المسألة الثالثة : زعم طائفة من اليهود  يقال لهم العيسوية  أن محمدا  رسول الله لكن إلى العرب لا إلى سائر الطوائف  ، وتمسكوا بهذه الآية من وجهين : 
الأول : أن القرآن لما كان نازلا بلغة العرب لم يعرف كونه معجزة بسبب ما فيه من الفصاحة إلا العرب ، وحينئذ لا يكون القرآن حجة إلا على العرب ، ومن لا يكون عربيا لم يكن القرآن حجة عليه. 
الثاني : قالوا : إن قوله : ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه    ) المراد بذلك اللسان لسان العرب ، وذلك يقتضي أن يقال : إنه ليس له قوم سوى العرب ، وذلك يدل على أنه مبعوث إلى العرب فقط. 
والجواب : لم لا يجوز أن يكون المراد من ( قومه    ) أهل بلده ، وليس المراد من ( قومه    ) أهل دعوته ، والدليل على عموم الدعوة قوله تعالى : ( قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا    ) [الأعراف : 158] بل إلى الثقلين ؛ لأن التحدي كما وقع مع الإنس فقد وقع مع الجن بدليل قوله تعالى : ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا    ) [الإسراء : 88]. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					