( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
قوله سبحانه وتعالى :( من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ) .
اعلم أنه تعالى عاد في هذه الآية مرة أخرى إلى نعت أحوال الضالين المكذبين فقال :( من يضلل الله فلا هادي له ) واعلم أن استدلال أصحابنا بهذه الآية على أن الهدى والضلال من الله مثل ما سبق في الآية السالفة ، وتأويلات المعتزلة وجوابنا عنها مثل ما تقدم فلا فائدة في الإعادة ، وقوله :( ويذرهم في طغيانهم ) رفع بالاستئناف وهو مقطوع عما قبله ، وقرأ أبو عمرو "ويذرهم" بالياء ورفع الراء لتقدم اسم الله سبحانه ، وقرأ حمزة والكسائي بالياء والجزم ، ووجه ذلك فيما يقول : إنه عطف على موضع الفاء وما بعدها من قوله :( سيبويه فلا هادي له ) لأن موضع الفاء وما بعدها جزم لجواب الشرط ، فحمل "ويذرهم" على موضع الذي هو جزم .