المسألة السابعة : دل قوله : ( لا أحب الآفلين    ) على أحكام : 
 [ ص: 46 ] الحكم الأول 
هذه الآية تدل على أنه تعالى ليس بجسم  إذ لو كان جسما لكان غائبا عنا أبدا فكان آفلا أبدا ، وأيضا يمتنع أن يكون تعالى ينزل من العرش إلى السماء تارة ، ويصعد من السماء إلى العرش أخرى ، وإلا لحصل معنى الأفول . 
الحكم الثاني 
هذه الآية تدل على أنه تعالى ليس محلا للصفات المحدثة  كما تقوله الكرامية  ، وإلا لكان متغيرا ، وحينئذ يحصل معنى الأفول ، وذلك محال . 
الحكم الثالث 
تدل هذه الآية على أن الدين يجب أن يكون مبنيا على الدليل لا على التقليد  ، وإلا لم يكن لهذا الاستدلال فائدة البتة . 
الحكم الرابع 
تدل هذه الآية على أن معارف الأنبياء بربهم استدلالية لا ضرورية  ، وإلا لما احتاج إبراهيم  إلى الاستدلال . 
الحكم الخامس 
تدل على هذه الآية على أنه لا طريق إلى تحصيل معرفة الله تعالى إلا بالنظر والاستدلال في أحوال مخلوقاته  ، إذ لو أمكن تحصيلها بطريق آخر لما عدل إبراهيم    - عليه السلام - إلى هذه الطريقة . والله أعلم . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					