الهمزة ، والواحدي  طول في هذا الباب في "كتاب البسيط" فليرجع إليه . والله أعلم . 
المسألة الخامسة : القصة التي ذكرناها من أن إبراهيم    - عليه السلام - ولد في الغار وتركته أمه وكان جبريل    - عليه السلام - يربيه  كل ذلك مجمل في الجملة . وقال القاضي : كل ما يجري مجرى المعجزات فإنه لا يجوز ؛ لأن تقديم المعجز على وقت الدعوى غير جائز عندهم ، وهذا هو المسمى بالإرهاص إلا إذا حضر في ذلك الزمان رسول من الله فتجعل تلك الخوارق معجزة لذلك النبي . وأما عند أصحابنا فالإرهاص جائز فزالت الشبهة . والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					