( فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير )
واعلم أنه تعالى لما حكى عن الكفار هذا القول قال : ( فاعترفوا بذنبهم ) قال مقاتل : يعني بتكذيبهم الرسول وهو قولهم : ( فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ) وقوله : ( بذنبهم ) فيه قولان :
أحدهما : أن الذنب ههنا في معنى الجمع ؛ لأن فيه معنى الفعل ، كما يقال : خرج عطاء الناس ، أي عطياتهم هذا قول الفراء .
والثاني : يجوز أن يراد بالواحد المضاف الشائع ، كقوله : ( وإن تعدوا نعمة الله ) ( إبراهيم : 34 ) .
ثم قال : ( فسحقا لأصحاب السعير ) قال المفسرون : فبعدا لهم اعترفوا أو جحدوا ، فإن ذلك لا ينفعهم ، والسحق البعد ، وفيه لغتان : التخفيف والتثقيل ، كما تقول في العنق والطنب ، قال الزجاج : سحقا منصوب على المصدر ، والمعنى أسحقهم الله سحقا ، أي باعدهم الله من رحمته مباعدة ، وقال أبو علي الفارسي : كان القياس سحاقا ، فجاء المصدر على الحذف كقولهم : عمرك الله .