(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين )
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) اعلم أن
nindex.php?page=treesubj&link=30525_33679القوم الذين شاهدوا قارون في زينته لما شاهدوا ما نزل به من الخسف صار ذلك زاجرا لهم عن حب الدنيا ، ومخالفة
موسى عليه السلام وداعيا إلى الرضا بقضاء الله تعالى وقسمته وإلى إظهار الطاعة والانقياد لأنبياء الله ورسله .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82ويكأن الله ) فاعلم أن ( وي ) كلمة مفصولة عن ( كأن ) وهي كلمة مستعملة عند التنبه للخطأ وإظهار التندم ، فلما قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=79ياليت لنا مثل ما أوتي قارون ) ثم شاهدوا الخسف تنبهوا لخطئهم فقالوا : ( وي ) ثم قالوا : كأن
nindex.php?page=treesubj&link=30455_28791_29723الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده بحسب مشيئته وحكمته لا لكرامته عليه ، ويضيق على من يشاء ؛ لا لهوان من يضيق عليه ؛ بل لحكمته وقضائه ابتلاء وفتنة قال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : سألت
الخليل عن هذا الحرف فقال : إن ( وي ) مفصولة من ( كأن ) وإن القوم تنبهوا وقالوا متندمين على ما سلف منهم ( وي ) . وذكر
الفراء وجهين :
أحدهما : أن المعنى ويلك فحذف اللام وإنما جاز هذا الحذف لكثرتها في الكلام ، وجعل أن مفتوحة بفعل مضمر كأنه قال : ويلك اعلم أن الله ، وهذا قول
قطرب حكاه عن
يونس .
الثاني : ( وي ) منفصلة من ( كأن ) وهو للتعجب يقول الرجل لغيره : وي أما ترى ما بين يديك فقال الله : ( وي ) ثم استأنف كأن الله يبسط ، فالله تعالى إنما ذكرها تعجيبا لخلقه ، قال
الواحدي : وهذا وجه مستقيم غير أن العرب لم تكتبها منفصلة ، ولو كان على ما قالوه لكتبوها
[ ص: 18 ] منفصلة ، وأجاب الأولون بأن خط المصحف لا يقاس عليه ، ثم قالوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون ) وهذا تأكيد لما قبله .
أما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83تلك الدار الآخرة )
nindex.php?page=treesubj&link=30495_32502_32503_19863فتعظيم لها وتفخيم لشأنها ، يعني : تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها ، ولم يعلق الوعد بترك العلو والفساد ، ولكن بترك إرادتهما وميل القلب إليهما ، وعن
علي عليه السلام : أن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها ، قال صاحب "الكشاف" : ومن الطماع من يجعل العلو لفرعون لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إن فرعون علا في الأرض ) (القصص : 4 ) والفساد
لقارون لقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77ولا تبغ الفساد في الأرض ) ويقول : من لم يكن مثل فرعون
وقارون فله تلك الدار الآخرة ولا يتدبر قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83والعاقبة للمتقين ) كما تدبره
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب عليه السلام .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) اعْلَمْ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30525_33679الْقَوْمَ الَّذِينَ شَاهَدُوا قَارُونَ فِي زِينَتِهِ لَمَّا شَاهَدُوا مَا نَزَلَ بِهِ مِنَ الْخَسْفِ صَارَ ذَلِكَ زَاجِرًا لَهُمْ عَنْ حُبِّ الدُّنْيَا ، وَمُخَالَفَةِ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَدَاعِيًا إِلَى الرِّضَا بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقِسْمَتِهِ وَإِلَى إِظْهَارِ الطَّاعَةِ وَالِانْقِيَادِ لِأَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82وَيْكَأَنَّ اللَّهَ ) فَاعْلَمْ أَنَّ ( وَيْ ) كَلِمَةٌ مَفْصُولَةٌ عَنْ ( كَأَنَّ ) وَهِيَ كَلِمَةٌ مُسْتَعْمَلَةٌ عِنْدَ التَّنَبُّهِ لِلْخَطَأِ وَإِظْهَارِ التَّنَدُّمِ ، فَلَمَّا قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=79يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ ) ثُمَّ شَاهَدُوا الْخَسْفَ تَنَبَّهُوا لِخَطَئِهِمْ فَقَالُوا : ( وَيْ ) ثُمَّ قَالُوا : كَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=30455_28791_29723اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ وَحِكْمَتِهِ لَا لِكَرَامَتِهِ عَلَيْهِ ، وَيُضَيِّقُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ؛ لَا لِهَوَانِ مَنْ يُضَيِّقُ عَلَيْهِ ؛ بَلْ لِحِكْمَتِهِ وَقَضَائِهِ ابْتِلَاءً وَفِتْنَةً قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : سَأَلْتُ
الْخَلِيلَ عَنْ هَذَا الْحَرْفِ فَقَالَ : إِنَّ ( وَيْ ) مَفْصُولَةٌ مِنْ ( كَأَنَّ ) وَإِنَّ الْقَوْمَ تَنَبَّهُوا وَقَالُوا مُتَنَدِّمِينَ عَلَى مَا سَلَفَ مِنْهُمْ ( وَيْ ) . وَذَكَرَ
الْفَرَّاءُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْمَعْنَى وَيْلَكَ فَحَذَفَ اللَّامَ وَإِنَّمَا جَازَ هَذَا الْحَذْفُ لِكَثْرَتِهَا فِي الْكَلَامِ ، وَجَعَلَ أَنَّ مَفْتُوحَةً بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ كَأَنَّهُ قَالَ : وَيْلَكَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ ، وَهَذَا قَوْلُ
قُطْرُبٍ حَكَاهُ عَنْ
يُونُسَ .
الثَّانِي : ( وَيْ ) مُنْفَصِلَةٌ مِنْ ( كَأَنَّ ) وَهُوَ لِلتَّعَجُّبِ يَقُولُ الرَّجُلُ لِغَيْرِهِ : وَيْ أَمَا تَرَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَقَالَ اللَّهُ : ( وَيْ ) ثُمَّ اسْتَأْنَفَ كَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ ، فَاللَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا ذَكَرَهَا تَعْجِيبًا لِخَلْقِهِ ، قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَهَذَا وَجْهٌ مُسْتَقِيمٌ غَيْرَ أَنَّ الْعَرَبَ لَمْ تَكْتُبْهَا مُنْفَصِلَةً ، وَلَوْ كَانَ عَلَى مَا قَالُوهُ لَكَتَبُوهَا
[ ص: 18 ] مُنْفَصِلَةً ، وَأَجَابَ الْأَوَّلُونَ بِأَنَّ خَطَّ الْمُصْحَفِ لَا يُقَاسُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالُوا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=82لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ) وَهَذَا تَأْكِيدٌ لِمَا قَبْلَهُ .
أَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ )
nindex.php?page=treesubj&link=30495_32502_32503_19863فَتَعْظِيمٌ لَهَا وَتَفْخِيمٌ لِشَأْنِهَا ، يَعْنِي : تِلْكَ الَّتِي سَمِعْتَ بِذِكْرِهَا وَبَلَغَكَ وَصْفُهَا ، وَلَمْ يُعَلَّقِ الْوَعْدُ بِتَرْكِ الْعُلُوِّ وَالْفَسَادِ ، وَلَكِنْ بِتَرْكِ إِرَادَتِهِمَا وَمَيْلِ الْقَلْبِ إِلَيْهِمَا ، وَعَنْ
عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَنَّ الرَّجُلَ لَيُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ شِرَاكُ نَعْلِهِ أَجْوَدَ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِ صَاحِبِهِ فَيَدْخُلُ تَحْتَهَا ، قَالَ صَاحِبُ "الْكَشَّافِ" : وَمِنَ الطُّمَّاعِ مَنْ يَجْعَلُ الْعُلُوَّ لِفِرْعَوْنَ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=4إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ) (الْقَصَصِ : 4 ) وَالْفَسَادَ
لِقَارُونَ لِقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=77وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ) وَيَقُولُ : مَنْ لَمْ يَكُنْ مِثْلَ فِرْعَوْنَ
وَقَارُونَ فَلَهُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ وَلَا يَتَدَبَّرُ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=83وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) كَمَا تَدَبَّرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ .