(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=14قال أنظرني إلى يوم يبعثون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15قال إنك من المنظرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين )
قوله سبحانه وتعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=14قال أنظرني إلى يوم يبعثون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15قال إنك من المنظرين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين )
في الآية مسائل :
[ ص: 31 ] المسألة الأولى : قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=14قال أنظرني إلى يوم يبعثون ) يدل على أنه
nindex.php?page=treesubj&link=31771طلب الإنظار من الله تعالى إلى وقت البعث وهو وقت النفخة الثانية حين يقوم الناس لرب العالمين .
ومقصوده أنه لا يذوق الموت فلم يعطه الله تعالى ذلك .
بل قال : إنك من المنظرين ، ثم ههنا قولان :
الأول : أنه تعالى أنظره إلى النفخة الأولى ؛ لأنه تعالى قال في آية أخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=37فإنك من المنظرين nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=38إلى يوم الوقت المعلوم ) [الحجر : 37 ، 38] والمراد منه اليوم الذي يموت فيه الأحياء كلهم ، وقال آخرون : لم يوقت الله له أجلا ، بل قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15إنك من المنظرين ) وقوله في الآية الأخرى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=38إلى يوم الوقت المعلوم ) [الحجر : 38] المراد منه الوقت المعلوم في علم الله تعالى .
قالوا : والدليل على صحة هذا القول أن إبليس كان مكلفا ، والمكلف لا يجوز أن يعلم أن الله تعالى أخر أجله إلى الوقت الفلاني ؛ لأن ذلك المكلف يعلم أنه متى تاب قبلت توبته ، فإذا علم أن وقت موته هو الوقت الفلاني أقدم على المعصية بقلب فارغ ، فإذا قرب وقت أجله تاب عن تلك المعاصي ، فثبت أن تعريف وقت الموت بعينه يجري مجرى الإغراء بالقبيح ، وذلك غير جائز على الله تعالى .
وأجاب الأولون بأن تعريف الله - عز وجل - كونه من المنظرين إلى يوم القيامة لا يقتضي إغراءه بالقبيح ؛ لأنه تعالى كان يعلم منه أنه يموت على أقبح أنواع الكفر والفسق سواء أعلمه بوقت موته ، أو لم يعلمه بذلك ، فلم يكن ذلك الإعلام موجبا إغراءه بالقبيح ، ومثاله أنه تعالى عرف أنبياءه أنهم يموتون على الطهارة والعصمة ، ولم يكن ذلك موجبا إغراءهم بالقبيح ؛ لأجل أنه تعالى علم منهم سواء عرفهم تلك الحالة أو لم يعرفهم هذه الحالة أنهم يموتون على الطهارة والعصمة .
فلما كان لا يتفاوت حالهم بسبب هذا التعريف ، لا جرم ما كان ذلك التعريف إغراء بالقبيح ، فكذا ههنا ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=14قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )
قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=14قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=16قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=17ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )
فِي الْآيَةِ مَسَائِلُ :
[ ص: 31 ] الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=14قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=31771طَلَبَ الْإِنْظَارَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى وَقْتِ الْبَعْثِ وَهُوَ وَقْتُ النَّفْخَةِ الثَّانِيَةِ حِينَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ .
وَمَقْصُودُهُ أَنَّهُ لَا يَذُوقُ الْمَوْتَ فَلَمْ يُعْطِهِ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ .
بَلْ قَالَ : إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ، ثُمَّ هَهُنَا قَوْلَانِ :
الْأَوَّلُ : أَنَّهُ تَعَالَى أَنْظَرَهُ إِلَى النَّفْخَةِ الْأُولَى ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى قَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=37فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=38إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) [الْحِجْرِ : 37 ، 38] وَالْمُرَادُ مِنْهُ الْيَوْمُ الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ الْأَحْيَاءُ كُلُّهُمْ ، وَقَالَ آخَرُونَ : لَمْ يُوَقِّتِ اللَّهُ لَهُ أَجَلًا ، بَلْ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=15إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) وَقَوْلُهُ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=38إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) [الْحِجْرِ : 38] الْمُرَادُ مِنْهُ الْوَقْتُ الْمَعْلُومُ فِي عِلْمِ اللَّهِ تَعَالَى .
قَالُوا : وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا الْقَوْلِ أَنَّ إِبْلِيسَ كَانَ مُكَلَّفًا ، وَالْمُكَلَّفُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَخَّرَ أَجَلَهُ إِلَى الْوَقْتِ الْفُلَانِيِّ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الْمُكَلَّفَ يَعْلَمُ أَنَّهُ مَتَى تَابَ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ ، فَإِذَا عَلِمَ أَنَّ وَقْتَ مَوْتِهِ هُوَ الْوَقْتُ الْفُلَانِيُّ أَقْدَمَ عَلَى الْمَعْصِيَةِ بِقَلْبٍ فَارِغٍ ، فَإِذَا قَرُبَ وَقْتُ أَجَلِهِ تَابَ عَنْ تِلْكَ الْمَعَاصِي ، فَثَبَتَ أَنَّ تَعْرِيفَ وَقْتِ الْمَوْتِ بِعَيْنِهِ يَجْرِي مَجْرَى الْإِغْرَاءِ بِالْقَبِيحِ ، وَذَلِكَ غَيْرُ جَائِزٍ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى .
وَأَجَابَ الْأَوَّلُونَ بِأَنَّ تَعْرِيفَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - كَوْنَهُ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يَقْتَضِي إِغْرَاءَهُ بِالْقَبِيحِ ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى كَانَ يَعْلَمُ مِنْهُ أَنَّهُ يَمُوتُ عَلَى أَقْبَحِ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ وَالْفِسْقِ سَوَاءٌ أَعْلَمَهُ بِوَقْتِ مَوْتِهِ ، أَوْ لَمْ يُعْلِمْهُ بِذَلِكَ ، فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الْإِعْلَامُ مُوجِبًا إِغْرَاءَهُ بِالْقَبِيحِ ، وَمِثَالُهُ أَنَّهُ تَعَالَى عَرَّفَ أَنْبِيَاءَهُ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ عَلَى الطَّهَارَةِ وَالْعِصْمَةِ ، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مُوجِبًا إِغْرَاءَهُمْ بِالْقَبِيحِ ؛ لِأَجْلِ أَنَّهُ تَعَالَى عَلِمَ مِنْهُمْ سَوَاءٌ عَرَّفَهُمْ تِلْكَ الْحَالَةَ أَوْ لَمْ يُعَرِّفْهُمْ هَذِهِ الْحَالَةَ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ عَلَى الطَّهَارَةِ وَالْعِصْمَةِ .
فَلَمَّا كَانَ لَا يَتَفَاوَتُ حَالُهُمْ بِسَبَبِ هَذَا التَّعْرِيفِ ، لَا جَرَمَ مَا كَانَ ذَلِكَ التَّعْرِيفُ إِغْرَاءً بِالْقَبِيحِ ، فَكَذَا هَهُنَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .